الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

سنوات حكمه تفوق عمره

بالصور الأسير أيمن الكرد.. حينما يصبحُ الحُلُم تسكينَ الألم فقط

حجم الخط
resize (5).jpg
القدس-أحلام عبدالله-وكالة سند للأنباء

13 رصاصة غادرة اخترقت جسد فتى فلسطيني أردته حبيس كرسي متحرك متهالك داخل سجون الاحتلال، وأبقته في دوامة آلام مستمرة، وإهمال طبي متعمد، وحكم جائر لمدة 35 عاماً.

تفاصيل الآلام التي يعاني منها الأسير أيمن الكرد اخترقت المسامع وأدمت القلب عبر هاتف "سند"، والتي يرويها رفيقه في السجن محمد البكري الذي فارق الأسير أيمن جسدًا ولم يفارقه روحًا.

الاعتقال والإصابة

في 19سبتمبر/ أيلول عام 2016، أطلقت قوات الاحتلال عند باب الساهرة بالقدس رصاصات حقدها على جسد الفتى أيمن حسن الكرد من سكان بلدة كفر عقب، ليُصاب بعدها بالشلل.

أصيب أيمن بـ 10 رصاصات في قدمه اليسرى، ورصاصتين في قدمه اليمنى، وواحدة في عموده الفقري أصيب على إثرها بشلل نصفي، عدا عن أن شظايا الرصاصات ما زالت موجودة في جسد أيمن الذي يتآكل يوماً بعد الآخر.

وأُجريت له عملية له بعد اعتقاله، ليعاني بعدها من أوجاع وآلام مستمرة ولسعات كهرباء في الأعصاب، وفي قدميه وعضلاته، وعاش مدة عامين في مستشفى سجن الرملة وبدأ بعدها يتنقل بين سجون الاحتلال.

1632479894-2164-3.jpg
 

يصف "البكري" لـ"وكالة سند للأنباء"، اللقاء الأول بينه وبين الأسير أيمن من بوابة ذاكراته، فيقول:" دخل أيمن إلى سجن جلبوع قادمًا من عيادة سجن الرملة أو بالأحرى من المقبرة بعد عامين أمضاهما هناك، ورأيت الوجع في ملامح وجهه على الرغم من أنه لم يتحدث، فقد كان من المستهجن على الأسرى أن يأتي أسير على كرسي متحرك، خاصة أنه في مقتبل العمر، فقد كان فتىً صغيراً مثل الورد".

ويتابع: "التف الجميع حوله ومن وقتها أحببت مساعدته، فعرفت أنه يكره نظرات الشفقة من الآخرين، ولا يريد أن يشعر بالعجز، فتعاملت معه بطريقة مختلفة".

عاش محمد البكري مع الأسير أيمن منذ عام 2019 حتى منتصف عام 2021، وكان الأسير الكرد يعاني من آلام على مدار الساعة، فيقول محمد" أيمن لا يشعر في الجزء السفلي ولا يستطيع تحريكه، ويتنقل على كرسي متحرك منذ بداية اعتقاله، وهذا الشيء أثر نفسياً بشكل كبير عليه بعد أن استيقظ فجأة في مستشفى سجن الرملة ووجد نفسه لا يستطيع الحركة".

إهمال طبي متعمد

ويحصل أيمن يومياً على 10 حبات دواء، منها مسكنات، ومنها دواء للمعدة، وأخرى كي تساعده على النوم، لكن كل هذا لا يؤثر بجسد أيمن الذي يتألم على مدار الساعة.

يقول "البكري": "أيمن لم يعش طوال السنوات الست الماضية باستقرار، فعندما يجلس يتألم، وعندما يتحرك يتألم، ولا يستطيع النوم".

وتوجه "محمد" عدة مرات إلى عيادة السجن مطالباً أن يشرحوا له ما سبب ألم أيمن المستمر، وكيف يمكن تخفيفه، لكنهم ردوا بعدم وجود أي شيء يقدمونه له سوى المسكنات.

حاجات ملحة

ويضيف "البكري": "مطلب أيمن في الوقت الحاضر هو تسكين الألم الذي يعاني منه على مدار الساعة، فإدارة السجن غير مكترثة لوضعه، فهو يحتاج إلى فرشة طبية، حيث داهمت التقرحات جسده وهو ما ضاعف آلام ظهره".

