الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

عبر تزوير الآثار الفلسطينية

السياحة في المستوطنات رهان استراتيجي للاحتلال

حجم الخط
v6Hvf.jpeg
نابلس-نواف العامر-وكالة سند للأنباء

لا يختلف الخبراء على أن السياحة في المستوطنات تمثل سرقة غير قانونية للأرض الفلسطينية من حيث انخراطها في الترويج ودعم المشاريع الاستيطانية غير القانونية، بينما تمعن وزارة السياحة الإسرائيلية في دعم السياحة في المستوطنات كواحدة من مجالات الاستثمار الإستراتيجية.

وعبرت الجملة المختصرة التي افتتح بها عمدة مستوطنة "إفرات" قرب بيت لحم، في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أهمية السياحة في المستوطنات عندما قال: "إن السياح هم أفضل السفراء في الترويج للصهيونية والتصدي لحملات المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات".

ومع ازدياد سيطرة المستوطنين على الموارد الثقافية والطبيعية واستغلالها لأغراض سياحية تترك آثارها بإعاقة التنمية الاقتصادية الفلسطينية.

IMG_٢٠٢١٠٩٢٣_١٨٤٢٣٣.jpg
 

سياحة توراتية

سلطات الاحتلال وحكومتها المتعاقبة لا تتوانى عن إسناد الاستيطان وتفرعاته، فقد دعمت الحكومة في العام ٢٠١٦ المستوطنات ب ٢٠مليون دولار، أكد خلالها وزير السياحة آنذاك أن المبلغ مرصود للمواقع السياحية وبناء الفنادق بالضفة الغربية.

ويؤكد الناشط في مجال الاستيطان بشار القريوتي لـ"وكالة سند للأنباء" أن السياحة في المستوطنات يعتمد معظمها على البعد الديني وهي بحد ذاتها سياحة دينية أساسية للرواية "الصهيونية" وتظهر ما تسميه "الحقوق التوراتية" التي تسهم في تواصل البناء الاستيطاني وتوسع نموه.

كشف إعلامي

IMG_٢٠٢١٠٩٢٣_١٨٤٣٠٥.jpg
 

وتمكن الصحفيان آنا موتيلي وأنابيب مارتيلا من الوصول لمستوطنة "براخا" المقامة على تلال بلدات كفر قليل وبورين وعراق بورين قرب نابلس، ووصفا المستوطنة في تقرير لهما أنها ذات توجه سياحي بحكم موقعها وإطلالتها والآثار المجاورة على الجبل وزراعة كروم العنب المنتشرة التي يقول المستوطنين أنها وردت في التوراة.

رهان استراتيجي

p3-3.jpg
 

ويصف الناشط "قريوتي" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" تلك السياحة بأنها تلميع لصورة المستوطنات والتي تعد بمثابة رهان إستراتيجي لإسرائيل، التي ضربت الإحصائيات السياحية فيها رقما قياسيا بعدد السياح عام ٢٠١٨ والذي بلغ ٤ مليون سائح.

 ويشير إلى أن هدف الزيارات السياحية هو تزوير التاريخ والادعاء أنها تعود للحقب التاريخية المختلفة لليهود.

وأعلنت حكومة الاحتلال السابقة دعمها لسياحة المستوطنات في سياق تحفيزها الداعم بمنح مساعدات ٢٠٪ من تكاليف بناء الفنادق في الضفة.

تزوير للتاريخ

IMG_٢٠٢١٠٩٢٣_١٨٤٢١٠.jpg
 

 ويتابع " قريوتي" "أن الدليل السياحي الإسرائيلي يروج لمسميات عربية بحتة، على أنها مقدسة وتوراتية كالمغسل والينابيع الغزيرة على أنها مهوى ومأوى الأنبياء ومنهم النبي بنيامين وفق زعمهم.

