الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

تصعيدٌ في النقب..ما القصة؟

حجم الخط
20170118140317afpp-afp_k40dj.h-730x438.jpg
نواف العامر/ هداية حسنين - وكالة سند للأنباء

يشكل "النقب" نحو نصف مساحة فلسطين التاريخية، بمساحة تصل إلى حوالي 14 ألف كيلو متر مربع، ولا يعيش الفلسطينيون اليوم إلا على 400 ألف دونم فقط من أراضي النقب، أي نسبة 3% فقط، وبالرغم من ذلك يلاحق الاحتلال أهالي النقب في هذه المساحة.

على مدار أيام متتالية، يتواصل الفعل الشعبي في مواجهة تهجير ومصادرة الاحتلال أراضي قرية "سعوة " في صحراء النقب، والذي يأتي تحت مسمى تحريش الأرض.

"وكالة سند للأنباء" فتحت الملف، وجاءت بأصل الحكاية من قلب الميدان، ومعايشة الأحداث الساخنة التي طالت اعتقال عشرات المواطنين أكثرهم قاصرون وفتيات، في ظل سياسية احتلال تعتدي على كل ما من شأنه أن يقف في وجه المخططات الإسرائيلية الجديدة القديمة.

حكاية قرية "سعوة"

الإعلامي والناشط السياسي عطوة أبو خرمة في اتصال هاتفي يوضحُ لِـ "وكالة سند للأنباء"، أن بداية الأمر كانت قبل ستة عشر يوماً، إذ وصل مندوبو وممثلو الصندوق القومي الإسرائيلي النقب، وتم إعلان الاستيلاء على ١٨٠ دونماً من إجمالي حوالي ٤٠٠ دونم من قرية "سعوة".

ويضيف "أبو عطوة" أنه عقب جفاف الأرض من الأمطار الغزيرة عادوا ثانيةً منذ الاثنين الماضي 10 يناير الجاري، وقاموا بأعمال التجريف لتنفيذ مشروع ما يسمونه التحريش.

وفي استعجاب واستنكار يتساءل "أبو عطوة" "أي تحريش يتم بزراعة أشجار غير مثمرة بدلاً من التين والزيتون؟" واصفاً التجريف بـ"عملية نهب للأرض، ومصادرة لها تحت مسميات خادعة".

وتقع "سعوة" في قلب تجمع سكاني يعرف بتجمع النجا، ويضم العديد من القرى الصغيرة، أغلبها غير معترف بها، ودون خدمات، وتفتقد البنية التحتية لمتطلبات الحياة الكريمة.

ويُحيط بتجمع النجا الشوارع المركزية الهادفة لنزع الأرض من أصحابها، وتنفيذ مخططات الابتلاع، إضافة لوجود مطار أفاقيم في المنطقة الجنوبية منه.

مواجهات واعتقالات

واشتعلت ساحة "سعوة" في مواجهة شرطة الاحتلال المدججة؛ رفضاً لمشروع نهب الأرض واغتصابها وكان نتيجتها، حتى مساء أمس الأربعاء، اعتقال 46 من الأهالي، والفتية القاصرين من الجنسين.

وفي تفصيل للحالة العمرية للمعتقلين، يكشف الناشط "أبو خرمة" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن ما نسبته ٨٠٪ من المعتقلين هم قاصرون ودون السن القانوني، وخاصة الفتيات القاصرات، فيما يرقد في المستشفى ثلاثة مصابين تحت الحراسة؛ كونهم رهن الاعتقال.

وسائل إعلام عربية ومحلية ودولية بثت مشاهدَ الاعتداء بالضرب على مالكي الأرض وسحلهم فوق الرمال، واعتقالهم.

وفي حالة تحدٍ رافض للتحريش ومصادرة الأرض تجمع عدد من شبان "سعوة" في مواجهة البث الحي والمباشر للقناة ١٤ الإسرائيلية من الموقع؛ ما أجبر إدارة البث على وقفه لتحاشي بث المزيد من الرفض الشعبي للمشاريع الاستيطانية هناك.