ويتابع "طلبنا مراراً بفرشة طبية لأيمن، وعندما رفضت إدارة السجن طَلَبَنا، أردنا فرشة عادية لنضعها فوق الفرشة الأولى إلا أنهم رفضوا".

ومن المتطلبات الأساسية التي يُحرم منها الأسير "الكرد" الحصول على حذاء طبي يشعره بالارتياح، حيث إن قدمي الأسير "الكرد" ممتلئتين بالبلاتين إثر العمليات التي أُجريت له ولا يستطيع ارتداء أي حذاء.

معاناة الشتاء

وفي فصل الشتاء، تتضاعف آلام "الكرد" بسبب البرد، ويصبح بحاجة إلى جو دافئ، وملابس دافئة، وعدد أكبر من البطانيات، فحاله مثل باقي الأسرى، ولكن حاجته مُلِحة بشكل أقوى.

ويروى البكري لـ" سند"، "أن متطلبات أيمن لا تتعدى، توفير تدفئة، وفرشة طبية، وحذاء طبي، وملابس مناسبة شتوية، ومتابعة حالته الصحية".

ابتسامة وسط الألم

1632480097-8279-3.jpg
 

لم يدون محمد فقط مواعيد المسكنات، بل كل شيء يحبه أيمن، فيقول: "عندما كنت أشاهده يضحك أكتب الموقف الذي أضحكه على ورقة حتى أكرره له عندما يتألم". هذه هي الطريقة التي يحاول فيها رفاق أيمن انتزاع ابتسامة وسط دوامة ألم لا تستثني وقت الطعام أو النوم، فعندما ينتهي مفعول المسكن تعود الآلام أدراجها لجسده النحيل.

ويوضح "البكري" أن وقت ارتداء الملابس والاستحمام تعتبر أوقاتا سيئة لدى أيمن بسبب صعوبتها، تخيل أن حلمه أن ينام يومًا مرتاحًا دون أن يزوره الألم الذي هو ضيفه الدائم.

وحول تفاصيل قضاء أيمن لوقته داخل السجن، يقول "البكري": "يستيقظ أيمن عند ساعات الفجر يتناول الدواء، ويبقى حتى الساعة التاسعة يحاول النوم مرة أخرى، وبعد ساعة يستيقظ مرة أخرى ويتناول فطوره يجلس قليلاً في الساحة بضحكة مصطنعة، ثم يعود للغرفة عندما يشتد عليه الألم بعد أن ينتهي مفعول الدواء المسكن".

علاقة روحية مميزة ربطت أيمن ومحمد، فيوم الإفراج عن محمد كان أيمن آخر من ودعه في السجن، ذرفا سويًا دموعًا القهر وهما يتبادلان العناق الأخير، فالاحتلال لن يسمح له بزيارته.

مسؤولة ملف الأسرى المرضى بهيئة شؤون الأسرى والمحررين رقية كراجة تقول لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الأسير الفلسطيني أيمن الكرد يتعرض لسياسة الإهمال الطبي المتعمدة في سجون الاحتلال.

وتابعت "إن سياسة الإهمال الطبي أدت لتفاقم حالة الأسير أيمن الكرد بعد إصابته بالرصاص عام 2016، إذ ترك في سجن يفتقر للظروف الصحية المناسبة لحالته المرضية والتي تستوجب المتابعة وتوفير العلاج".

"ويعاني الأسير أيمن من خلل في الجهاز العصبي والهضمي، وشلل نصفي في أطرافه السفلية، ويتنقل بواسطة كرسي متحرك". وفق "كراجة".

وتضيف" أن الأسير يعاني من انتفاخ عند النخاع الشوكي، وقدمت هيئة شئون الأسرى طلباً للسماح بدخول طبيب أعصاب لزيارة الأسير ودراسة وضعه وإمكانيه إجراء عملية له في العمود الفقري".

وتوضح "أنه تم تقديم طلب لمحكمة الاحتلال لإجراء علاج فيزيائي لوجود أمل أن يعود للمشي على قدميه، وتوفير فرشة طبية لمنع التقرحات في جسده، ولكن الاحتلال ما زال يماطل في الاستجابة لتلك المطالب الضرورية للأسير".