الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بطلة دون تدريب.. هذه قصتها!

بالصور "جنى".. طفلة فلسطينية تتربع على عرش "الشطرنج"

حجم الخط
received_1071071160392644.jpeg
لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

فاقت أطفال سنها بشغفها وحُلمها، شقت من إرادتها طريقاً نحو العالمية، لتصنع من نفسها بطلة تُزاحم المنافسين من مختلف بلدان العالم، وهنا نرى ابتسامتها في النهاية قائلةً "كِش ملك" انتهت اللعبة.

الشغف والحماس هو ما دفع الطفلة جنى عثمان (12 عاما) من قرية مجدل بني فاضل جنوبي مدينة نابلس، لتسطر اسمها في المراكز الأولى عالمياً بلعبة الملوك "الشطرنج"، دون تدريب خاص رغم صغر سنها.

لم تتجاوز "جنى" الثماني سنوات حين بدأت طريقها في لعبة "الشطرنج"، ولمعت عيناها عند رؤية والدها عائداً للمنزل، حاملاً كأساً فاز به بإحدى مسابقات الشطرنج المحلية.

يقول والد "جنى" أحمد عثمان لـ "وكالة سند للأنباء"، إن ابنته طلبت منه تعليمها الشطرنج عند رؤيتها إياه بهذا الكأس، وبالفعل، في غضون ثلاثة أشهر "أتقنت جنى اللعبة وأصبحت تمارسها معه باستمرار أو افتراضياً من خلال اللعب على التطبيقات المتاحة".

وبعد مشاركة "جنى" في أول بطولة لها عام 2017 على مستوى فلسطين، يُضيف والدها "كان الأمر مفاجئاً لنا، لم نكن نتوقع أن تحصل على المرتبة الأولى من المرة الأولى التي تشارك بها"، حيث حصلت على المركز الأول لفئة الثماني سنوات.

رغم صغر سنها، ودون تدريب خاص إلا أنها اكتسبت خبرات مختلفة، يحدثنا عثمان أن "جنى" سافرت لعدة دول ولعبت مقابل أبطال عالميين ودوليين، ما أهلها لاكتساب مهارات جديدة، طورت بها ذاتها واعتمدت على نفسها ودعم عائلتها المعنوي لها.

"تركيز وحماس"

"أشعر بالحماس الشديد عندما أجلس مقابل خصمي، أضع كل تركيزي باللعبة وكيف سأهزمه"، هكذا وصفت الطفلة "جنى" لذة شعور البداية بهذه اللعبة.

وبنبرة الحالمين تُكمل "أحاول أن أطوّر من قدراتي في اللعبة، من خلال ممارستي عبر التطبيقات المتاحة على الانترنت، أو اللعب مع والدي".

وتقصّ "جنى" علينا عن فترة التدريب التي تسبق خوض أي مسابقة، إذ تعكف على التدريب عبر شاشة الهاتف المحمول، محاولةً الإلمام بطريقة لعب خصومها، لكن الصعوبة تكمن في محاولتها تنظيم وقتها بما يتناسب مع واجباتها المدرسية.

received_1058326771607158.jpeg

 

" أتمنى تحقيق لقب عالمي.. هذا حلمي"

ما الذي ستجنيه "جنى" بعمر (12 عاماً)؟ هذا ما قد يخطر ببال قارئ عند الحديث عن طفلة بهذا العمر.

 حصلت "عثمان" على لقب بطلة فلسطين لثلاث مرات، كما حازت على المرتبة الأولى ثلاث مرات متتالية على مستوى المدارس في فلسطين، وبطولات على مستوى الوطن العربي وغرب آسيا، وحصدت المركز الخامس والعشرين عالمياً.

وحصدت الطفلة المركز السابع عربياً في الإمارات عام 2017، والثامن عربياً عندما لعبت في تونس عام 2018، وعلى السابع عربياً في الأردن عام 2019، لتتقدم هذا العام وتحصل على المركز الثاني عربياً.

أما عن فيروس كورونا الذي أطاح بالكثيرين، إلا أنه لم يكن عائقاً أمام "جنى" لمواصلة سعيها وإصرارها على الفوز، فمنذ بداية الجائحة وتحوُّل اللعب افتراضياً في المسابقات الدولية، فازت "عثمان" ببطولة العرب على الإنترنت للفئات العمرية الأقل من 12 عاماً، كما حصلت على المركز الثاني "فضية العرب 2021"، بعد لاعبة جمهورية مصر.  

كما تمكنت "عثمان" من أخذ بطولة فلسطين للسيدات، وتأهلها لبطولة الأولمبياد العالمي للأطفال وحصولها على المركز 25 عالمياً.

ومؤخراً، في بطولة افتراضية حصلت "عثمان" على المرتبة السابعة على مستوى غرب آسيا، بعد أن تأهلت بفوزها بالمرتبة الأولى فلسطينياً والثانية عربياً.

"نظرة الأم"

حفصة عثمان، والدة "جنى" تبيِّن لـ"وكالة سند للأنباء"، أن ابنتها تولي اهتماماً وتركيزاً عالياً في لعب "الشطرنج"، وهذا يبدو جلياً منعكساً بشكل واضح على قدراتها وذكائها.

"قليلة الكلام وكثيرة التركيز، تتقن حل الأمور الصعبة، خاصة في دراستها"، هذا ما رأته "عثمان" في ابنتها، بقلبها قبل أن تراه عينها.

وتعرب والدة "جنى" عن أملها بتوفير مدرب خاص لابنتها؛ لتطوير تطوير قدراتها والاستمرار بمشوارها للوصول للعالمية". 

"إمكانيات محدودة"

يشير الأمين العام لاتحاد الشطرنج عمر الجعبري، إلى أن الاتحاد يبذل وسعه لتوفير مدربين متفرغين وذوي كفاءة؛ لتدريب وتطوير قدرات اللاعبين والموهوبين في لعبة الشطرنج.

ويقول "الجعبري" لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الاتحاد يرعى جميع المواهب خاصة الأطفال، وذلك بتعليمات من رئيس الاتحاد بشار المصري، الذي يؤكد دائماً على صب الاهتمام بهذه الفئة؛ لتكون سفيرة لفلسطين في البطولات العالمية".

ولفت إلى وجود مدربين يرافقون اللاعبين خلال البطولات، كما أن هناك مساعٍ لتوفير مدربين متفرغين للتواصل الدائم معهم.

أما العائق أمام "الاتحاد"، فيتجلى بعدم وجود كوادر كافية ومؤهلة في فلسطين للتدريب، وهم يسعون الآن لتنظيم دورات مع الاتحاد الدولي للشطرنج؛ تطويراً لقدرات اللاعبين الفلسطينيين، وتوفير مدربين أون لاين، ما يساعد على إحداث نقلة نوعية للاعبين"، وفقًا لـ "الجعبري"

وتبقى "كِش ملك" الجملة التي ترغب "جنى" بقولها في تصفية عالميةٍ، تضع على صدرها وساماً بالمركز الأول.

received_6579119092128619.jpeg


 

received_594210718286455.jpeg

 

received_1290010131435499.jpeg