الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالصور الدفاع المدني بغزة.. لماذا يظهر ضعيفا أمام الحوادث والكوارث؟

حجم الخط
الدفاع المدني
غزة-وكالة سند للأنباء

تطرح حادثة وفاة 21 فلسطينيا، من بينهم 7 أطفال، إثر حريق هائل بمبنى سكني في شمال قطاع غزة، مساء أمس الخميس، تساؤلات حول ضعف استجابة جهاز الدفاع المدني للحوادث والكوارث، التي أفضت بعضها إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

حرائق عديدة وحروب مدمرة وقعت خلال السنوات الماضية، فرضت على "الدفاع المدني" التعامل معها بمركبات إطفاء ومعدات متهالكة يحول الحصار الإسرائيلي الممتد منذ 16 عاما دون تحديثها أو تجديدها.

وذهب ضحية تلك الحوادث، عشرات المواطنين في قطاع غزة، الذي يزيد تعداد سكانه على مليوني نسمة، ويعيش عدد كبير منهم في أبنية متلاصقة أو تفصل بينها أزقة ضيقة، تصعب من مهمات رجال الإنقاذ والإسعاف.

ويضم "الدفاع المدني" 800 عنصر على مستوى قطاع غزة ولديه 31 سيارة إطفاء عاملة في الميدان، هي نصف ما يحتاجه من أسطول لتغطية عملياته في المحافظات كافة، بحسب الناطق باسم الجهاز الرائد محمود بصل.

D0RAz.jpg
 

عجز واضح

وقال "بصل" لـ"وكالة سند للأنباء"، إن جهاز الدفاع المدني يعيش في حالة حصار إسرائيلية من 2006 ولم يتم خلالها إلى حد اللحظة إدخال أية مركبات إطفاء جديدة.

وأوضح أن قطاع غزة يعاني عجزا واضحا في معدات الإنقاذ اللازمة للتعامل مع تبعات المنخفضات الجوية التي تؤدي إلى غرق شوارع ومناطق بقطاع غزة وقت التساقط الغزير للأمطار، علاوة على الحروب الإسرائيلية المتكررة.

وأضاف "بصل" أن هنالك ما أسماه "فيتو" على عملية إدخال تلك المعدات بدواعي استخدامها في أغراض عسكرية لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية.

لكنه شدد على أن "الرواية الإسرائيلية كاذبة ولا أساس لها من الصحة".

ووصف "بصل" المعدات المفقودة بأنها "إنسانية، تستخدم لإنقاذ المواطنين العالقين تحت أنقاض القصف الإسرائيلي الممنهج".

وأشار إلى أن الجهاز وفي محاولة منه للتغلب على الصعوبات الإسرائيلية لجأ إلى تطوير مركبات عدة، جزء منها يخدم في الميدان حاليا.

IYzyt.jpg
ومساء أمس، دعت عائلة "أبو ريا" التي فقدت 21 من أبنائها حرقا في حريق جباليا، إلى رفع الحصار الإسرائيلي "الإجرامي عن قطاع غزة الذي يستمر منذ 16 سنة بدون وجه حق".

وحثت العائلة في بيان صحفي، على "العمل العاجل لإدخال كافة الأدوات والإمكانيات إلى طواقم الدفاع المدني وإلى كل الأجهزة الخدماتية في غزة لضمان عدم تكرار الحادث الأليم".

pHfIK.jpg
 

سياسة ممنهجة

وأشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى أن مستوى كوادر الجهاز بغزة يضاهي الدول العربية وهي بحاجة في الوقت ذاته إلى الابتعاث للخارج للتعلم أكثر، غير أن المنع الإسرائيلي يحول دون ذلك.

واتهم "بصل" الاحتلال الإسرائيلي بممارسة سياسة ممنهجة بحق الدفاع المدني، من خلال منع ما يحتاجه من أدوات لازمة للقيام بعمله.

ومن تلك التي بحاجة ماسة إليها، فرشات الهواء والكمبريسر (ضاغط الهواء) وأجهزة التنفس الشخصية وفلاتر الكمامات، بحسب بصل.

