فجر اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رسميا، اغتيال زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري نهاية الأسبوع الماضي بغارة أمريكية، فمن هو أيمن الظواهري؟
أيمن الظواهري طبيب مصري، كان قياديا بجماعة "الجهاد المصرية"، ثم تحالف مع أسامة بن لادن لتأسيس تنظيم القاعدة وخلفه في زعامته.
تصدر قائمة المطلوبين للإدارة الأميركية بوصفه أحد رؤوس "الإرهاب العالمي"، حتى أعلن البيت الأبيض مقتله في غارة جوية السبت 30 يوليو/تموز 2022.
الدراسة والتكوين
ولد أيمن محمد ربيع محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري ، يوم 19 يونيو/حزيران 1951 في العاصمة المصرية القاهرة، لأسرة مصرية عريقة ميسورة ومشهورة في مجالات العلم.
والتحق "الظواهري" بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1974، ثم حصل على شهادة الماجستير في الجراحة العامة 1978، وهو يتقن اللغة الإنجليزية.
وانتمى منذ صغره إلى التيار الإسلامي وتقلب بين عدة فصائل منه، وتأثر بفكر جماعة "الإخوان المسلمين" في بلاده خلال ستينيات القرن العشرين.
ثم التحق بـ"جماعة الجهاد" المصرية منذ تأسيسها عام 1973، وإثر تعرفه على أسامة بن لادن وشاركه في تأسيس وقيادة "تنظيم القاعدة" بصيغته العالمية عام 1998.
كان أول بروز لـ"الظواهري" على المستوى الإعلامي عقب اغتيال الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1981، الذي اتهمت بالضلوع فيه "جماعة الجهاد" التي ينتمي إليها.
وحُكم عليه في تلك القضية بالسجن 3 سنوات بتهمة حيازته سلاحا غير مرخص، وتعرض للتعذيب في السجن.
وبعد الإفراج عنه عام 1985 سافر إلى عدة دول، ثم استقر به المقام في أفغانستان حيث انخرط في "الجهاد الأفغاني" ضد الغزو السوفياتي خلال ثمانينيات القرن الماضي.
ورفض أيمن الظواهري العودة إلى مصر -بعد انتهاء "الجهاد الأفغاني"- خوفا من صدور أحكام ضده من قبل المحكمة العسكرية.
وشكلت الحكومة المصرية عام 1992 محكمة عسكرية للنظر في قضية من أسمتهم "العائدون من أفغانستان"، والتي حُكم فيها على بعض من ينتمون إلى "جماعة الجهاد" بالإعدام.
وأصدرت المحكمة العسكرية المصرية عام 1999، حكما غيابيًا بالإعدام على "الظواهري" لتجعل من مسألة عودته إلى مصر أمرا مستبعدا.
التجربة العملية
وضعت واشنطن اسم "الظواهري" ثانيا بعد" بن لادن" في قائمة المطلوبين أمنيا بعد تفجيرات نيروبي ودار السلام، لأنه وقع على الفتوى الداعية إلى إهدار دم الأميركيين.
ثم وجهت إليه اتهاما مباشرا بالضلوع مع أسامة بن لادن في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الأراضي الأميركية، واعتبرته الساعد الأيمن لتنظيم القاعدة وزعيمه "بن لادن".
وكان أول ظهور إعلامي له بعد الهجمات عبر شريط فيديو ظهر فيه إلى جانب "بن لادن" عقب بدء الضربات العسكرية الأميركية على أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001.
ويؤمن "الظواهري" -كما قال في كتابه الحصاد المر- "أن الحكام الحاكمين لبلاد المسلمين بغير ما أنزل الله وبالقوانين الوضعية هم كفار مرتدون".
ويعتقد أن المقاومة المسلحة لهذه الحكومات "جهاد في سبيل الله"، وينتقد الجماعات الإسلامية الأخرى التي تتبنى الطرق السلمية في التغيير.
وتولى "الظواهري" إمارة تنظيم القاعدة على مستوى العالم إثر مقتل "بن لادن" على أيدي قوات أميركية في الثاني من مايو/أيار 2011.
وانتشرت شائعات أن "الظواهري" توفي في العام 2020، لكنه ظهر لاحقا في فيديو بعد شهور من تداول شائعات وفاته.
وفي مساء الاثنين الثاني من أغسطس/آب أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن مقتل "الظواهري" بغارة جوية نفذتها الاستخبارات الأميركية في كابل يوم السبت 29 يوليو/تموز 2022.
