الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

رام الله القديمة.. تشبث بعراقة التاريخ وسط حضارة المدينة الحديثة

حجم الخط
رام الله
رنيم علوي- وكالة سند للأنباء

بأبنيتها البسيطة المزينة بالورود، وحجارتها التاريخية وشوارعها القديمة، تتمسك مدينة "رام الله القديمة" برونقها وتاريخها رغم ما يحيط بها من بنايات شاهقة تكاد تخفي معالم القِدَم، في مدينة تنافس باقي مدن الضفة الغربية بحضارة مبانيها ومرافقها.

وتقع البلدة القديمة لمدينة رام الله على ارتفاع 860 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحتها نحو 175 دونمًا، وتضم ما يقارب 380 بيتا قديماً أعيد ترميم الكثير منها

"اللي ما إلو ماضي ما إلو حاضر"، قولٌ يعبّر عنه الحاج منصور سلامة (75 عاماً)، الذي يتردد على الجلوس في "رام الله القديمة"، مستذكرًا تفاصيل الشوارع والمباني قبل أن تتحوّل رام الله إلى مدينة تعج بالمراكز التجارية والمشاريع الاستثمارية والبنايات المرتفعة.

ويقول "الحاج" لـ "وكالة سند للأنباء" مستذكرًا بعض معالم الماضي: "قديمًا، كان على مدخل المدينة نبع ماء يسمى عين البلد، ومنبعها من مكان تواجد البنك العربي اليوم".

وعن نشأة المدينة يسرد: "قبل 400 عام جاءت عائلة تدعى "الحدادين" إلى فلسطين هرباً من الأردن، وذلك لرفضهم زواج ابنتهم لإحدى العائلات الكبيرة هناك، واستقرّت العائلة بالقرب من المنبع لفترة طويلة، وسكنت الكهوف لسنوات طويلة، إلى أن جاء اليوم الذي قرر الأب العودة إلى الأردن".

يكمل "سلامة" القصة بشغف: "رفض الأبناء حسان، وصبرا، وإبراهيم، وشقير، وجريس، العودة مع والدهم، وآثروا البقاء في المكان الذي جاؤوا إليه، وبدؤوا في زراعة الأرض وتحسينها وتطويرها، وسنة وراء سنة ولدت رام الله القديمة".

وتكريما لذكرى الأشقاء الخمسة، نحتت خمسة أسود، تمثل عائلتهم التي أنشئت المدينة، تنصب اليوم على دوّار وسط المدينة، يطلق عليه دوار المنارة "الأسود"، ومن هذا الموقع تنطلق الاحتفالات والتظاهرات والصرخات الوطنية.

وتعود تسمية "المنارة" بهذا الاسم لعام 1935، حيث تم توصيل المدينة وتوأمها البيرة بالكهرباء، وكان أساس الإنارة صادر من نقطة إقامة الأسود.

أسود المنارة.jpg
 

وبتوأمة الحياة، يتجاور القِدم مع الحاضر، بأشبه بمدينتين في قلب مدينة واحدة، في إحداهما يتناول الساكن بها طبقًا من الحمص والفلافل، وآخر يطلب طبقاً صينياً في أفخم المطاعم.

تعمل الأولى كقرية كبيرة، والثانية كعاصمة، يفصل بينهما شارع "رُكَب" الشهير، على يمينه رام الله الحديثة، وعلى جانبه الأيسر إلى آخر الطريق رام الله القديمة، أو كما يطلق عليها "رام الله التحتا".

وفي إطار دورها بالحفاظ على الطابع التاريخي والتراثي للمدينة القديمة، عملت بلدية رام الله خلال السنوات الماضية على عدم السماح بهدم البيوت القديمة، بحسب عضو البلدية السابق لدورتين متتاليتين عمر عساف.

ويضيف "عساف" لـ "وكالة سند للأنباء": "أصدرت المحكمة العليا الفلسطينية أمرًا بهدم أحد البيوت في رام الله التحتا، لكن أُوقف أمر الهدم بشراء البلدية للمنزل؛ بهدف الحفاظ على المباني القديمة".

مبنى قديم.png
 

ويردف: "تهتم بلدية رام الله بإحياء المدينة اقتصادياً والاهتمام في ترميم مبانيها القديمة، فعلى سبيل المثال، تم تحويل شارع "السهل" إلى شارع منعش اقتصادياً بعد أن كان المواطنين يشكون من عدم وجود الحياة فيه".

وفي حديثه عن استغلال المرافق التاريخية لتشجيع وتطوير القطاع السياحي في المدينة، يشير "ضيف سند" إلى تحويل البلدية "حوش الصاع" إلى متحف بعد ضم بنايتين له، إحداهما كانت لقسم الآثار في البلدية.

كما تم ترميم أحد المباني القديمة من خلال تحويله إلى نزل لضيوف رام الله أو غيرهم، وافتتح قبل أشهر قليلة.

ويتحدث عن الشراكة مع مؤسسات ثقافية لتشغيل النساء، وجيل الشباب في دورات مختلفة كالتصوير الفوتوغرافي والتطريز وغيرها.

ويلفت "عساف" "لوجود منتدى الخبرات في رام الله القديمة، الذي يكاد يكون الوحيد في فلسطين الذي يجمع ذوي الخبرات لتبادل ونقل خبراتهم على كافة الأصعدة".

ويسترسل: "رام الله القديمة إرث، والحفاظ عليها واجب، لذلك كان هناك أيضًا تبليط لشوارعها بالبلاط الناري، كل ذلك من أجل إحيائها وسعياً لأن تصبح مركزاً للتسوق الشعبي".

1.jfif
 

ويختم ضيفنا حديثه بالقول: "المجالس السابقة والقادمة تحرص على الحفاظ على هذا الإرث، من خلال الشراكة مع المؤسسات المختلفة، إضافة إلى إعداد نظام خاص بالمدينة يعمد على تكريس الإرث التاريخي".

55892420_2714155938658829_6891612795545059328_n.jpg