عمليات قديمة جديدة

وبينما يواجه النقب آليات الاقتلاع والتجريف الإسرائيلية لأراضي قرية "سعوة" وما يجاورها، فإنَّ التاريخ بين طياته يُرجِعنا بالذاكرة كيف أنه لم يغلق بعد صفحات الاعتداءات، والهدم، لأراضي النقب.

ففي حديث الناشطة الفلسطينية في النقب صابرين الأعسم لـ"وكالة سند للأنباء"، تذكر أن النقب منذ عام النكبة 1948م، وهو يواجه بشكل دوري ومتواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي من تجريف وهدم.

وتردف "الأعسم": "أن الذي يحدث اليوم ما هو إلا امتدادٌ لسياسة قديمة جديدة ينتهجها المحتل الإسرائيلي"، مُشيرةً إلى أنه قبل 5 سنوات تم هدم أكثر من 10 آلاف بيت في النقب.

وبحرقةِ قلبٍ على هذه الأرض، وبمزيج من مشاعر الثبات والصمود في صوته وكلامته، يروي لـ "وكالة سند للأنباء"، الشيخ أسامة العقبي (52عاماً) من سكان النقب، ذكرى هدم الاحتلال بيته عام 2004 في إحدى القرى مسلوبة الاعتراف من إسرائيل.

يقول "العقبي": "لستُ وحدي، فأنا كالكثيرين من أهالي النقب، هدم الاحتلال بيتي، ولطالما تلاحقني تخوفات بأن يهدم بيتي في أي وقت، ولا أجد مأوى لي ولعائلتي".

هموم النقب، وتمسكٌ بالأرض

يشمل النقب أكثر من 40 قرية فلسطينية غير معترف بها، ويرفض الاحتلال المصادقة على مخططات تنظيم وبناء فيها، ويحرمها الاحتلال الخدمات الأساسية للحياة.

ويوضح "العقبي" في حديثه عن صعوبات الحياة في قرى النقب، أنه لا ماء، ولا كهرباء، ولا شبكات طرق مؤهلة لهم؛ وذلك لسعي الاحتلال إلى تهجيرهم، وسرقة الأرض.

وفي همومٍ يزداد ثقلها يوماً بعد يوم في ظل التضييق الإسرائيلي، يحصي "العقبي" هموم النقب، التي صنَّفها إلى هموم اجتماعية، وتعليمية، وخدماتية، وسياسية، فمن كل هم تذوق النقب مرارةً متزايدة.

وفي مقابل كل هذه الهموم والظروف القاسية في النقب، يؤكد "العقبي" أن حالة الوعي الفلسطيني بالنقب تزهو، وخاصةً بين الشباب والفتية، الذين يبرهنون تجذر هذا الحق الفلسطيني بالبقاء في الأرض، فلم ينسَ الصغار، وها هم يغيظون الاحتلال بدفاعهم عن أرضهم.

#أنقذوا- النقب.. يتصدر الترند

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً ملحوظاً على وسم #أنقذوا_النقب، في ضوء عمليات التجريف الإسرائيلية التي تتعرض لها أراضي الفلسطينيين في النقب المحتل، لتتصدر بذلك الترند في فلسطين.

الصحفي تامر المسحال كتب تغريدةً عبر حسابه في تويتر، جاء فيها "#أنقذوا_النقب الذي يواجه أهله قوات الاحتلال بصدورهم العارية لمنع تهويد أراضيهم، النقب كان وسيبقى فلسطينياً، وسيتحرر مهما طال القهر والزمن".

271219449_894654977899499_3734791951962740565_n.jpg
 

 والناشطة سارة الأطرش من النقب كتبت: "الفرق واضح بين من هم أصحاب الأرض، ومن هم المحتلون، والله لو جمعتم جميع جيوش الأرض لن نهجر هذه الأرض".

271441400_719142502391978_5126304215697609230_n.jpg