الساعة 00:00 م
الأربعاء 21 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

تحليل الهجمات الإسرائيلية على سوريا ترفع سخونة الجبهة الشمالية

حجم الخط
إسرائيل سوريا وروسيا
فاتن عياد الحميدي - دمشق - وكالة سند للأنباء

هاجس أمني رئيسي لإسرائيل يقودها لتعميق علاقاتها مع الجوار العربي، في حين تصف إسرائيلُ سوريا بساحة مواجهة للتهديدات الإيرانية بشكل استباقي، عبر الاستهداف المتكرر للأراضي السورية.

يأتي ذلك بذريعة وجود أسلحة أو قوات تابعة لكل من إيران أو حزب الله، والتركيز على الوجود الإيراني فيها.

يحضر العامل الإيراني بقوة في سوريا بالنسبة لإسرائيل، لكن سخونة الأجواء العسكرية التي شهدتها الفترة الماضية، أذابت الجليد عن الأحداث؛ لتكشف عن السيناريو الأكثر رعبًا لدى تقديرات المؤسسة الإسرائيلية، تجاه معركة متعددة الجبهات.

وتتبنى إسرائيل تجاه سوريا استراتيجية بتوسيع الضربات الجوية التي اقتصرت في السابق على المناطق الحدودية، لتشمل جميع الأهداف التي تزعم إسرائيل أنها تابعةً للجماعات المدعومة من إيران في كلٍ من سوريا ولبنان.

والتي كان آخرها استهداف شنّه الطيران الحربي الإسرائيلي على محيط العاصمة السورية دمشق، أمس الأربعاء، التاسع من فبراير/شباط الجاري.

"أُطُر استراتيجية إسرائيل"

الخبير السوري أمجد الأغا يبيِّن لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه يُمكن النظر إلى الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا، وفق إطارين، أحدهما عسكري، والآخر دبلوماسي، إلا أن نهج إسرائيل يدفعها لاتخاذ المعالجة العسكرية لهواجسها سياقاً في التعاطي مع القضايا والملفات التي تؤرقها.

بخلاف الكثير من الدول التي تتخذ من الحلول الدبلوماسية منهجاً في التعاطي، وفي حال فشل الجهود الدبلوماسية، تلجأ للخيار العسكري.

وهذا ينُم عن استخدام إسرائيل القوات الجوية كأداة رئيسية للقضاء على التهديدات الأمنية في سوريا؛ لبلوغ أهدافها وتحقيق تطلعاتها الإستراتيجية، وبذات التوقيت، فهي تسعى من خلال غاراتها الجوية على سوريا، إلى القضاء على هواجسها الأمنية، وفقاً لـ"الأغا".

وضمن ما سبق، يعتبر "الأغا" أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا باتت واضحة، فهي تضع إيران والفصائل التابعة لها ضمن قائمة أولوياتها وتحدياتها الأمنية.

من هنا تُفهم طبيعة وماهية الهجمات الإسرائيلية المتزايدة في سوريا، منعاً لإيران وفصائلها من التواجد فيها وتحديداً على مقربة من الحدود الفلسطينية مع سوريا.

وفي ذات السياق، وضع وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت الذي تولى منصبه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أسلوبًا عسكريًا جديدًا، إذ رأى أن هناك فرصة لمحاربة القوى العسكرية الإيرانية في سوريا بشكل أكثر فاعلية.

والذي يوضح أنه إذا لم تقض إسرائيل على النفوذ الإيراني المتزايد على حدودها الشمالية، فسيتعين عليها فتح جبهة حقيقية تشترك فيها الصواريخ و"الميليشيات المسلحة على الحدود السورية" في المستقبل القريب.

فكان لزامًا على إسرائيل لمنع هذا التهديد، أن تنتقل من "الردع الفاعل إلى الهجوم الوقائي"، بحسب ما بيَّن الخبير السياسي.

ووفقًا لهذا النهج الذي يوصف أيضًا بـ "عقيدة بينيت"، يتوجب على إسرائيل لضمان أمنها القومي ومغادرة القوات الإيرانية المنطقة، أن تُقدم على حل عسكري في سوريا، وأن تنتهج أساليب أكثر عدوانية من ذي قبل، بحسب ما أفاد "الأغا".

ويضيف "الأغا" لـ"سند"، تتصور إسرائيل في هذا الإطار القيام بعمليات عسكرية ضد المنشآت العسكرية وقوات الحرس الثوري، والفصائل المدعومة من إيران التي تنتشر في مختلف مناطق سوريا.

يذكر ضيفنا أن إسرائيل تسعى إلى تغيير توازن التحالفات في سوريا عبر الطرق الدبلوماسية، ما يعني أنها تهدف إلى عزل إيران عن روسيا حليف دمشق الأساسي، مع زيادة عدد القوى المناهضة للسياسات الإيرانية في سوريا وعموم المنطقة.

وعليه فإن تحالف إسرائيل مع الولايات المتحدة والأردن، يوحد جهود هذه القوى ويدعم توجهات إسرائيل في سوريا.

ويعتقد "الأغا" أن الأردن سيسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي؛ لاستهداف القواعد الإيرانية في سوريا؛ معللاً وجهة نظره: "عمَّان ترى في المخاطر الأمنية التي قد تنشأ انطلاقًا من الحدود الجنوبية لسوريا، تهديدًا خطيرًا وجديًا، إضافة إلى امتعاضها وعدم ارتياحها لسياسات إيران التوسعية".

