الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

السايبر.. الحروب التي تستنزف إسرائيل وتُقلق أمنها

حجم الخط
حروب السايبر
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لا تفتأ إسرائيل عن الاستعداد لمواجهة الحروب على الجبهات كافة، لا سيما الهجمات الإلكترونية "حروب السايبر"، التي لا تقل خطورة عن المعارك الميدانية.

وحروب السايبر، هي هجمات إلكترونية مدمرة ومجهولة المصدر، وتصنف بأنها أكثر الأسلحة المضادة للجيش الإسرائيلي، وتستهدف بالعادة مرافق البنية التحتية في إسرائيل، وهي هجمات كفيلة بتعطيلها، وانهيار أجهزتها الحاسوبية.

ويظهر القلق الإسرائيلي من تلك الحروب، عبر تصريحات لمسؤولين أمنيين إسرائيليين، كالتصريح الذي أدلى به مراقب الدولة في إسرائيل متنياهو أنجلمان، عن حجم المخاطر التي تنتظرها فيما أسماه "كشف الظهر".

حرب السايبر.webp
 

ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن "أنجلمان" خلال مشاركته في مؤتمر بجامعة تل أبيب حول معارك السايبر، قوله: "أن هناك قصوراً بدرجة كبيرة في استعداد لجنة الانتخابات المركزية للتهديدات السيبرانية، نحن مكشوفون، الحرب العالمية الثالثة ستكون حربًا إلكترونية، لكن العالم ليس مستعدًا لها."

رئيس هيئة السايبر الوطنية الإسرائيلية غابي بورتنوي، كان هو الآخر واضحا في سرد المخاطر خلال افتتاح المشروع الجديد للقبة الإلكترونية لمواجهة الهجمات السيبرانية على الأنظمة الإسرائيلية.

وفي إشارة إلى المهاجمين في المنطقة، قال "بورتنوي"، ضمن فعالية "أسبوع الإنترنت" بالتعاون مع مركز الأبحاث السيبرانية بجامعة تل أبيب: "أصبحت إيران لاعباً رئيسياً في الفضاء الإلكتروني، إلى جانب حماس وحزب الله، نراهم ونعرف كيف يعملون".

ويعترف المسؤول الإسرائيلي البارز بتصاعد وتيرة معركة خفية مع الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، عنوانها خوادم الإنترنت، وأجهزة إلكترونية، وكمبيوتر، وبرامج اختراق.

وأسبوع الإنترنت، هو حدث سنوي كبير للأمن السيبراني، يتم عقده كل عام في جامعة تل أبيب، ويستضيف الكثير من خبراء الأمن السيبراني من دول كثيرة.

وبحسب جامعة تل أبيب فإن المؤتمر، ينعقد بمشاركة أكثر من 9000 مشارك، من أكثر من 80 دولة.

وفي خطاب شامل منذ توليه منصبه قبل أربعة شهور، ذكر "بورتنوي" إن الشبكة أوقفت 1500 هجوم إلكتروني على الجبهة "الداخلية" الإسرائيلية في العام الماضي.

ووصلت تلك المعارك إلى حد المساس ببنى تحتية إسرائيلية هامة، وأن الهجمات السيبرانية الأخيرة، والمتواصلة منذ شهرين، كان أخطرها استهداف شبكات المياه الإسرائيلية، وفقا لتصريحات مسؤولين آخرين .

قدرات متقدمة

الخبير المعلوماتي والأمني رامي أبو زبيدة يقول: "إن القدرات السايبرية تطورت مؤخرا لدى فصائل المقاومة، ودخلت حيزًا استراتيجيا، وباتت لا استغناء عنها، ومن خلالها تشن منظمات أو دولًا هجمات عميقة لقواعد وبنى تحتية ومراكز حيوية".

ويضيف "أبو زبيدة" لـ "وكالة سند للأنباء": أن "القدرات آنفة الذكر تعطّل مواقع حيوية ومنظومة صفارات الإنذار، وتستجلب معلومات تم السيطرة عليها لتطوير ذاتها وتحصنها، ومثال ذلك القدرات التي ظهرت لدى حماس في معركة العصف المأكول عام 2014، واختراق موجات وترددات الجيش وأجهزة اتصالات ورصد والسيطرة عليها وغيرها من أجهزة جنود تم استدراجهم" .

