الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالصور فصل الصحفيين الفلسطينيين والتنكر لحقوقهم.. حسام سالم آخرهم و"الحبل على الجرار"

حجم الخط
الصحفي حسام سالم
مجد محمد – وكالة سند للأنباء

في محاولة لإخماد الرواية الفلسطينية ومنعها من الوصول للعالم، تلاحق إسرائيل الصحفي الفلسطيني بكل الأدوات وفي الميادين كافة، في انتهاك واضح لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، ذات العلاقة بحماية الصحفيين وحرية العمل الإعلامي.

وقبل أيام، وبسبب الضغوط الإسرائيلية والتقارير الكيدية، أقدمت صحيفة "نيويورك تايمز"، على فصل المصور الفلسطيني حسام سالم عبر مكالمة هاتفية معه، دون توضيح الأسباب.

حال الصحفي "سالم"، كحال الكثيرين الذين تعرضوا للفصل التعسفي، فقبل أيام طردت الصحافية الأمريكية "كاتي هالبر" ومنعها من تقديم برنامجها الصباحي في القناة الأمريكية "The Hill TV"، عقب إجرائها مقابلة مع العضو في مجلس النوّاب الأمريكي رشيدة طليب، الفلسطينية الأصل.

والمقابلة التي لم يتم بثّها، وصفت فيها "طليب" إسرائيل بأنها "حكومة الفصل العنصري".

وقبل ذلك، فصلت "BBC" البريطانية الصحفية تالا حلاوة، في حين أقدمت وكالة "دويتشه فيله" الألمانية على فصل 7 صحافيين من القسم العربي، وهم: زاهي علاوي، وياسر أبو معيلق، وباسل العريضي، وداوود إبراهيم، ومرهف محمود، مرام سالم، وفرح مرقة، والأخيرتين كسبتا قرارات قضائية من محاكم ألمانية تفيد بأن فصلهما من العمل لم يكن مبررًا.

وقبل عامين، أقدمت وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية على فصل المصور الفلسطيني، إياد حمد بعد 20 عامًا من التغطية الصحفية، وعمله كمصور معها.

تهم ملفقة..

ويقول الصحفي "سالم"، إنّه فهم لاحقًا أنّ قرار فصله تم على خلفية إعداد تقرير نشره موقع "Honest Reporting" في 26 آب/ اغسطس، أعدّه محررٌ هولندي -حصل على الجنسية الإسرائيلية قبل عامين- صرّح لاحقًا بأنه نجح في طرد ثلاثة صحفيين يعملون مع صحيفة "نيويورك تايمز" في غزة، واصفًا إياهم بـ"معادي السامية"، ونشر بوستات تمجّد الشهداء والمقاومة.

ويبين "سالم" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الصحفي الهولندي الإسرائيلي، تناول في تقريره منشورات، كان قد كتبها "سالم" عبر صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، كونه فلسطيني، يدعم فيها صمود ومقاومة شعبه، ويترحم على الشهداء، وأحدهم ابن عمّه، الذي وصفه الصحفي الإسرائيلي بأنه "إرهاب فلسطيني".

وبدأ الصحفي "سالم" العمل في الصحيفة مع انطلاق مسيرات العودة مطلع عام 2018م، على الحدود مع غزة، وعمل مع فريقها على تحقيقٍ لصالحها هناك حول مقتل المسعفة الفلسطينية رزان النجار، كما شارك خلال أيام عدوان عام مايو/ أيار من عام 2021م مصورا للصحيفة.

ويلفت، إنّه تم إبلاغه عبر مكالمة هاتفية مفاجئة من قبل موقع صحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه سيتم وقف العمل معه، دون تقديم أي معلومات أخرى.

147440945_10164573137290433_244749930750054136_n.jpg

ويعرب المصور الصحفي عن "أسفه" لأنّ موقع "هونست ريبورتنغ" لم تكتفِ بقطع رزقه مع الصحيفة، بل لأنها تواصل تحريضها لمعظم الجهات الأجنبية التي عمِل ويعمل معها- بهدف إلحاق ضرر أكبر به.

ويكمل: "نيويورك تايمز انحازت بشكلٍ سافر حينما قررت التجاوب مع ما أوردته "هونست ريبورتنغ" في تقريرها، وأعلنت اتخاذها الإجراءات المناسبة بحقنا بعد يومين فقط من تاريخ نشر التقرير 24 آب/ أغسطس 2022، لينشر الموقع الإسرائيلي انتصاره بخبر توقيفي عن العمل وزميليَّ معي كذلك".

