يوافق اليوم الخميس الـ 14 من أكتوبر/ تشرين الأول ذكرى الـ 68 لمجزرة قرية قبية شمال غرب رام الله، والتي كان يسكنها آنذاك نحو مئتي شخص.
ففي مساء يوم 14 أكتوبر من عام 1953 حاصرت وحدتان عسكريتان إسرائيليتان (101، 890) بقيادة أرئيل شارون، القرية، وتم عزلها عن باقي القرى المجاورة، ثم بدأتا بقصفها بشكل مركز بمدافع الهاون.
بدأ قصف القرية من الساعة السابعة والنصفٍ مساء ذلك اليوم، واستمر حتى الرابعة من فجر اليوم التالي، ما أجبر أهالي القرية على البقاء داخل بيوتهم.
بعدها ألقت القوات القنابل داخل البيوت، رافقها إطلاق نار عشوائي عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة، وكل من يحاول الفرار للنجاة.
ثم قاموا بنسف البيوت فوق رؤوس سكانها، وبلغ عددها 56 منزلًا، إضافة إلى هدم مسجد ومدرستين وخزان مياه.
ومن الخارج ساندت قوات معادية، الوحدات الإسرائيلية، وذلك عبر حصار وتطويق قرى شقبا وبدرس ونعلين، وزرعت جميع الطرق المؤدية إلى "قبية" بالألغام؛ لمنع وصول أي إمدادات إلى القرية.
شهداء المجزرة
وبلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة 67 رجال ونساء وأطفال، وجرح مئات آخرون.
ووثقت الكاميرات العديد من المشاهد في القرية، لكنّ أشدها إيلاما كان، جلوس امرأة فوق أنقاض المنازل تنظر بحسرةٍ إلى السماء يُقابلها على الطريق جثمان زوجها الممزق، ومن تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة.
ما سبب المجزرة؟
جاءت المذبحة انتقامًا لعملية تسلل تمت في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1953 من الأردن إلى مستوطنة، حيث ألقى مسلحون حينها قنبلة داخل المستوطنة، ما أسفر عن مقتل اثنين من اليهود وإصابة ثالث، وتمكن المتسللون من العودة بنجاح إلى الأردن.
تاليًا قرر الوزراء الإسرائيلي آنذاك، ديفيد بن غوريون، الرد بعملية انتقامية قاسية ضد "قبية" التي مر من خلالها المتسللون، وجاء في القرار "تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قوية لسكانها بهدف تهجيرهم".
يُذكر أن "قبية" قرية فلسطينية تقع على بعد 11 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي لمدينة اللد وإلى الغرب من مدينة رام الله.
كان عدد سكانها 1635 نسمة إضافة إلى حوالي أربعة آلاف مهجر من مدن وقرى أخرى، وكانت تتبع قضاء الرملة قبيل نكبة 1948، والآن تتبع قضاء رام الله.
