الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

رغبات الأبناء وإمكانات الآباء تعكر صفو الإجازة الصيفية

حجم الخط
baf7c95e84e9b066635b3f2e89a64a4c.jpg
غزة-سند

لطالما كانت الإجازة الصيفية لدي الطفل يوسف (12 أعوام)، مصدرا للسعادة،  بينما شكلت لوالديه عبئا ماديا يضاف إلى أعباء الحياة الثقيلة في قطاع غزة.

أم يوسف ومنذ انتهاء أبناؤها الأربعة من الامتحانات المدرسية النهائية فكرت وسعت مليا لشغل إجازتهم بنشاطات ومخيمات مفيدة ومجدية، لكنها صدمت بارتفاع تكلفة تلك المخيمات هذا العام بشكل لا يناسب دخل زوجها الشهري الذي لا يتعدى 1200 شيكل.

وتقول "عادة ما أفكر باستغلال الإجازة الصيفية بنشاطات ومخيمات ودورات مفيدة تضيف لأبنائي الخبرات وتطور قدراتهم، لكني هذا العام ومع أزمة الرواتب التي طالت الجميع أجد صعوبة في توفير المبالغ الكبيرة التي تطلبها المؤسسات والنوادي".

 وتشير إلى أن افتقار المناهج المدرسية للإبداع والنشاطات الترفيهية وغير المنهجية، ساهم في الضغط بشكل كبير على نفسية الطلاب والأطفال ما يتطلب من المدارس والمؤسسات المعنية استغلال الأجازة الصيفية للترويح عن نفوسهم. 

وما بين رغبة أبنائها في الالتحاق  بمدارس كرة القدم والسباحة و الحاسوب والموسيقى تجد أم يوسف نفسها حائرة إذ لا تتوافق تلك الرغبات مع دخل والدهم الشهري.

 لكن أم يوسف قررت هذا العام الاستعانة بالإنترنت لتطوير مهاراتهم وتلبية رغباتهم من خلال نشاطات بيتيه تشاركهم بها في المنزل.

 وتطالب الجمعيات الخيرية والمؤسسات المعنية بحقوق الطفل، المبادرة بتنظيم نشاطات صيفية تنمي من قدرات الأطفال، وترعى إبداعهم ومواهبهم، وتساهم في دعهم نفسيا لا سيما أنهم يعيشون في قطاع شهد عدة حروب.

أما "يزن" 7 أعوام،  فقد اختلف حاله قليلا، إذا حالفه الحظ كونه وحيد والديه، بالاشتراك بنادي رياضي لتعليم الكرة والسباحة إلى جانب نشاطات ترفيهية أخرى.

تقول والدته " أدفع شهريا لابني الذي لم يتجاوز السبعة أعوام ما يقارب 500 شيكل شهريا من مواصلات ورسوم مخيمات، كي يستفيد ويستغل إجازته الصيفية هذا العام بشكل جيد".

 وبين خيارين كلاهما مر وجدت أم يزن نفسها، فإما أن تترك ابنها رهينا في المنزل ما بين الهاتف المحمول والانترنت والتلفاز أو تدفع نصف راتبها شهريا كي تساعده باستغلال وقته بشكل مفيد.

وتضيف " نوفر ليزن رسوم المخيمات المرتفعة كوني موظفه أنا ووالده بالرغم من أن هذا المبلغ  يعتبر كبيرا نسبيا مقارنة بالوضع الاقتصادي السيء في غزة، لكنا مضطرين لذلك بناء على رغبته، وسعيا منا لتطوير قدراته واستغلال الإجازة الصيفية بما هو مفيد".

 ويلجأ بعض الأطفال في القطاع ممن هم دون سن 18 للعمل فترة الإجازة الصيفية التي تستمر لثلاثة أشهر، لتحسين أوضاع عائلاتهم المادية، وتأمين حاجياتهم الخاصة، بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها القطاع، وحصار إسرائيلي مستمر منذ 13 عاما.

ووفقا لإحصائيات الجهاز الـمـركـزي لـلإحـصـاء الـفلسطيني في نيسان 2019 فإن  نسبة الأطفال العاملين سواء بأجر أو بدون أجر في فلسطين حوالي 3% من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية (10-17) سنة، بواقع 4% في الضفة الغربية و1.3% في قطاع غزة، و5.5% أطفال ذكور مقارنة بـ 0.2% من الأطفال إناث.

كما بلغت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس ويعملون 0.8% بواقع 1.1% في الضفة الغربية و0.4% في قطاع غزة، وعلى مستوى الجنس بلغت النسبة 1.5% للذكور مقابل 0.2% للإناث خلال العام 2018.

ويعتبر نشاط التجارة والمطاعم والفنادق، المشغل الرئيسي للأطفال العاملين (10-17 سنة) في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، يليه نشاط التعدين والمحاجر والصناعة التحويلية في الضفة الغربية، أما في قطاع غزة فقد كان النشاط الزراعي هو المشغل الثاني للأطفال العاملين.