الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

حق العودة.. حضور لافت في أنشطة المراكز الفلسطينية

حجم الخط
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

منذ الأيام الأولى التي أعقبت النكبة الفلسطينية عام 1948، نشط الفلسطيني في الحفاظ على حق العودة كهوية لا يمكن المساومة عليها، وأنها ليست محلا لرهان المواقف السياسية وصولا لتطبيق هذا الحق فرديا وجماعياً.

وأبدع الفلسطيني عبر الجهد الشعبي في الداخل والشتات، في البحث عن أدوات ووسائل تحفظ هذا الحق من الضياع والتذويب والوقوف في وجه محاولات تكشف ظهر مظلومية القضية وعدالتها من سلاحها الأمضى، والذي تمثله المخيمات.

النماذج الحية

مركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة بمدينة نابلس، يعتبر أحد النماذج الحية في تثبيت حق العودة في ذاكرة الجيل.

وتأسس المركز عام 1996 في مخيم بلاطة على يد ثلة من شباب المخيم وقادته والنشطاء، بهدف تثقيف الجيل الجديد بحق العودة والعمل على ترسيخه في العقول والوجدان والعمل على تحقيق هذا الحق بالثقافة والتربية والتعريف أولا .

ويقول مدير المركز تيسير نصر الله لـ"وكالة سند للأنباء"، إن المركز لعب دورا مهما وركزت نشاطاته وفعالياته حول أبجديات العودة وعدالة قضية اللجوء كقضية مركزية كحق جمعي وفردي غير قابل للإسقاط والتقادم، متبعا خلال مسيرته برامج وفعاليات على طريق تحقيق الاهداف والغايات التي انطلق من أجلها.

وحمل المركز اسم يافا كمدينة نهشت إسرائيل أطرافها، واحتلت ترابها وحضورها الحضاري البكر بأبشع صور الاحتلال.

والمركز جزء مهم من الائتلاف الفلسطيني العالمي للدفاع عن حق العودة، الذي يعقد سنويا في الدول الأعضاء.

الأطفال وأعشاش النسور

ويُضيف نصر الله، أن المركز اعتمد استخدام البلد الأصلي للأطفال والفتيان رواد المركز من الجنسين، لتعريفهم ببلدانهم الأصلية وتوظيف ذلك في التعبئة التراكمية.

ويُنظم المركز رحلات توعوية تعريفية للقرى والمدن والبداوة الفلسطينية في الداخل، ما دمر منها وما بقي شاهدا على جرائم العصر، ليتعرف الجيل على الموئل الأول للآباء والأجداد معاينة وتحسسا وشعورا.

مكتبة الطفل

ويتابع ضيف "سند"، "تنشط المكتبة في طرح قضايا حق العودة عبر القصص والروايات، وضخ الحياة في روح الأطفال وتوجيههم الوجهة السليمة".

وتهتم المكتبة بتوعيتهم بالبلد الأصلية، وموقعها الجغرافي والعادات والتقاليد والأفراح واللباس وخلافه.

ويُوضح نصر الله، أن الأطفال والفتيان يتعلمون رسم خارطة فلسطين والمظاهر الرمزية، وتعزيز ثقافة العودة من خلال المشاركة في المعارض والمسابقات وعقدها في المركز، الذي تزينه الجداريات واللوحات المرتبطة بحق العودة.

معارض الصور

وينظم المركز بشكل دوري معارض للصور والتراثيات ذات العلاقة بالنكبة وتثبيت حق العودة، والمساهمة بمعارض وأنشطة مماثلة في مواقع أخرى كالمدارس وداخل الوطن.

فضلًا عن إقامة معارض تحاكي حياة الفلسطيني قبل النكبة السوداء وأثناءها وبعدها، وإبراز الحياة الفنية والحضارية قبل النكبة في مواجهة التذويب للهوية الوطنية، وفق "نصر الله".

حلقات وعائدون

ويُشير إلى أن المركز يعقد في مناسبات عديدة ندوات وحلقات توعوية وثقافية لترسيخ حق العودة فيما تكمل فرقة "عائدون" الدور وتقدم الدبكة الشعبية والأغنية الوطنية ذات العلاقة بالعودة والوطن السليب.

وساهمت الفرقة بنشر الدبكة الشعبية والأغنية الملتزمة في داخل الوطن وخارجه، وكان آخرها المشاركة في الهند.

ويعرض على خشبة مسرح المركز مسرحيات وسكتشات وفقرات تمثيلية تحض على التمسك بحق العودة وتنميته، ويستضيف المركز من بقي من شهود النكبة يلتقون بالأطفال ويشرحون لهم تفاصيل المأساة، ويضعون الأمانة في أعناقهم مفاتيح العودة.

ووثق المركز الروايات الخاصة بالتشريد والتهجير من أفواه من عايشها، ووضع على جدوله تفريغ الشهادات الحية لتكون في متناول الأيدي.

وأطلق نشطاء المخيم أسماء بلداتهم وقراهم على شوارع المخيم وحواريه، في الوقت الذي ساهم المركز بتأسيس وتشجيع إقامة الجمعيات التي تخدم حق العودة واللاجئين كجمعية العباسية ويازور واللد.

وتنتشر في مدن الضفة ومخيماتها جمعيات ترتبط باللجوء والنكبة ومنها جمعية دير ياسين في رام الله، وعائلات الفالوجة في الخليل.

جمعية المركز الاجتماعي

وفي إطار الأهداف ذاتها ينشط المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية التابع لجمعية المركز الاجتماعي بنابلس، بإعادة ترميم الوعي والذاكرة عند الأجيال وبضمنها ثقافة حق العودة.

ويقول مدير المشاريع في الجمعية عدنان عودة، إن المركز بدء بالتوثيق السمعي والبصري عبر قاعدة معلومات مرتبطة بنتائج النكبة وإرهاصاتها.

ويُردف عودة لـ"وكالة سند للأنباء"، أن المركز شرع بتجميع أسماء وأرقام وأماكن تواجد اللاجئين، توثيقا وحصرا وجمع الأفلام الوثائقية ذات العلاقة.

توثيق الأملاك

ويضع المركز ضمن مهامه التي انطلقت توثيق أملاك اللاجئين قبل النكبة ووثائق الملكية وتثبيتها وتصنيفها، وجعلها إلكترونية وصولاً لتقديم الرواية كون الرواية الهدف، والوثائق وسيلة.

وجاء في حديث عودة، أن الإعلام الإسرائيلي كشف مؤخرا عن التطهير العرقي، الذي أمر به بن غوريون ضد الفلسطينيين وتكتمه على جرائم الاغتصاب التي مارستها العصابات اليهودية.