الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

في يوم التضامن العالمي معه..

الصحفي الفلسطيني تحت وطأة القمع واعتداءات الاحتلال المتصاعدة

حجم الخط
الصحفي الفلسطيني
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

في فلسطين، أن تحمل لقب صحفي لا يعني بالضرورة أن تكون مُحصّنًا أو بعيدًا عن الاستهداف، بل على العكس، قد يكون هذا سبباً وجيهًا لاعتقالك أو ضربك أو إطلاق النار عليك، دون اعتبار لأي إشارة تدلل على هويتك.

فالميكرفون بالنسبة للاحتلال قد يكون في لحظة ما، أخطر من المسدس، والقلم كالرصاصة والكاميرا كمنظار بندقية، وإذاعة خبر كبيان تبني عملية، والسترة كجعبة مقاتل، وسيارة البث كمركبة تُقل مقاومين.

وفي اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني الذي يُصادف اليوم الاثنين (26 أيلول/ سبتبمر)، تستعرض "وكالة سند للأنباء أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون منذ احتلال فلسطين عام 1948.

بداية الاستهداف..

يمكن القول إن استهداف إسرائيل للصحفي الفلسطيني بدأ بالتوازي مع بداية الاحتلال، ثم توسع وصار أكثر حدة مع تطور وسائل الإعلام وانتشارها وتعدد أدورها وخروجها من دائرة نقل الخبر لدائرة صنع الرأي العام وتحريكه.

ومن هنا، فإن قمع الاحتلال للصحفي الفلسطيني ليس لأنه يساهم في فضح جرائمه ونقل الحقيقية  وحسب، بل لأنه يُعتبر مساهمًا مهمًا في معركة الرواية التي تحاول إسرائيل دفنها أو نقلها للعالم مشوهة.

وبيّن محاولة الكشف الفلسطينية والطمس الإسرائيلية، يسير الصحفي على حبل رفيع، فمن جهة يحاول الانحياز لوطنيته، وعلى الجهة الأخرى يحاول عدم خدش قداسة الموضعية.   

شهداء في قائمة الصحافة..

منذ 1972 وهو العام الذي أُغتيل فيه غسان كنفاني رئيس تحرير مجلة الهدف على يد الموساد في بيروت، حتى 2022 وهو العام الذي ارتقت فيه شيرين أبو عاقلة مراسلة فضائية الجزيرة على يد قناص إسرائيلي في جنين، لقي عشرات الصحفيين المصير ذاته خلال تغطية الأحداث.

شيرين أبو عاقلة.png
 

فوفقًا لإحصائية خاصة بالوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، فقد استشهد خلال الخمسين سنة الماضية 82 صحفيًا فلسطينيًا وأجنبيًا خلال تغطيتهم الأحداث المحلية، بما فيهم صحفيون فلسطينيون استشهدوا خلال نقلهم أحداث عالمية.

وخلال الفترة المذكورة، برزت العديد من أسماء الصحفيين الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لنقل الرواية، تعددت أشكال نهايتهم وأماكنها، بين قنص وقصف وتفجير واغتيال في فلسطين وخارجها.

ففي انتفاضة الأقصى وحدها (2002-2005) استشهد 17 صحفيًا، بينهم: محمد البيشاوي، عثمان قطناني،  نزيه دروزة، عصام التلاوي، محمد أبو حليمة وغيرهم.

كما شهد عام 2014 خلال الحرب الإسرائيلية على غزة أعلى حصيلة من شهداء الصحافة والذين بلغ عددهم 17، استشهد أغلبهم بقصف صاروخي على منازلهم وأماكن عملهم.

وفي 2018 أقدم الاحتلال على قتل صحفيين اثنين أثناء تغطيتهما مسيرة العودة 2018 في غزة، كما استشهد ثلاثة آخرون خلال العدوان على القطاع عام 2021 هم: محمد شاهين، وعبد الحميد الكولك، ويوسف أبو حسين.

صحفيون أسرى..

يأتي الاعتقال في الدرجة الثانية على سلم الانتهاكات الإسرائيلية بعد القتل، فوفقاً لنادي الأسير، يقبع اليوم في السجون الإسرائيلية 16 صحفيًا، أقدمهم محمود عيسى المعتقل منذ عام 1993، والصحفية بشرى الطويل من مدينة البيرة التي اُعتقلت خلال السنوات الماضية 6 مرات.

