الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

لافتات المحلات التجارية.. شهرة على حساب اللغة

حجم الخط
لافتات محلات
غزة - وكالة سند للأنباء

باتت ظاهرة انتشار لافتات المحلات التجارية باللغة الأجنبية، تنتشر كل يوم أكثر فأكثر، حتى أضحت عادة عند أغلب أفراد مجتمعنا، فأصبحت المرادفات الأجنبية أيضا على ألسنة الأفراد في كل شرائح المجتمع.

لغتنا الجميلة والعريقة ميراث أجدادنا وفخر أسلافنا فلماذا نعلي عليها لغة أخرى، فهي لغة القرآن الكريم، وفضلها الله عز وجل على جميع لغات العالم، لقوله تعالى: "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تتقون".

ويلجأ أصحاب المحلات التجارية للتسمية باللغة الإنجليزية اعتقاداً أنها لافتة للنظر، وربما جاذبة للزبائن كما يرونها، وتعبيرا عن مواكبة العصر، في المقابل إهمال لمصطلحاتنا العربية الجميلة وممارسة غزو ثقافي للغتنا من أنفسنا دون أن نشعر.

تنازل عن الحقوق

وقال أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية عبد الخالق العف، إن تسمية المحلات باللغة الأجنبية يعكس للأسف تنازلا عن حقوقنا القومية والنفسية في الحياة.

وأضاف العف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه يجب أن تكون تسمية المحلات التجارية باللغة العربية، فنحن عرب وبلدنا عربي، والزبائن عرب وليسوا أجانب هذا من ناحية تجارية، ومن الناحية الثقافية فإن كل مجتمع يحترم لغته الوطنية، فلا نجد بدولة أجنبية استعمالا للغات أخرى، كما هو عندنا، إلا عند الضرورة.

ورأى أن مواكبة التطور التكنولوجي في العالم، لا تعني إهمال اللغة العربية.. لغة القرآن الكريم.. واستبدلها بأخرى في مختلف مجالات الحياة.

وأضاف "اللغة هي أحد أشكال الهوية، فلا يمكن فصل الثقافة والهوية عن اللغة، والأمم القوية تسعى جاهدة لحفظ لغتها بكل ما تملك، وعدم الانجرار وراء مسميات "الموضة" و"الحداثة".

ودعا لضرورة التوعوية المجتمعية، والرقابة على المحلات التي تضع مسميات أجنبية على لافتاتها، حتى لا تنتشر الظاهرة وتتوسع في المناطق، وتصبح أمرا متعارفا ومتفقا عليه، وهو في الحقيقة مرفوض.

سلاح ذو حدين

وقال مدير عام التنمية الثقافية في وزارة الثقافة عاطف عسقول، إن تسمية المحلات باللغة الأجنبية ذو بعد تسويقي بدرجة أولى، والبحث عن أسماء من الممكن أن تثير اهتمام أو فضول أو رغبة في الحضور، بالذات الأسماء التي تكون مشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف عسقول في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن هذه الطفرة ليست غريبة في ظل أن العالم أصبح قرية صغيرة ونحن لسنا بمعزل عن العالم، "ولكن أنا أنظر لهذا الأمر كما له أبعاد تسويقية، أيضاً له أبعاد سلبية ومخاطر على ثقافتنا ومجتمعنا وعلى عادتنا وتقاليدنا وتربيتنا ولغتنا العربية وأجيالنا".

وشدد على ضرورة من إعادة ترتيب ثقافتنا وألوياتنا، وأن يكون هناك وقفة جادة لإعادة تعريب وتسمية الكثير من لافتات المحلات والمؤسسات بأسماء عربية أصيلة.

وأضاف "نحن في وزارة الثقافة نركز على أن تكون التسمية تسمية عربية أصيلة، وأي تسمية خارج هذا النسق من قبل المراكز الثقافية والجمعيات وأحيانا في الفعاليات العامة يتم رفضها رفضا قاطعاً".

ولفت إلى أن بعض اليافطات الجلدية "الإعلانات التجارية" تروج لبعض المنتجات تكون باللغة الإنجليزية، وأحياناً تحتوي على عبارات مسيئة.

وقال عسقول، إن الاسم لا يخص صاحب المحل فقط بل يخص المجتمع بشكل عام، لأنه سيقرأه جميع أفراد المجتمع وسمعة وطن.

لتحقيق الشهرة والنجاح

وقال أبو مالك صاحب أحد المحال التجارية، وأسماه باللغة الأجنبية "اقترح أبنائي هذا الاسم، مؤكدين أن التسمية باللغة الإنجليزية تحقق الشهرة والنجاح إلى جانب تسميته باللغة العربية".

وأضاف "أنا أعتز بلغتنا العربية.. لكن مواكبة التطور والعلم والتكنولوجيا مطلوب، فهذه التسمية وسيلة لجذب الزبائن فقط، فعندما يرى الزبون محلا تجاريا عنوانه أجنبي يقبل عليه أكثر، وجميع المحلات المجاورة لنا ذات أسماء باللغة الإنجليزية".