بعد أن يقضي الطفل يومه بين اللعب والجري والقفز وفعل كل ما يخطر بباله، يأتي وقت النوم الذي يعدّه نهاية المتعة. ورغم حاجته الشديدة إلى الراحة، فإن رفضه المكوث في السرير للنوم يمكن أن يتفاقم وتبدأ نوبات الغضب، ويتأخر عن وقت نومه.

وعندما يذهب الطفل إلى سريره في وقت متأخر، ولا يحصل على ساعات الراحة التي يحتاج إليها، تظهر بعض العواقب مثل الانفعال، والنعاس أثناء النهار، كما يتأثر نوم الآباء أيضا بسبب عدم انتظام نوم طفلهم.

وبسبب هذه الفقرة العصيبة، تصبح ساعة النوم كابوسًا يحمل الآباء همه مع دخول الليل، ويأملون أن ينام طفلهم في سلام من دون تحايل ومحاولات للهرب من السرير، وبلا نوبات صراخ بسبب إرهاقه وغضبه.

ولكي لا تنقلب غرفة طفلك إلى ساحة معركة يوميا، يمكنك الاستفادة من هذه النصائح والحيل للحصول على نوم هادئ وليلة هانئة لجميع أفراد الأسرة.

انتبهي لوقت النوم

يقول طبيب الأطفال الأميركي ديان هيس لموقع "فيري ويل فاملي" (Very Well Family) "يجب أن يحصل الأطفال بعمر سنة وسنتين على 11 إلى 14 ساعة من النوم، بما في ذلك القيلولة، في حين ينام الأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات بين 10 إلى 13 ساعة"، والوقت المثالي للنوم بالليل هو 6 ساعات بالضبط بعد استيقاظ طفلك من القيلولة.

وتقول مستشارة نوم الأطفال كارولين جيه هارفي "عندما يكون الأطفال مرهقين ولا ننتبه لوقت نومهم، يتحول هرمون النوم (الميلاتونين) إلى هرمون الكورتيزول المنبه، ويشبه الأمر إعطاء طفل صغير فنجانا من القهوة في وقت النوم".

وأكدت هارفي أن "وقت النوم المناسب هو مفتاح النجاح في النوم"، وأن السبب الرئيس لمعارك وقت النوم والاستيقاظ الليلي هو "إرهاق الطفل لأنه ذهب إلى النوم متأخرا".

امنحي طفلك الخيار

عندما يكبر طفلك، يبدأ بتكوين بعض الآراء حول ما يريد فعله، ويمكنك استغلال ذلك بترك القرار له لاختيار الأشياء المتعلقة بوقت النوم؛ مثل اختيار البيجامات والملاءات والقصص التي يريد منكِ روايتها، وعددها، والحيوان المحشو أو الدمية التي يريدها بجانبه وقت النوم.

الآثار العلاجية لقراءة القصص الخيالية للأطفال

ومع اقتراب موعد النوم، يمكنك تقديم الخيارات له بشأن وقت النوم، مثل "هل تود النوم الآن، أم تريد الانتظار 15 دقيقة أخرى؟".

لكن انتبهي أن تكون الخيارات التي تقدميها لطفلك جميعها مناسبة للتطبيق، وتأكدي من إعطاء خيارين، ولا تتركي السؤال مفتوحا، لأن الإجابة يمكن أن تكون "أريد قراءة 100 قصة"! أو "أريد أن أنام في منتصف الليل"!

تأكدي من تلبية جميع الاحتياجات

تأكدي من أن طفلك قد ذهب إلى الحمام قبل قليل، وشرب الماء، وأن دميته المفضلة في السرير جاهزة له.

امنعي الشاشات قبل النوم

امنعي طفلك من مشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسب اللوحي أو الهاتف قبل ساعة أو ساعتين من النوم.

