الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

سياسيون عرب: الدول المطبعة شريكة بالعدوان الإسرائيلي على غزة

حجم الخط
الحرب على غزة
غزة- وكالة سند للأنباء

نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا غاشمًا على قطاع غزة، استمر لثلاثة أيام قبل الإعلان عن وقفٍ لإطلاق النار، في ظل صمت عربي مطبق إزاء مشاهد القتل والدمار الذي يتعرض له القطاع المحاصر، لتظهر غزة مجددا وحيدة أمام آلة الموت الإسرائيلية.

وتوصلت حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل، مساء اليوم الأحد، إلى اتفاق شامل ومتبادل لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، بدءًا من الساعة 11:30 مساءً، أن تواصل مصر "جهودها وتلتزم بالإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن".

سياسيون وشخصيات عربية انتقدوا بدورهم الصمت العربي أمام ما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة، مشيرين في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن ما يحدث "وصفة لحرب إقليمية تتجاوز في تداعياتها القطاع".

ولم يستبعد المتحدثون تواطؤ الدول العربية المطبعة مع الاحتلال بالضلوع في استهداف المقاومة في قطاع غزة، مؤكدين أن التعويل والرهان على الموقف العربي لا جدوى منه.

وخلال الأيام الثلاثة نفذ جيش الاحتلال سلسة غاراتٍ جوية على مباني وشقق سكنية، وتجمعات للمواطنين، ومراصد ومواقع تدريب؛ ما أدى لاستشهاد 43 فلسطينيًا،.منهم 15 طفلاً، و4 سيدات، وإصابة 311 آخرين بجراحٍ متفاوتة، وفق معطيات وزارة الصحة.

الرهان الحقيقي!

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط طارق فهمي، يرى بأن الرهان الحقيقي على مواجهة الإجراءات الإسرائيلية يكمن في الموقف الفلسطيني وليس العربي.

ويضيف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء":"أن القوى الفلسطينية بحاجة لتعلو على خلافاتها، وتواجه دون التعويل على الأطراف العربية، مردفًا:"لا يوجد طرف عربي لديه القدرة للمطالبة بتغيير المبادرة العربية".

ويوضح فهمي "أنّ المناخ العربي ملائم لتنفيذ الأفكار الشيطانية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في ظل ما يعتريه من خلل، وأن الخطر الحقيقي يتمثل في الاستثمار الإسرائيلي لكل هذه الظروف، وهذا ما ينبغي مواجهته فلسطينيا بجهد مضاعف دبلوماسيا وفصائليا".

من ناحيتها، انتقدت النائب الأردني السابق هند الفايز، الموقف العربي الرسمي تجاه ما يحصل في قطاع غزة من جرائم إسرائيلية، وتضيف:"الموقف الرسمي لن يتجاوز في أفضل أحواله حد الإدانة، بينما في أسوأ أحواله فإن هناك أطرافا عديدة متورطة فيما يجري".

وتصف "الفايز" في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء" الموقف العربي عموما بـ"الضعيف والمتماهِ" من بعض الأنظمة العربية تجاه ما يحدث بالقضية الفلسطينية، خاصة الأطراف المطبعة مع الاحتلال.

وتستطرد:"إسرائيل لم تعد عدوًا في نظر العديد من الأنظمة التي باتت منشغلة في إطار التنسيق والتطبيع مع الاحتلال، لذلك فالشعب الفلسطيني هو الأمان والحصن الذي تعوّل عليه شعوب الأمة لحماية مقدساتها وقضيتها، فالشعوب مصادرة الإرادة".

وتوجه "الفايز" دعوتها للشعب الفلسطيني بالاستمرار في المواجهة، قائلةً:"إن إرادة الفلسطينيين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم".

إلى ذلك، يبدي رئيس حزب البعث الأردني فؤاد دبور تأييده ووقوفه مع المقاومة وقيادتها التي تواجه العدوان في غزة.

ويقول "دبور" في حديث خاص لــ"وكالة سند للأنباء": إنّ غزة تقوم بواجب مناط بشعوب المنطقة بأسرها، وتلتحم نيابة عن كل الشعوب التي كبّلت إرادتها.

ويضيف:"نحن في الأردن نقف بكل قوة مع شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، كما ندعم نضالهم العادل لطرد الصهاينة من فلسطين ويقيناً أن هذا اليوم اقترب".

ويجدد ضيف سند دعوته لضرورة الوقوف بشكل حازم تجاه ما يجري في القضية الفلسطينية؛ "لأن المستهدف من وراء ذلك كل شعوب المنطقة".

تواطؤ عربي

أما رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر الحمود، فيؤكد بدوره أنّ ما يحدث في غزة هو "كشف وفضح للمواقف الإقليمية والدولية تجاه القضية الفلسطينية".

ويقول في تصريح خاص لـ"وكالة سند للأنباء":إنّ ما يحدث في غزة أظهر الأطراف التي منحت الاحتلال ضوءًا أخضر بشنّ عدوانها على غزة، بل وربما وصل لتشجعيها عبر المؤتمرات التي عقدت في المنطقة مؤخرا بمشاركة إسرائيلية، واليوم إسرائيل تجني ثمار هذه المؤتمرات لتدمير المقاومة".

ويتفق الحمود مع سابقيه أن الرهان الوحيد لإحباط كل هذه المخططات يكمن في صمود أهل غزة أولا والعمل على تعزيزه، ثم بإبقاء الحالة العسكرية في كل المواقع المختلفة وليس فقط في القطاع، حسب قوله.

ويختم حديثه بالقول:"ما يجري هو وصفة لحرب إقليمية يجب أن تواجه من كل العرب والمسلمين حول العالم".

من جهته، يقول رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، إنّ ما يحدث في غزة هو نتيجة للتطبيع المخزي الذي قامت به دول عربية عديدة مع الكيان، وفقا لتوصيفه.

ويضيف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء":"أنّ ما يحصل يستوجب على كل المطبعين وأولهم وزير الخارجية المغربي بالرحيل، هؤلاء لم ينتخبهم شعوبهم وعليهم أن يرحلوا".

ويرى ضيفنا أن الدول المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي شريكا أساسيا في الجريمة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، مردفًا:"هم من استقبلوا القتلة وأعلنوا استعدادهم التحالف والتطبيع معهم".

ويتساءل: "هل شارك المطبعون في قصف غزة؟(..) العالم بأسره يدرك أن هؤلاء أسوأ من الاحتلال لأنهم شرعنوا جرائمه بكل أسف"، داعيًا لـ"ضرورة التلاحم الشعبي العربي مع الشعب الفلسطيني".

ويختم مستغربًا:"لم تخرج مسيرة واحدة في العالم العربي كله، للتضامن مع شعب يرزح تحت نار العدوان الإسرائيلي".