ويصف "سالم"، ما حدث معه قائلًا: "هذه البداية فقط، وحبل التشويه لصورة الصحفي الفلسطيني العامل مع الإعلام الدولي على الجرّار، وذلك لهدفٍ واحد: منع وصول الصورة الحقيقية لما يتعرض له الفلسطينيون في الأراضي المحتلة من انتهاكات لحقوقهم الإنسانية على يد الجيش الإسرائيلي برًا وجوًا وبحرًا".

309661806_10166500323770433_2044149655218597590_n.jpg

سياسة مستمرة..

من جانبه، يقول الصحفي إياد حمد، إن سياسة الفصل هي سياسة مستمرة تزيد يوماً بعد يوم في الوكالات الإعلامية الدولية، من أجل تكميم الأفواه تماشياً مع مطالب الاحتلال الإسرائيلي.

ويعرب "حمد" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، عن أسفه لـ "عدم وجود أي جسم صحفي، حقيقي لحماية الصحفيين من بطش الوكالات الأجنبية التي تتعامل بمعيارين الصحفي الإسرائيلي الذي يعمل في الوكالات الأجنبية ويذهب للخدمة العسكرية 30 يوماً، ويحمل بارودته ويقتل في قطاع غزة والضفة، ثم يعود لحمل كاميرته لا يحاسب، في الوقت الذي يحاسب الصحفي الفلسطيني على منشور في فيسبوك".

8bfbd5d61b4e7e2fc2ce94bdcd06fc25.jpg


ويطالب بأن يكون للصحفي الفلسطيني الحق في حرية التعبير عن الرأي، وعن القضية الفلسطينية بحرية تامة، لافتاً لما يحدث في أوكرانيا وكيف تتعامل معه الوكالات الأجنبية وكيف يسمح الفيسبوك بإبداء الرأي بكل حرية، وكيف يمنع الصحفي الفلسطيني من إبداء أي رأي فيمن احتل أرضه.

ويشير ضيف سند أن قضيته لم تحل حتى اليوم، ولكنه استلم بعض التعويضات المالية ولكن ليس كما يجب، في حين أن قضيته مع السلطة الفلسطينية لم تحل حتى اليوم بعد تقديمها شكوى ضده لوكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية.

استهداف الصوت الفلسطيني..

من جانبه، يقول عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين عمر نزال، إن قرار فصل الصحفي حسام سالم هو فصل على خلفية سياسية، تستهدف كل صوت فلسطيني حتى لو كان ملتزماً بالمعايير الصحفية.

ويضيف "نزال" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن قرارات الفصل تتم بضغط من جهات إسرائيلية، لإنهاء الوجود الفلسطيني في وسائل الإعلام الدولية.

ويتابع: "نحن كنقابة نعتبر هذا الفصل قرارًا تعسفيًا، يتم على خلفيات قومية محددة، بدعم من الاحتلال الإسرائيلي وهو أمر مرفوض ومدان".

وحول كيفية التعامل مع مثل هذه القضايا يجيب ضيف سند: "عندما تصل الشكوى من الصحفي الذي تعرض للفصل يتم التعامل بمستويين الأول: من خلال محامي الاتحاد الدولي للصحفيين، والمستوى الثاني الضغط النقابي من خلال النقابات الأخرى، والاتحاد الدولي والتي تمارس ضغطاً على وسائل الإعلام لثنيها عن هذا القرار، وعدم اتخاذ قرارات مشابهة في المستقبل".

ويلفت "نزال"، إلى أن قضية المصور الفلسطيني إياد حمد، والذي فصل قبل حوالي عامين، بعد 20 عامًا من التغطية الصحفية، وعمله كمصور في وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية، رغم كل التدخلات إلا أن الوكالة كانت مصرة على موقفها وتوجهها.

ويطالب، بعدم المساس بأي صحفي فلسطيني على خلفية انتمائه القومي لفلسطين، وعلى خلفية تغطياته التي تكون ملتزمة بالمعايير والشروط الدولية، وعدم الانصياع لأي ضغوطات دولية من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو أدواته المختلفة.

ويؤكد على ضرورة الإبقاء على حالة التوازن والموضوعية، تجاه كل القضايا بما فيها القضية الفلسطينية، وعدم التحيز للجانب الإسرائيلي.