الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

هل تشهد القدس جولة جديدة من المواجهة في رمضان؟

حجم الخط
انتهاكات الاحتلال في شهر رمضان
أحلام عبد الله/إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

تعود مجددًا الأحداث الساخنة في معظم المناطق الفلسطينية، وتحديدًا في حي "الشيخ جراح" ومدينة القدس، خاصة بعد تكثيف المستوطنين هجماتهم واستفزازاتهم خلال شهر فبراير/شباط المنصرم، بالتزامن مع قمع إسرائيلي للفلسطينيين في الحي والمتضامنين معهم.

وشهد "الشيخ جراح" خلال فبراير، تصعيدًا في المعركة التي يخوضها سُكانه منذ سنوات مع السلطات الإسرائيلية، ففي الأول من الشهر أصدر الاحتلال أمرًا بإخلاء منزل عائلة "سالم" بالحيّ، ضمن مخطط الترحيل القسري لمصلحة المستوطنين.

وكان من المفترض أن يُنفّذ القرار في الفترة الواقعة بين (1/3/2022) لغاية (1/4/2022)، وكثّف المستوطنون من أعمالهم الاستفزازية في الحيّ، كان أبرزها إقامة عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، خيمة ووضع بداخلها مكتبه على أرض عائلة "سالم"؛ ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة استمرت لـ 10 أيام أسفرت عنها مئات الإصابات والاعتقالات.

لكن ثمة تساؤلات مطروحة على الطاولة السياسة، هل شهر رمضان المبارك، سيشهد مواجهة جديدة ومحتملة من الاحتلال ومستوطنيه في مدينة القدس؟

"صفيح ساخن"

يرى الباحث والمتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى عبد الله معروف، أن القدس تعيش على صفيحٍ ساخن خاصة مع تزايد الأمور الشديدة في المدينة المقدسة وتحديدًا مع اقتراب شهر رمضان.

ويؤكد "معروف" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الجماعات المتطرفة تعتبر المواسم لها "فرصة ذهبية"، لافتًا إلى أن "عيد الفصح" اليهودي، يُصادف هذا العام منتصف شهر رمضان المبارك.

ويُوضح أن قضية الشيخ جراح مرتبطة بالمسجد الأقصى، باعتبار أن محاولات السيطرة عليه تأتي لمحاولة قطع التواصل بين سكان الأحياء الشمالية والبلدة القديمة، مُرجحًا أن تواصل سلطات الاحتلال محاولاتها خلال الفترة القادمة؛ لتحقيق أهدافها التهويدية بالأماكن.

ويشدد على أن سلطات الاحتلال جمّدت قرار الهدم لعائلة "سالم" مؤقتًا إلى بعد شهر رمضان؛ تجنبًا لتصعيد الأحداث والمواجهة في القدس.

وفي 22 فبراير، تمكنت عائلة "سالم" من انتزاع قرار صادر عن محكمة الصلح الإسرائيلية بالقدس، يقضى بتجميد أمر إخلاء العائلة من بيتها في الحي حتى إشعار آخر.

وعن الأهداف الإسرائيلية في "الشيخ جراح" يتحدث "معروف"، أن الحيّ يقع في منطقة حساسة بمدينة القدس، وهو يُعتبر واسطة العقد بين الأحياء الشمالية من جهة، والمسجد الأقصى من جهةٍ أخرى.

بالإضافة إلى أن "الشيخ جراح" يعتبر الفاصل الأساسي بين المستوطنات الشرقية في مدينة القدس والمستوطنات الغربية، مُبيّنًا أن الاحتلال يحاول قطع تواصل الفلسطينيين في شماله وجنوبه، كما يُريد أن يصل بين المستوطنين في شرق المدينة وغربها؛ ليُشكّل حصارًا من ناحية الشمال على البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

ويُشير إلى أن المقدسيين تمكنوا من فرض إرادتهم على الاحتلال ثلاث مرات سابقة، الأولى في هبة باب الأسباط عام 2017، والثانية في باب الرحمة عام 2019، والثالثة في أحداث الـ 2021 الثامن والعشرين من رمضان، فالأحداث السابقة جعلت الفلسطيني لديه ثقة كبيرة بقدرته على تغيير الوضع، ومواجهة المخططات الإسرائيلية.

