الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالصور في عمر الـ 47.. "الترابي" فلسطينية تزرع الكركم

حجم الخط
242141610_1267012517078001_8387465067723609672_n.jpg
آصال أبو طاقية – وكالة سند للأنباء

لم يُنقص امتداد العمر همتها، ولم يعبث بعزيمتها وطموحها الذي لطالما كانت روحها ترنو إليه مع مضي الأيام، فبلغت الأربعين وسبعة أخرى، وبلغت من الحلم والرغبة في تحقيقه أشده، ومن طلب الحلم سهر الليالي وسار إليه بعقله وكل إراداته.

هكذا كانت السيدة فاطمة الترابي، من بلدة صرة شرق مدينة نابلس، حتى توجت طموحها في إنشاء مشروع لزراعة الكركم في فلسطين، لتكون المزارعة الأولى في بلدتها، والوحيدة التي تملك حماماً بلاستيكياً زراعياً فيها.

وأوضحت الترابي لــ"وكالة سند للأنباء" أنها كانت ترغب منذ صغرها بتنفيذ مشروع خاص بها وأن تصبح من النساء الرياديات في مدينتها، وقد سعت إليه عدة مرات، فأنشأت حضانة للأطفال، لكنها لم تستمر، وجاءت فكرة مشروع زراعة الكركم.

تجلت فكرة زراعة الكركم بوضوح لدى الترابي، حين أصابتها الحاجة إليه، بعد آلام في ركبتها كانت تعاني منها، فوصف لها الطبيب شرب الحليب مع الكركم وأنه كمضاد حيوي، وسرعان ما أحضرته ابنتها إليه، ولاحظت وجود تحسن.

رحلة البحث

في مرات أخرى، طلبت الترابي الكركم، إلا أن طعمه كان سيئاً للغاية، ولم يكن كسابقه، وكررت الفعل مرة أخرى، وحصلت على النتيجة ذاتها، ما استفزها الأمر لأن تفكر بإيجاد حل مناسب لها، حتى ولو بشتلة زراعية صغيرة تزرعها في منزلها.

ومن هنا بدأت رحلة البحث والتعب، حينما علمت الترابي أن هذه النبتة شحيحة جداً بفلسطين والدول العربية، لم تستلم وبقيت مستمرة في عملية البحث المتواصل للحصول على كل معلومة صغيرة وكبيرة قد يساعدها في الوصول إلى تحقيق مطلبها في زراعة الكركم.

وفي بحر المعلومات، وجدت الترابي أن الكركم 22 صنفاً موجودين في الهند، وأن هناك مزرعة واحدة في الداخل المحتل ومن الصعب الوصول إليها، كونها تزرع الكركم الذي يستخدم في العلاجات والأدوية، والذي يمكث في الأرض أكثر من سنتين.

242338107_1798384270360316_1122010197855065175_n.jpg
 

وفي إحدى المرات، تفاجأت باتصال من أحد أقربائها، وبشتلة صغيرة، وحينما استفسرت عن ذلك أجابها "ضليتك تحكيلنا عن الكركم، وأنا جبتلك زهرة الكركم"، لم يسعها قلبها من شدة الفرح السعادة آنذاك، وشعرت معها أن المسافات تقلصت بينها وبين حلمها.

انتقادات لم تُثنها

تقدمت الترابي بمشروعها إلى الإغاثة الزراعية، وتم قبوله والإعجاب به، خاصة وأنه فريد من نوعها، فتلقت المساعدة والدعم من خبراء ومهندسي الزراعة، وأمضت قرابة العامين حتى تمكنت من رؤيتها لمزرعتها والغرس فيها قد أينع.

وتهدف الترابي من مشروعها أن تنتج الكركم بشكل محلي، وطبيعي، غير مضاف إليه أي أصباغ صناعية قد تضر الجسم أكثر من أن تنفعه، وأن يعود عليها بمردود مالي، كمشروع مستقل ترى فيه نفسها وجهدها ونجاحها المميز.

وكسيدة تلجأ لمشروع زراعي، لم تسلم الترابي من انتقادات من حولها، خاصة وأنها تعيش في بلدة ليست زراعية، "بعد ما كبرتي رايحة تعملي مشروعك، وين بدك تروحي عالأرض، رجلك، مش لاقية أكل، شو اللي ناقص عليكِ" كل تلك الانتقادات لم تمر من أذن الترابي، لأنها كانت تبصر ثمار صبرها الذي يتحقق على أرض الواقع، عدا عن شعورها الداخلي بالسعادة والإنجاز كان كفيلاً أن يمنحها القوة وعدم الاستسلام والرد على الناس.

242397933_405475507610924_7810006286220670577_n.jpg
 

وتذكر "ضيفة سند" أن أحد المزارعين من خارج بلدتها قام بحراثة وترتيب أرضها بشكل كامل، دون أي مقابل مالي، وحول السبب، أجاب أنه يريد مساعدتها من أجل أن تثبت للجميع أنها قادرة على الإنجاز والوقوف على قدميها، والمنافسة بقوة في مشروعها المميز والفريد.

منتج وطني صحي

وعمّا يميز مشروع الترابي تضيف: "أنا بدي أوصل الكركم للناس طازج، مش مطحون، ومن غير أصباغ تضر الجسم، أريد إنتاج منتج محلي معروف الهوية والملامح وطريقة زراعته"، لتستكمل حديثها "لا أضع أي شيء للزرع سوى الماء فقط".

بعض الصعوبات واجهت الترابي خلال تنفيذها لمشروعها، منها، شراءها للمياه لعدم وجود آبار ارتوازية، فتضطر شراء الكوب مقابل 4 شيكل، ليشكل هذا عبء مضاعفاً وإضافياً عليها.

ورغم المعوقات التي تتجاوزها، تؤكد أنها ستطور المشروع أكثر من ذلك، ليشمل دمجه ببعض الأغذية الأخرى، لما فيه من فوائد جمة من تقوية المناعة، والعظام، ومنع جلطات القلب.

كما وتطمح أن تصبح لديها سلسلة مزارع يتم فيه إنتاج وطني مضمون، وأن يتم دعمه من قبل وزارة الزراعة، وتوجيه الناس إلى مهنة الزراعة التي هي كنز كبير يجب استغلاله بطريقة صحيحة.

وتؤمن الترابي أن العمر ليس عقبة على الإطلاق، فمن يمتلك الهمة يمتلك كل شيء، وعلى كل امرأة أن تكون قوية وتسعى في سبيل تحقيق حلمها، لأنها قادرة حين تُمنح الفرصة، وبإمكانها تحقيق الكثير من الإنجازات.

242338099_1406934533054687_8747640215534671391_n.jpg
242334754_982315495947956_5937535332420578820_n.jpg
242295073_157626709799606_2723448793065263416_n.jpg