الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"عبرنة" أسماء شوارع القدس..مخطط يجري على قدمٍ وساق

حجم الخط
عبرنة شوارع القدس.jpg
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

تزامنًا مع الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، تصاعدت حملات بلدية الاحتلال الهادفة لتهويد أسماء الشوارع في أحياء المدينة المقدسة.

ففي عام 1871 حطّت "بعثة صندوق فلسطين" رحالها في الجغرافيا الفلسطينية، وقادت حربًا ثقافية مع بداية المشروع اليهودي في فلسطين، حيث زعمت وجود 622 اسمًا عبريًا توراتيًا في المعالم الفلسطينية.

تبع ذلك إنشاء مؤسسة "كيرن كيميت" بقرار الوكالة اليهودية، وتشكلت لجنة الأسماء قبل عام ١٩٤٨، وتتمثل مهمة اللجنة في "إعطاء أسماء عبرية توراتية" للمعالم الجغرافية التاريخية الفلسطينية.

وفي العام التالي، تأسست لجنة "النقب" ومهماتها تصب لذات الهدف، ثم تم دمج اللجتين عام 1951، ضمن لجنة موحدة تحتوي على خبراء في الجغرافيا والتاريخ والٱثار، ويتحدثون اللغتين العربية والعبرية ولا زالت قائمة إلى يومنا هذات.

سباق مع الزمن

أعمال عبرنة أسماء شوارع مدينة القدس، تهدف لتغيير معالم المدينة كونها تعكس ثقافة البلد وحضارتها.

وقبل نحو ستة أعوام تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن رفض رئيس اللجنة الاستشارية الخاصة في إسرائيل القاضي المتقاعد يعقوب طيركل التسميات العبرية لشوارع القدس، كما أبدى  معارضته التوسع في التغيير.

وعلل معارضته بالقول: "إن الحالة المركبة وحساسية مدينة القدس تقتضي تأجيل تسميات الشوارع وعدم تجاهل التسميات العربية".

ولم يكن صوت "طيركل" يتيما بل انضم إلى رؤيته القائد السابق لشرطة القدس الجنرال أرييه عميت، حيث وصف فرض التسميات العبرية بـ "العمل الأحمق".

وأضاف الجنرال "عميت" آنذاك أن "شرق القدس لم يكن يوما من القدس الكبرى، وأن السيطرة الإسرائيلية عليها تحمل الطابع الأمني فقط".

ويعتقد أن التسميات استفزازية وتصب الزيت على النار المشتعلة في القدس وهي بمثابة دس الأصابع في عيون الفلسطينيين.

ورغم هذه التحذيرات إلا أن بلدية الاحتلال لم تكترث لها، وشرعت باستهداف الشوارع المركزية وإزالة اللافتات التي تحمل الأسماء العربية، وغيّرت أسماء شوارع مركزية في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى، إلى العبرية.

ومن الأسماء العبرية التي أطلقتها بلدة الاحتلال في سلوان وشوارعها القديمة، "معالوت معيان، وهجيحون، وهعاشور، وعروجوت، وبرديس ريمونيم، وجينات اجوز".

وتحول اسم شارع القصور الأموية الموصل لسلوان فجأة إلى "شير لمعالوت"، كما وصل حبر العبرية إلى شوراع حبل الزيتون المركزية، ولباب الزاهرة شمال البلدة القديمة.

أسماء توراتية..

وحسب نشطاء مقدسيين فإن ٨٠٪ من الأسماء الجديدة للشوارع، لها علاقة بالتوراة والتلمود والعقيدة اليهودية ومعارك جيش الاحتلال.

على سبيل المثال، شارع السلطان سليمان القانوني سمي بشارع "المظليين"، وشوارع عمر بن الخطاب والأنبياء إلى "بيتي مهاس".

ويرى النشطاء أن الهدف من إلصاق الصفة التوراتية على الشوارع، هو السعي لتثبيت مسمى جبل الهيكل لتغيير الوجه العربي والفلسطيني والإسلامي للمدينة.

تغيير ٢٢ ألف اسم

ويكشف الباحث في الشأن المقدسي جمال عمرو، عن تغيير إسرائيل لنحو ٢٢ ألف اسم من المعالم التاريخية والجغرافية في القدس وغيرها منذ عام 1948.

ويشدد "عمرو" أن هناك أهدافا من التغيير تتمثل بغرس المفاهيم والمصطلحات اليهودية في الجيل الصاعد وفي عقول السياح الوافدين.

وأشار إلى أن  إلغاء الأسماء العربية والإسلامية في المدينة، واستبدالها بشخصيات عسكرية ودينية وتوراتية، يأتي بهدف صبغ الطابع الديني الخاص باليهود في المدينة.

نشطاء مقدسيون أكدوا لـ "وكالة سند للأنباء" أن هناك أهدافا غير معلنة للتسميات لاستكمال تهويد المدينة وترسيخ الروايات التلمودية في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى وتزوير طابعها وهويتها.

ويقول الباحث في الشأن المقدسي عماد أبو عواد، إن تغيير الأسماء محاولة لطمس المعالم العربية في المدينة والعيش على بعض التاريخ التوراتي التلمودي لإقناع الداخل اليهودي "كنا هنا ونحن هنا في الضفة والقدس".

ويُردف "أبو عواد" لـ "وكالة سند للأنباء" أيضًا هي رسالة واضحة للفلسطينيين مفادها "سنطمس هويتكم".

بدوره تحدث الكاتب الفلسطيني وليد القططي عن الردود العملية لمواجهة مشاريع عبرنة الأسماء، وذلك بالوعي والوسائل التعليمية والكتب والمقررات والأطالس الجغرافية والمعاجم التاريخية والأدلة السياحية، والنشر بالمحافل الدولية والبرامج الإعلامية.