ويُبين "معروف" أن المواجهة العسكرية بين فصائل المقاومة بغزة وقوات الاحتلال بمايو/أيار الماضي.. خلقت "خطين أحمرين"، الأول يتعلق بالمسجد الأقصى، والآخر بقضية الشيخ جراح، بمعنى أن المساس بهما سيؤدي إلى تفجير الأوضاع من جديد.

"أطماع الاحتلال"

بدوره، يقول الباحث المقدسي جمال عمرو لـ "وكالة سند للأنباء"، "إن شهر رمضان يفتح باب أشد خطورة وفرصة للاحتلال للمزيد من الاعتداءات التعسفية ضد الشعب الفلسطيني وخاصة أهالي القدس وحي الشيخ جراح".

ويتوقع أن يؤجج باب العامود مواجهات بين الاحتلال والشبان، مُردفًا أن نقاط سخونة الأحداث سترتفع وتيرتها في حي الشيخ جراح؛ لأن شهر رمضان يبعث القوة في نفوس الفلسطينيين، ويبقى فرصة لأطماع الاحتلال.

ويشير "عمرو" إلى أن الذي يملك القوة والسلاح هو الاحتلال ولن يقف في مواجهة المستوطنين، مؤكدًا أنهم سيعيثون خرابًا في المناطق الفلسطينية.

ويعتقد أن المؤشرات على أرض الواقع، تتحدث عن مواجهة مرتقبة بين الفلسطينيين والاحتلال، وستكون شبيهة بما حدث في أيار الماضي.

ويؤكد أن الأنظار تتجه -بمنتهى الدقة- في رمضان هذا العام، حول الأقصى والبلدة القديمة، مُردفًا أن الجماعة اليهودية المتطرفة لديهم أطماع على "الأقصى" ومحيطه وسلوان.

وعن أبرز نقاط المواجهة، يتحدث "عمرو"، أن المستوطنين يحاولون الدخول من باب الأسباط، وباب الحديد، والقطانين، إذ يقومون بحشد أعدادًا كثيرة حول سور البلدة القديمة، ولكن الأشد الوطأة ستكون عند حائط البراق.

وبدأت تحضيرات الشرطة الإسرائيلية لشهر رمضان وفتحت باب التطوع بالشرطة، ونصبت الكاميرات بأعداد هائلة، وفق "عمرو".

وبلغ متوسط الهدم في القدس خلال العام 2021، -عملية هدم يوميًّا-، وفق "عمرو"، مُشيرًا إلى أن 22 ألف منزل بالمدينة يُلاحقهم شبح الهدم.

بدوره، يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس سعيد زيداني، أن عمليات هدم البيوت في القدس مستمرة منذ عشرات السنين؛ بحجة البناء دون ترخيص، لافتًا إلى أن الفلسطينيين يتجهون للبناء "غير المرخص"؛ لأنه يُستحال الحصول عليها من بلدية الاحتلال.

ويرى أن استمرار الاحتلال في سياسة الهدم والاستيلاء على المنازل من قبل اليهود والمتطرفين والاعتداء على المقابر الإسلامية، هي مؤشرات ساخنة ومتوقعة في شهر رمضان؛ لتأجيج الوضع في القدس وكل المناطق الفلسطينية.

ويُضيف "زيداني" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الأمر مرتبط بتصرفات المستوطنين واستفزازاتهم، ففي حال تصاعدت هذا يعني أن تفجير الأوضاع من جديد.

وينوه إلى أن المناوشات القائمة هي نتيجة اعتداءات اليهود المتطرفين على باحات الأقصى، يرافقها إجراءات إسرائيلية تُضيّق الخناق على الفلسطينيين، كالهدم والتهجير القسري والملاحقة اليومية.