"حليف آخر لإسرائيل في سوريا"

أما الحليف الآخر المهم لإسرائيل في سوريا، هي الولايات المتحدة الأمريكية كما ذكر "الأغا"، فمنطقة شرق الفرات هي التي تشكل نطاق مسؤولية أمريكا بالمعنى العسكري في سوريا، وستوفر وتقدم كل أنواع الدعم عند الضرورة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل.

وبالعودة إلى الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية في سوريا، يشير "الأغا" إلى أن أحد أهم أهداف إسرائيل، يتمثل في إبعادَ روسيا عن إيران أو على الأقل إبقاءها محايدة في الصراع "الإيراني -الإسرائيلي".

سعت إسرائيل إلى إيجاد سبل للتعاون مع موسكو، بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، وبدأت روسيا تشعر مع مرور الوقت بالحاجة إلى شركاء من خارج إيران ودمشق، خاصةً بعد تحقيقها في البداية نجاحات كبيرة في المجال العسكري.

ومع تداخل وتشابك المصالح بين موسكو وتل أبيب، تم التوقيع على اتفاقية "عدم اعتداء"، بين إسرائيل وروسيا، في مارس/ آذار 2016.

وبموجب هذه الاتفاقية؛ وافقت إسرائيل على أن تقف على الحياد في العمليات الجوية الروسية، وعدم تتبع الطائرات المقاتلة الروسية في حال مرورها من المجال الجوي الإسرائيلي.

وبالمقابل وافقت روسيا على بقائها محايدة في العمليات الجوية الإسرائيلية للقضاء على التهديدات الأمنية، انطلاقًا من الأراضي السورية.

وانطلاقًا من هذه الاتفاقية، ينبه "الأغا" أن روسيا لم توقف تحركات قواتها الجوية فحسب، إنما أوقفت تحركات أنظمة الدفاع الجوي المتمركزة في قواعدها العسكرية في سوريا ضد الهجمات الجوية الإسرائيلية.

وأوقفت تقديم منظومات الدفاع الجوي إلى حلفائها إيران والسلطات السورية، تحسبًا لعدم وقوع سلاح الجو الإسرائيلي في موقف، حسبما ذكر الخبير السياسي.

يقول "الأغا" إن أسباب تغيير إسرائيل لاستراتيجيتها في سوريا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطورات التي تحدث في المنطقة، وتحديداً العدوان الأخير على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي.

ويسهب بالشرح: "كان من الممكن أن يُشكل العدوان نقطة فارقة وعلامة مميزة، في تاريخ الصراع مع إسرائيل، في حين اتخذت المقاومة استراتيجية مغايرة، وأشعلت الجبهات من سوريا وجنوب لبنان، بالتوازي مع صواريخ الفصائل الفلسطينية التي وصلت إلى العمق الإسرائيلي وأربكت الساسة والعسكريين الإسرائيليين، على حد قوله.

ويرى الخبير السياسي أن العدوان على غزة أحدث فارقاً استراتيجياً في سياسيات إسرائيل تُجاه سوريا وإيران وعموم المحور بمجمل نتائجه، وذلك نتيجة إدراك إسرائيل أن المغذي الأساس والداعم الأكبر للفصائل الفلسطينية كافة، يتمثل في إيران وخطرها على إسرائيل.

"فوبيا لدى إسرائيل"

شكلت الحرب على سوريا تعزيزاً للوجود الإيراني الذي يشكل "فوبيا" لدى إسرائيل؛ فاتخذت الاستراتيجية الأمنية منحاً تصاعديًا في ازدياد الضربات الصاروخية على الأراضي السورية، وتحديداً على النقاط والمنشآت التي تزعم إسرائيل تواجد القوات الإيرانية فيها.

بدورها قالت الكاتبة ربى شاهين لـ"وكالة سند للأنباء"،إن من أهم الأهداف الرئيسية لإسرائيل هو الحد من النفوذ الإيراني ونقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله، وتقويض شرعية المطالبة بمرتفعات الجولان.

ومن الجانب الآخر يشكل التواجد الروسي في سوريا من الناحية السياسية والعسكرية قلقاً على إسرائيل، فالعلاقة الثلاثية ما بين السوري والروسي والإيراني، تشكل مصدر إزعاج وفق المنظور الأمني السياسي منها والعسكري وما يتبعه من تطورات على مختلف الأصعدة.

تتابع "شاهين"، أنه على الرغم من محاولة إسرائيل التعاطي بشكل خاص مع روسيا، وفق اتفاقيات تضمن لها متابعة طلعاتها الجوية دون الاصطدام مع الدفاعات الجوية الروسية؛ إلا أنها تحاول جاهدة منع روسيا من ترسيخ وجودها العسكري الدائم في سوريا، وإمكانية تواجدها في أماكن حساسة غير قاعدتها العسكرية البحرية في "حميميم" جنوب شرق اللاذقية.

وتستطرد "شاهين" بالقول، إن قلقاً يخيم على القادة الإسرائيليين؛ خوفاً من أن ينشب صراع روسي إسرائيلي نتيجة خطأ تقني عسكري، كونهم يدركون أن الطائرات الروسية قادرة على مواجهة الطائرات الإسرائيلية.

إضافة إلى أن منظومة الدفاع الروسية المتواجدة في سوريا قادرة على صد الضربات الصاروخية وإفشالها على أرضها.

القلق الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي من سوريا كبير، كما أوضحت "شاهين"، لدرجة أن يعتبر تعزيز العلاقة الروسية والإيرانية مع ما تمتلكه إيران من قوة عسكرية، قلقاً أمنياً واستخباراتياً لإسرائيل، والتخوف من امتلاكها سلاح نووي تصبح فيه منافسة عسكرياً للقوة الإسرائيلية.