الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

جنرالات الجيش من العسكر إلى السياسة.. قراءة في حظوظهم الانتخابية

حجم الخط
الجنرالات الإسرائيليون
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

مع كل انتخابات عامة تجري في إسرائيل، يبرز اسم أحد الجنرالات السابقين، أمام الرأي العام كشخصية جذابة وقادرة على إحداث فارق في نتائج الانتخابات.

وفي الجولة القادمة المزمع عقدها بشهر نوفمبر/ تشرين ثاني القادم، احتل رئيس هيئة الأركان الأسبق لجيش الاحتلال غادي آيزنكوت، هذه المكانة.

"آيزنكوت" الذي يصفه خبراء الإعلام بأنه شخصيةً رماديةً وغير واضحة المعالم، هو رئيس الأركان الـ 14، والقائد العسكري الـ 28 الذي يحمل رتبة لواء، ويلتحق بالحياة السياسية، بعد تقاعده من الجيش.

غادي أيزنكوت.jpg
 

ومن أبرز هؤلاء القادة، رؤساء الوزراء السابقين: إسحاق رابين، أريئيل شارون، إيهود باراك، إضافة لرحبعام زئيفي، وشاؤول موفاز، وموشيه يعالون.

ومؤخراً، أعلن "آيزنكوت" ذو الأصول المغربية، انضمامه لقائمة تضم الضابط الكبير السابق في الجيش بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض"، بهدف خوض الانتخابات التشريعية "الكنيست" المقرر إجراؤها في نوفمبر.

وفي أعقاب هذا الإعلان، توقّع "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، دخول 4 – 6 جنرالات إلى قبة "الكنيست"، بعد خوض الانتخابات العامة والتي تُجرى للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف فقط.

وذكر المعهد أن الجنرالات الستة المتوقع فوزهم هم: بيني غانتس، وغادي آيزنكوت من قائمة "المعسكر الوطني"، ويوآف غالانت من حزب "الليكود"، وأورنا بربيباي، وإليعزر شطيرن من حزب "هناك مستقبل"، ويائير غولان من حزب "ميرتس".

وأشارت التوقعات إلى احتمال أن يقرر "شطيرن" عدم الترشح في الانتخابات المقبلة، بينما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب "ميرتس" اليساري قد لا يتجاوز نسبة الحسم وهي 3,25 %.

العلاقة بين الجيش والدولة

وأكد المعهد أن العلاقة بين الجيش والدولة تتأثر كثيراً بدخول جنرالات سابقين إلى المشهد السياسي في إسرائيل، وأن إعلان "آيزنكوت" الأخير يشكل استمراراً لنمط قديم يقرر فيه رؤساء أركان للجيش الدخول إلى المؤسسة السياسية.

ويرى الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد، أن الجيش الإسرائيلي لم يعد في نظر الناخبين "البقرة المقدسة".

ويستشهد بدراسة إسرائيلية خطيرة تشير إلى أن الجيش تحول لقبائل متفرقة للعلمانيين واليهود المتدينين  والدروز، وأن 18% من الجنود "الحريديم" باتوا يلتزمون بفتاوي الحاخام وليس بتعليمات قائدهم العسكري في الجيش.

ويُضيف "شديد" لـ "وكالة سند للأنباء": أن صورة الجيش لم تعد "مقدسة وجميلة" في الوعي المجتمعي، قديمًا كانت تقف عدة سيارات خصوصية تتسابق على نقل الجنود، أما اليوم يقف الجندي في محطات الانتظار في ظروف جوية صعبة، وتمر بقربه آلاف السيارات دون أن يلتفت له أحد.

ويُشير إلى أن مكانة الجندي الإسرائيلي ومن خلفه كبار قادة الجيش بدأت تهتز، وتتأثراً سلباً من الانتفاضة الأولى 1987، وحين سقطت الصواريخ العراقية على مدن حيفا وتل أبيب ورمات غان وبئر السبع.

ويُكمل: "كما أن حرب لبنان الثانية عام 2006 وجولات العدوان على قطاع غزة، التي عجز فيها الجيش عن حماية الجبهة الداخلية من صواريخ المقاومة، كلها عوامل زادت من تراجع هيبة ومكانته في المجتمع الإسرائيلي".

ويلفت ضيفنا إلى أن هذا التحول من وجهة نظر فلسطينية إستراتيجية، هو أمر في غاية الأهمية.

انحسارمكانة الجنرالات

ويتفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي، على أن الجمهور الإسرائيلي لم يعد ينظر لجنرالات الجيش نظرة "تبجيل وتأليه"، كما كان يفعل في يوم من الأيام، مشيرًا لوجود انحسار متواصل في مكانتهم بالمجتمع، بسبب تاريخهم غير المشرق في السياسة الإسرائيلية.

ويُتابع "مجلي" لـ "وكالة سند للأنباء": أن الكثير من هؤلاء الجنرالات من بنيهم "رابين"، و"شارون"، و"باراك" أيدوا إقامة دولة فلسطينية، وإن اختلفوا ببعض التفاصيل؛ لذلك تراجعت مكانتهم بين الناخب الإسرائيلي الذي صار يميل أكثر نحو أحزاب اليمين المتطرف.

وجاء في حديثه: "هناك مشكلة تقليدية للجنرالات المنتقلين إلى السياسة، فهم يأتون من عالم إصدار الأوامر إلى عالم النقاش وسماع آراء معارضة، من عالم رفاق السلاح إلى عالم الحرب داخل الحزب الواحد، لذا قد لا يتأقلم كثير منهم مع هذا الواقع الجديد".

ويُشير إلى أنه عندما "يخلع الجنرالات البزة العسكرية ويدخلون معترك السياسة، يكتشفون كم هو مهم أن تترك الحرب وتهتم بالتكنلوجيا والعلوم والثقافة واحتياجات الناس المعيشية".

ويستطرد: "لذلك فإن هؤلاء الجنرالات يجدون أن المواقف السياسية والعسكرية المتشددة التي كانوا يتبنونها يوم كانوا في الجيش، ارتدت عليهم، فإسرائيل تسير باندفاع نحو اليمين الذي لا يقبل أي تراجع".

ويُشدد على أن الجيش يدفع ثمن ما صنعته يداه، فالجمهور الإسرائيلي الذي كان يُبجّل الجيش وقادته، بات على استعداد لتحطيمهم.

في المقابل، يرى آخرون أن ظاهرة انتقال الجنرالات من الجيش للحياة السياسية في إسرائيل وحصولهم على نسبة جيدة من أصوات الناخبين، ستبقى موجودة ، فالعسكرية ما زالت جزءاً أساسياً من المجتمع الإسرائيلي.

ووفقا لنتائج استطلاع  أجراه "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" عام 2019، فإن 93% من المجتمع الإسرائيلي تثق بالجيش، لكن النسبة انخفضت عام 2021 إلى نحو 10% وذلك في أعقاب الحرب على قطاع غزة آنذاك، ورغم هذا التراجع تظل نسبة الذين يثقون بالجيش مرتفعة.