وضمن الترويج السياحي الإسرائيلي يقول قريوتي أنهم يعتبرون سيلون العربية، المدينة الثانية في القداسة بعد القدس ويزعمون أن بناء الهيكل تم فيها قبل نقله القدس وفق مزاعمهم.

وتقول روايات الاحتلال السياحية أن الباحث الأثري اليهودي شميت ذو الأصول الدانماركية سكن في المكان بين أعوام ١٩٢٤-١٩٣٦ ضمن بعثة أثرية للبحث في الموقع قبل أن تستهدف في العام ١٩٧٨من سواح لأيام ومن ثم أقيمت مستوطنة شيلو في الموقع.

 ويؤكد "قريوتي" أن المشرفين على السياحة في المنطقة لبيع زيت الزيتون المستخرج من أشجار الزيتون حديثة العهد بأسعار خيالية كزيت مقدس ومبارك يصل ثمن الليتر الواحد ل ١٢٠يورو، إضافة للخمرة من كروم العنب.

ويضيف "أن الأفلام السينمائية التي تعرض في البرج السياحي على التلة التي سمموا اسمها "بتل شيلو"، تقوم بغسيل دماغ فعلي للسياح بلغتهم التي يتحدثونها، وبلغت كلفة إنتاجها زهاء مليوني شيقل.

وقامت دائرة الآثار الإسرائيلية ومستوطنة "شيلو" بتزوير متعمد لموقع مدينة سيلون الكنعانية القديمة بآثارها ومساجدها، وحولتها لموقع سياحي أثري يشهد جذبا سياحيا كبيرا، وفق الناشط "قريوتي".

"أمنستي" ترفع صوتها

IMG_٢٠٢١٠٩٢٣_١٨٤٠٥٠.jpg
 

وتنشط شركات إسرائيلية سياحية في الترويج للسياحة في مستوطنات الضفة، وتعمد للدعوة لشراء شقق سكنية في المستوطنات المقامة فيما تم رفع قضية ضدها لدى منظمة العفو الدولية "أمنستي".

وفي سياق انتقادها للانتهاكات الإسرائيلية رفعت منظمة العمل الدولية "أمنستي" صوتها عبر بيان لها، وانتقدت بشدة شركات دولية عدة لعملها في المستوطنات وتدر أرباحا عليها، ولها أسماء كبيرة في عالم السياحة.

وترى "أمنستي"، أن هذه النشاط "يعزز من اقتصاد المستوطنات، ويساهم في توسيعها ويضفي الصفة القانونية عليها".

ووفق "أمنستي"، فإن موقع شركة "TripAdvisor"، يحظى بأكبر عدد من الزيارات من قبل الزوار الأجانب إلى إسرائيل.

ويقدم الموقع قوائم لأنشطة ولمواقع عقارية (70 على الأقل)، في 27 مستوطنة، لتكون بذلك أكثر من أي شركة سياحية إلكترونية أخرى.

ويقول العضو الأسبق في مجلس بلدي قراوة بني حسان همام مرعي، أن تلال وادي قانا ومحمياته الطبيعية باتت هدفا سهلا للاستيطان وسياحته، خاصة المنطقة المعروفة بعزبة أبو خليل.

أثر مدمر

IMG_٢٠٢١٠٩٢٣_١٨٤٠١٧.jpg
 

ويتابع "مرعي" خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" "أن مستوطنات "ياكير" و"نوڤيم" و"حڤات يائير"، بنت تجمعا سياحيا واضح المعالم في العزبة عبر بناء غرف وشقق فندقية وسلسلة جسور معدنية وخشبية للتنزه من أعلى الوادي الذي تبدو عن بعد فيه معالم كنيس ومدرسة دينية كبيرة في المكان.

وحسب شهود العيان لـ"وكالة سند للأنباء"، فإن المجموعات السياحية تهبط للوادي وينابيعه مستخدمة آليات "التراكترون" بوجود أدلاء سياحيين إسرائيليين عقب إعلان السيطرة على عشرة آلاف دونم في خربة شحادة المجاورة للوادي.