كتائب القسام.jpg
 

وتتكون حرب السايبر _ وفق أبو زبيدة_ من شقين: هجومي، ودفاعي، يستهدف الأول المنظومات الحيوية كافة في العمق الاسرائيلي بتنوعها وجغرافيتها، بينما يستبق الشق الدفاعي بالاختراق والحصول على المعلومات وتحصين الذات والحماية المسبقة .

ويضرب اللواء المتقاعد يوسف شرقاوي مثالا حديثا على إمكانيات قلب المعادلة في حرب السايبر، من خلال إمكانية اختراق تكنولوجيا الدبابة الاسرائيلية الذاتية كـ "سوبر باور"، ما يعني استخدامها بشكل معاكس.

ويردف "الشرقاوي" لـ "وكالة سند للأنباء": "ليست الدبابة وحدها ما يمكن اختراقها، فقوة السايبر تمكنهم من اختراق منظومات الصواريخ والقبة الحديدية والطائرات المسيرة والزنانة، وصولا لمنظومات صفارات الإنذار وشبكات المياه والاتصالات والتوسع في المجال سيحولها لحرب الكترونية".

خوف متصاعد

من ناحيته، يكشف الخبير في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي عن معطيات إسرائيلية رسمية نشرت مؤخرا، حول اختراق نشطاء حرب السايبر لملفات شركة سياحية تحتوي معلومات عن 100-150 ألف إسرائيلي.

ويتصاعد الخوف في الداخل الإسرائيلي من إمكانية اختراق ايران منظومات المياه والكهرباء والاتصالات وتعطيلها ووقف تشغيلها في أوقات حساسة وحرجة، وفق حديث "البرغوثي" لـ "وكالة سند للأنباء".

ويتابع: "ما سبق وسواه جزء من ساحة حرب ضد إسرائيل وبالعكس، وله تأثير واضح على مسار الحرب، ويعتبر مستوى جديدًا من مستويات المواجهة الميدانية الخطيرة"، موضحا أن هناك هجمات شنتها إسرائيل على منشآت إيرانية إضافة لإمكانيات التجنيد للعناصر الاستخبارية بين الأطراف المتصارعة.

ويشير "البرغوثي" إلى أن القوة السايبرية الإسرائيلية: "ليست هشّة، بل تقدمت في العمق الإيراني، كاستهداف منشآت حيوية نووية ووقود ومطارات وشبكات اتصال، نجم عنه خسائر وتدمير شبكات، وتعطيل عمل، وانفجارات، وانتقل العمل من التخطيط للفعل والحيز المدني والجبهة الداخلية" .

ويسهب في تقديم مزيدا من معطيات الحضور الاسرائيلي عبر استخدام عشرات آلاف المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، دعما لمرشحين في انتخابات إفريقية ضد آخرين، وهو ما أقرت به شركة فيسبوك.

من جانبه، يعود الخبير في صراع السايبر محمود أبو غوش لمعركة السايبر خلال حقبة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، الذي أعلن مرات عدة عن تطوير الكليات لتقنيات وقدرات السايبر وحروب الفضاء الالكتروني وتفاخر بتلك القدرات أمام العالم.

ويعتقد "أبو غوش" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أن الذين يصارعون الاحتلال أخذوا الدورس من الإسرائيلي، وتنبهوا وطوّروا قدراتهم بهدف إيقاع الخسائر في الميدان ومنظوماته ومقدراته، ولديهم رسائل القوة التي تجاوزت الحروب التقليدية .

ويتساءل "ضيف سند" ماذا لو تم اختراق منظومة البورصة والأسواق الإسرائيلية؟ كم من الخسائر ستلحق بالمؤسسات المالية والمصرفية والتجارية واقتصاد الاحتلال؟، مضيفًا أن ذلك ينطبق على منظومات المياه والاقتصاد والاتصالات والموانئ .

وعن تأثيرات الخسائر المنظورة والمتوقعة، يرى "أبو غوش" أنه لا يمكن تخيلها أو توقع قدرتها التدميرية، كون المعيار الرئيس في الحرب الالكترونية لمن يملك القوة فقط.