استعيني بالروائح المهدئة

تساعد الروائح المهدئة كرائحة اللافندر والبابونج على الاسترخاء، ويمكن استخدام الزيوت مع الحذر عند وضعها على بشرة الأطفال الحساسة، أو الشمع، أو معطرات الجو، أو غسول استحمام الأطفال.

شغلي أصواتا هادئة

تستعين الأمهات بترديد التهويدات لأبنائهن خلال سنواتهم الأولى لمساعدتهم على الاسترخاء والنوم، وبالطريقة نفسها يمكنك الاستعانة بتشغيل الأصوات الهادئة مثل أصوات الطبيعة كالبحر والشجر، وقد يفضل البعض الاستماع للقرآن الكريم بصوت قارئ هادئ، أو أي صوت يفضله طفلك.

وأشارت دراسة نشرتها جامعة "فلوريدا" الأميركية إلى أن تشغيل الأصوات الهادئة يمكن أن يحسن جودة نوم الأطفال، وإذا اخترت تشغيل المقطع نفسه يوميا، سيقوم طفلك في النهاية بربط هذا الصوت بوقت النوم، وذلك يساعده على الاسترخاء بشكل أسرع.

جربي تمارين الإطالة

اليوغا أو تمارين الإطالة البسيطة، مثل وضعية "الطفل" أو "الكوبرا"، تساعد على استرخاء عضلات الأطفال، وإدخالهم في حالة ذهنية هادئة، وذلك يساعدهم على النوم.

لا تنسي الاستحمام

يفضل كثيرون الاستحمام في الصباح لأنه يساعد على النشاط، لكنه يمكن أن يساعد أيضا على الاسترخاء قبل النوم.

واستحمام الطفل قبل النوم له فوائد متعددة: ينظفه بعد يوم طويل من الجري والقفز والتسلق واللعب، ويضع نهاية لليوم، ويشير إلى الانتقال من النهار إلى الليل، من ملابس الخروج واللعب إلى ملابس النوم، وهو أيضا مؤشر لطفلك على أن الوقت قد حان للاستقرار.

ضمّيه إليكِ

لدى بعض الأطفال، قد يكون وقت النوم صعبا لأنهم لا يريدون الانفصال عن والديهم، لذا يمكن مساعدة طفلك بعناقه وضمّه إليكِ بعض الوقت قبل النوم.

أطفئي جميع الأنوار، وأغلقي الشاشات، واجلسي معه وعانقيه، ويمكنك التحدث عن يومك أو مجرد الجلوس في صمت.

جربي المكافآت

يحتاج الأطفال إلى بعض الحوافز الإضافية، يمكنك الاستعانة بتقديم المكافآت، فهي وسيلة لمدح السلوك الجيد وتشجيعه على الاستمرار.

وفي كل يوم يذهب طفلك للنوم من دون عناد أو رفض أو بكاء، قدمي له مكافأة في اليوم التالي، وامدحي سلوكه.

استعيني بمخطط لروتين النوم

تساعد المحافظة على روتين لوقت النوم على تهيئة الطفل لميعاد نومه. ويمكنك استخدام مخطط لمهام الروتين لمساعدة ابنك على تتبع ما عليه إنجازه، مثل الاستحمام وارتداء البيجاما وتناول العشاء وغسيل الأسنان والذهاب إلى الفراش.

ويمكنك صناعة المخطط في البيت أنت وطفلك، وطباعة صور له وهو يقوم بهذه المهام ولصقها في المخطط.

يرضي هذا المخطط رغبة الأطفال في التحكم وصنع القرار، وذلك يزيد هدوءهم واستجابتهم، ويقلل عنادهم، ونوبات الغضب في وقت النوم.

حافظي على نظام محدد

بغض النظر عن التكتيكات التي تختارين تنفيذها، فإن الثبات هو المفتاح، ويساعدك وضع حدود واضحة والالتزام بها أن يتعلم طفلك ما هو مقبول وما عليه فعله، ويجعلك تتفادين المفاجآت والصراخ قبل النوم.