غادر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء الأربعاء، العاصمة التركية أنقرة، عقب زيارة قصيرة توجت بالاتفاق على تعميق العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة والتنافس الإقليمي.

وعقد ابن سلمان خلال زيارته التي استمرت لساعات في أنقرة، لقاء ثنائيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واجتماعا آخر على مستوى وفدي البلدين.

كما حضر الأمير محمد بن سلمان مأدبة عشاء رسمية أقيمت على شرفه في المجمع الرئاسي.

وهذه أول جولة للأمير السعودي خارج منطقة الخليج منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث زار الأردن ومصر قبل تركيا.

ولبت تركيا أحد المطالب السعودية الرئيسية في إصلاح العلاقات في أبريل/ نيسان بقرارها تسليم محاكمة الصحفي جمال خاشقجي إلى السعودية ، وهي قضية تضم 26 مشتبهاً بهم على صلة بقتله.

وقبيل مغادرة الضيف السعودي تركيا، اتفقت أنقرة والرياض على تعميق التعاون بينهما في كافة المجالات، وفي طليعتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.

وأفاد بيان بيان مشترك صادر عقب لقاء الرئيس التركي وولي العهد السعودي أن الجانبين قررا تعميق التشاور والتعاون في القضايا الإقليمية من أجل تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأكد البلدان عزمهما إطلاق حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية بما في ذلك السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وأبديا رغبتهما في العمل على تطوير مشاريع في مجال الطاقة.

وقال البيان:" اتفق الجانبان بخصوص تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة".

وشدد الطرفان على أهمية التعاون بمجال السياحة وتطوير حركتها بين البلدين، واتفقا على تفعيل عمل مجلس التنسيق السعودي – التركي ورفع مستوى التعاون حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما أشار البيان إلى بحث إمكانات تطوير وتنويع التجارة المتبادلة وتسهيلها وتذليل العقبات أمامها، واستكشاف فرص الاستثمار.

وأوضح أن الجانبين ناقشا تسهيل التجارة والبحث عن فرص الاستثمار وزيادة التواصل لتحويلها إلى شراكات ملموسة.

وأكد مواصلة التعاون وتطويره بين البلدين على أساس الأخوة التاريخية بما يخدم مستقبل المنطقة.

وقبل زيارة ولي العهد، قام أردوغان بزيارة عمل للسعودية استمرت يومين بهدف تعزيز العلاقات الثنائية أواخر أبريل/ نيسان.

التقى أردوغان بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد، وناقشا مختلف القضايا الدولية والإقليمية والثنائية.

وفي طريق عودته إلى تركيا عقب زيارته للسعودية، قال أردوغان إن تركيا والسعودية عازمان على مواصلة الجهود لتحقيق المصالح المشتركة واستقرار المنطقة.