ولفت الانتباه أيضا إلى حاجة رجل الدفاع المدني إلى معدات الحماية الشخصية اللازمة للتعامل مع "السموم" الناجمة عن الحرق وتحلل الجثث.

PzduU.jpg
 

كما أشار إلى أن طبيعة بعض المعدات المستخدمة في إطفاء الحرائق تتعرض للتلف عند احتكاكها بالنيران والمياه، وبالتالي فإن "الدفاع المدني" بحاجة إلى دعم مستدام.

وطالب "الجميع" بأن يقف مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لدفعه إلى رفع الحظر القائم على إدخال المعدات اللازمة لعمل الجهاز بغزة.

وتفرض سلطات الاحتلال عقاباً جماعياً على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة متسببة في كارثة إنسانية تتضاعف تأثيراتها عاماً بعد عام، بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان.

ويؤكد المركز الحقوقي أن إسرائيل حوّلت قطاع غزة عبر الحصار والإغلاق إلى مكان غير قابل للحياة، حيث يعتمد حوالي 80% منهم على المساعدات الإنسانية، ويواجه 64% منهم انعدام الأمن الغذائي، ويعاني 59% منهم من الفقر.

ومساء أمس، حمل القيادي في حركة حماس مشير المصري الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن نتائج الحادث المأساوي في مخيم جباليا.

وقال "المصري" في مؤتمر صحفي عقب الحريق بمنزل "أبو ريا"، إن الحصار "أفقد الجهات المختصة (في غزة) بعض الإمكانات التي حالت دون التمكن من إجراء الإسعافات السريعة".

xiHwt.jpg
 

"كوارث قد تتكرر"

وقال مدير عام معهد السلامة والصحة المهنية بغزة، المهندس محمد وشاح، إن قطاع غزة بمثابة "فتيل متفجر".

وتصور "وشاح" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن ما حدث في مخيم جباليا "قد يتكرر في كل مدينة بقطاع غزة"، ما لم يتم الأخذ باحتياطات الوقاية والسلامة.

وأشار إلى حاجة أفراد الدفاع المدني إلى التدريب أكثر على العمل بالمواقف الصعبة، علاوة على حاجتهم إلى سيارات إطفاء عليها رافعات.

ونبه أيضا إلى حاجتهم إلى بدل واقية تمكنهم من التعامل بجرأة أكبر وعن قرب مع الحرائق وتحميهم منها لنحو نصف ساعة، وبالتالي قابلية إنقاذ أرواح وإبعاد أشخاص عن دائرة الخطر.

ولفت "وشاح" الانتباه أيضا إلى حاجة الدفاع المدني إلى وسائل نقل من أعلى إلى أسفل للإنقاذ فضلا عن السلالم الهيدروليكية للوصول إلى الأدوار العليا.

ZYjcf.jpg
 

ولم يقف الأمر عند منع إدخال معدات الدفاع المدني، بل تعمدت إسرائيل في أكثر من مرة استهداف كوادر الجهاز أثناء تنفيذ مهمهم الإنسانية، حيث قضى 7 منهم شهداء في الحرب على غزة عام 2014م.

كما طال الاستهداف مراكز لجهاز الدفاع المدني ودمرتهما الغارات الإسرائيلية بالكامل أو ألحقت أضرارا جزئية فيها، وأخرجت مركبات عن الخدمة.

من جانب آخر، شدد مدير عام معهد السلامة والصحة المهنية على ضرورة أخذ المواطنين بوسائل الوقاية والسلامة لتفادي وقوع الحرائق الناجمة عن تسرب الغاز الطبيعي داخل البيوت.

ومن جملة نصائح "وشاح" للمواطنين استبدال "البربيش" الواصل بين أسطوانة الغاز والموقد كل سنتين، ووضع الأسطوانة خارج البيت قدر الإمكان، فضلا عن الاحتفاظ بمطفأة حريق ثاني أكسيد الكربون.

كما نصح المواطنين بحيازة كاشف لتسرب الغاز، (جهاز صغير بحجم راوتر النت الهوائي) يمكنه تعليقه في أي مكان داخل البيت بحيث يعطي إشارة عند تسرب الغاز، كما أضاف وشاح.