ويجد الاحتلال في اعتقال الصحفيين وتغييبهم وسيلة ناجعة لردعهم وترهيبهم، لكن في المقابل يواصل الإعلاميون نقل رسالتهم حتى من داخل السجن.

فقد وجد بعضهم في الاعتقال فرصة لإجراء أبحاثهم الإعلامية على الأسرى كونهم يشكلون شريحة واسعة من مختلف المناطق والاتجاهات الفكرية.

منع سفر وتشويه..

وإضافة للاعتقال، تتعمّد سلطات الاحتلال منع الصحفيين من السفر وإرجاعهم عن معبر الكرامة الحدودي المتنفس الوحيد لسكان الضفة، كما حصل مؤخرًا مع الصحفي مجاهد السعدي مراسل فضائية فلسطين اليوم.

إضافة لذلك يلجأ الاحتلال لتشويه سمعة الصحفيين عبر الادّعاء بأنهم يعملون في مؤسسات داعمة للإرهاب، وهي المؤسسات التي يكون مصيرها الإغلاق في الغالب كما حصل مع مكاتب فضائيات القدس والأقصى وفلسطين اليوم وغيرها في الضفة.

1.jpeg
 

في حين كانت مؤسسات إعلامية أخرى تعمل في غزة، عرضة للاستهداف والقصف والتدمير خاصة خلال الحروب الأربعة التي شنها الاحتلال على غزة.

ففي العام الماضي قصفت الطائرات الإسرائيلية 33 مقراً صحفيا في القطاع منها ما دُمّر تدميراً كلياً أو بشكل جزئي.

رش بالغاز وتكسير معدات

يزيد على أشكال الاستهداف سابقة الذكر، التضيقيات التي يمارسها جنود الاحتلال والمستوطنون، على الصحفيين خلال تغطية الأحداث، خاصة في مناطق التماس وقرى الضفة التي تشهد فعاليات أسبوعية مناهضة للاحتلال، كبيتا وعزون وبيت دجن وكفر قدوم.

ووفقاً لتقرير صادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد تم تسجيل 479 انتهاكًا إسرائيليًا بحق الصحفيين في النصف الأول من العام 2022.

وتنوعت هذه الانتهاكات بين قتل وضرب وإصابة مباشرة بالجسد جراء قنابل الغاز والصوت والرصاص المعدني والمياه العادمة، والاحتجاز، والمنع من التغطية، والاستدعاء للتحقيق والعرض على المحاكم الإسرائيلية، عدا عن مصادرة وتحطيم معدات خاصة بالعمل والمنع من السفر.

وتحدث التقرير عن ارتفاع وتيرة الانتهاكات بشكل زمني، حيث كانت الحصيلة في الربع الأول من السنة 192 وارتفعت إلى 287 انتهاكاً في الربع الثاني.

استهداف الفضاء الرقمي..

لم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي للصحافة الفلسطينية على أرض الواقع وحسب، بل امتد ليشمل الفضاء الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم كون هذه المنصات تتبع لشركات عالمية، غير أنها خضعت بشكل كامل لضغوط إسرائيلية؛ بهدف حجب المحتوى الفلسطيني ومنعه من الوصول لرواد هذه المواقع.

ويشمل هذا الحجب، إغلاق صفحات شخصية تابعة لصحفيين وأخرى تتبع لمؤسسات إعلامية، بسبب ممارسة أصحابها حقهم في التعبير عن الرأي، ونشر صور وفيديوهات وتغريدات تبرز انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وقد رصدت الحملة الدولية لحماية المحتوى الفلسطيني أكثر من 425 انتهاكاً رقميًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال النصف الأول من 2022.

وجاء موقع "فيسبوك" في المقدمة بواقع 273 انتهاكًا، و"واتساب" 60 انتهاكاً، بينما سجل "انستغرام" 30 انتهاكًا، وتيك توك 21، ويوتيوب 14، وتويتر 12، و"كلوب هاوس" 10 محاولات لإغلاق الغرف الصوتية لعدد من النشطاء.

ورغم هذه الصورة القاتمة لواقع الصحافة الفلسطينية بفعل الإجراءات الإسرائيلية، يصر الصحفي على الاستمرار في مهنة المتاعب، في حين يزداد الإقبال على دراسة الصحافة والإعلام بمختلف تخصصاتها في الجامعات الفلسطينية.