الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

المصعد الكهربائي في "الإبراهيمي".. البصمة الإسرائيلية الأخطر منذ احتلال الخليل

حجم الخط
الحرم الإبراهيمي
يوسف فقيه – وكالة سند للأنباء

استمرارًا لاستهداف التاريخ والمقدسات، تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لطمس المعالم الإسلامية في المسجد الإبراهيمي بالبلدة القديمة في مدينة الخليل، من خلال إقامة مصعد خاص بالمستوطنين لتسهيل اقتحاماتهم له.

وهدم الاحتلال أمس الاثنين أجزاءً من درج يؤدي إلى المسجد في الجهة التي تُسيطر عليها إسرائيل، ووفق مديرية المسجد الإبراهيمي، فإن أعمال الحفر استهدفت حزاما حجريا أعلى الدربزين (حاجز على جانب الدرج)، بما يسمح "بربط الدرج مع جسر يحمل مصعدا كهربائيا يخطط الاحتلال لوضعه في المكان".

ويعتبر المصعد جزءًا من مشروع تهويدي يتم تنفيذه على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، لتسهيل اقتحامات المستوطنين، حيث خصصت حكومة الاحتلال 2 مليون شيقل لتمويله.

عدّ مختصون تركيب المصعد والتعدي على بناء "الإبراهيمي" بإزالة الدرج من ساحاته، بمثابة "الانتهاك الأخطر" منذ احتلال الخليل.

أعمال حفر في المسجد الإبراهيمي.jpg
 

ويقول مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي، إن ما أقدم عليه الاحتلال من قص جزء من الدرج المتصل بالباب الغربي للمسجد يأتي في إطار تهيئته لإيصال جسر يصل بين هذه البوابة التي كانت تطل على "مدرسة السلطان حسن" بالمصعد الذي يعمل الاحتلال على إنشائه منذ عام.

ويُشير "الرجبي" في حديث مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن المساحة التي سيوضع فيها المصعد تبلغ 93 مترا مربعا، في حين أضرت الحفريات المستمرة لإقامة مسار للمستوطنين يوصل إلى المصعد بأربع دونمات (4 آلاف متر مربع).

ويبين أن الاحتلال هيأ خلال الفترة الماضية قواعد المصعد والدرج ولم يتبق سوى إحضاره وتركيبه في المكان بأي وقت، حيث أن البنية التحتية للمصعد أصبحت جاهزة تماماً.

وسيشمل المصعد لاحقاً مسارًا سياحيًا استيطانيًا على طول 239 متر بشكل لولبي، الأمر الذي سيؤدي لسرقة جميع ساحات "الإبراهيمي" ضمن بصمة احتلالية هي الأكبر والأخطر منذ احتلال مدينة الخليل، وفق "الرجبي".

ويرى أن "هذه التغييرات ستترك تلوثًا بصريًا في المكان، فالشكل المعماري للمسجد بمآذنه وأروقته، الذي كان يوحي لكل الزائرين أنه معلم إسلامي، سيتغير بزراعة المصعد للمستوطنين ضمن مخطط تهويدي كبير".

وسيخدم المصعد المستوطنين فقطـ، دون السماح للفلسطينيين بالوصول للمكان المغتصب من المسجد حيث أن البوابات مغلقة وهذه المنطقة محرمة على الفلسطينيين .

أعمال حفر في المسجد الإبراهيمي2.jpg
 

سابقة خطيرة

بدوره، يقول مدير أوقاف الخليل نضال الجعبري، إن هدم الاحتلال لجانب من درج "الإبراهيمي" بمثابة هدم جزء مهم من المسجد وأروقته، واصفًا ذلك بـ "السابقة الخطيرة" التي تحدث لأول مرة.

ويُضيف "الجعبري" لـ "وكالة سند للأنباء": "هذا الاعتداء يأتي ضمن خطة منهجية لدى الاحتلال لطمس الهوية الإسلامية للإبراهيمي، وفيه اختراق لكل الاتفاقيات المنظمة للمكان وانتهاك لحرية الأديان".

ويُشير إلى أن ما يحدث على أرض الواقع هو ممارس لـ "سياسة الفصل العنصري ومساس بالمكانة التاريخية للمسجد الإبراهيمي".

وهذا الاعتداء على "الإبراهيمي _تِبعًا للجعبري_  "متابع من أعلى الجهات الرسمية من وزارة الأوقاف والقيادة الفلسطينية وهناك احتجاج كبير على ما يجري من محاولات مستمرة لتهويد المسجد".

ويُطالب "الجعبري" بمشاركة واسعة شعبيًا وفصائليًا، في الفعاليات التي تنظم ضد محاولات تهويد المسجد الإبراهيمي، والالتفات أكثر إلى قضيته من كل القوى ومؤسسات المجتمع المدني.

أعمال حفر في المسجد الإبراهيمي3.jpeg
 

سيطرة مطلقة

إلى ذلك يرى منسق لجنة الدفاع عن الخليل هشام الشرباتي أن مشكلة المسجد الإبراهيمي إضافة إلى وجود الاحتلال وإجراءاته، ممثل في بروتوكول الخليل وإسقاطه المسجد وأجزاء واسعة من مدينة الخليل، وإبقائها تحت سيطرة الاحتلال بشكل شبه مطلق منذ مجزرة "الإبراهيمي" عام 1994، حيث تم اقتطاع جزء منه وتحويله لكنيس في ظل الحديث في تلك الفترة عن تسوية وسلام ومفاوضات.

ويزيد "الشرباتي" لـ "وكالة سند للأنباء": "بعد سنوات طويلة من إجراءات الاحتلال فإنه يزيد من إحكام قبضته على الإبراهيمي والبلدة القديمة، وإزاء ذلك لا بد من تضافر الجهود لوقفة جدية أمام الاحتلال".

ويُشدد على ضرورة بذل جهود أوسع بالحفاظ على "الإبراهيمي"، قائلًا: "المطلوب تكثيف التواجد والزيارات للمسجد والبلدة القديمة بالخليل، كون أن الحديث يدور عن معلم حضاري إسلامي مهم ولا بد من وقفة جادة لوقف ممارسات الاحتلال ووقف تهويده".

فمع ساعات العصر من كل يوم، تتحول البلدة القديمة بالخليل ومحيط المسجد الإبراهيمي إلى مدينة أشباح؛ لعدم وجود المتسوقين وإغلاق المحال التجارية، بحسب وصف "الشرباتي".

ويستدرك: "لكن رغم ما يتعرض له المواطنين في تلك المنطقة إلا أن الفلسطيني ورواد البلدة القديمة قادرون على التعالي على الجراح للذهاب لتلك المنطقة زيارتها للحفاظ على هويتها ووجودها".

المسجد الإبراهيمي منظر عام.jpg
 

 ويطالب "ضيف سند" بتفعيل العمل الدبلوماسي والسياسي والنضال الشعبي حول قضايا المسجد الإبراهيمي، خاصة أنه تم إعلانه كتراث إنساني عالمي لدولة فلسطين من قبل اليونسكو، موضحًا أن الاعتراف يعطي فرصة أكبر للجانب الفلسطيني لإثارة القضية، كون أن الاحتلال يسعى لإحداث تغيرات على الشكل المعماري للمسجد الإبراهيمي.