الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

خاص بالصور والفيديو في ظل مرارة الواقع.. تنظيف الأسماك مهنة البسطاء بغزة

حجم الخط
مهنة تنظيف الأسماك
غزة – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

على بعد أمتارٍ من مياه البحر في ميناء غزة، يتجمع الصيادون الفلسطينيون والهواة، كل واحدٍ منهم يقف خلف طاولةٍ خشبية بسيطة مستطيلة؛ ينتظرون نصيبهم من رزق السمك في شِباك الصيد.

تفوح رائحة الأسماك من كل صوب وحدب، ويتهافت أصحاب المهنة على تنظيف الأسماك للمواطنين الراغبين مقابل مبالغ مالية لا تتجاوز الـ 2 إلى 3 شواكل للكيلو غرام الواحد (أقل من دولار).

وتعتبر مهنة تنظيف الأسماك من المهن الجديدة التي انتشرت في ميناء الصيادين وأسواق قطاع غزة؛ نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحصار الإسرائيلي المفروض عليهم.

313927442_640727154269616_6309748200693784830_n.jpg

314985894_1473823929764162_4740571764828378923_n.jpg
 

"قوت العائلة"..

بملامحه البسيطة وتجاعيد عينيه، يقول الحاج الصياد أبو حسن لـ "وكالة سند للأنباء"، "بدأت العمل منذ سنوات في مهنة تنظيف الأسماك؛ لإعالة أسرتي وإيجاد قوت العائلة اليومي الذي بالكاد أن نجده لصعوبة الأوضاع".

ويتابع أبو حسن "كل يوم أتوجه أنا وأبنائي منذ الساعة الخامسة فجرًا إلى ميناء الصيادين، نقوم بتجهيز الطاولات الخشبية التي نضع الأسماك عليها بعد إفراغها من شباك الصيد، ثم نعمل على تنظيفها بشكلٍ جيّد".

وفي سؤالنا، "كيف تتم عملية تنظيف الأسماك؟" يُجيب: "تنظيف الأسماك يحتاج إلى مهارة خاصة، ولا يستطيع الجميع تنظيفه، حيث نبدأ بعملية فرز الأنواع، فكل نوع يحتاج إلى طريقة معينة في التنظيف".

ويوضح، أن الأسماك "البرش، السلفوح، وحش البحر، المنفاخ، والجمبري" يتم تنظيفهم من خلال كَشط السطح الخارجي للأسماك ونزع القشور بواسطة أداة مسننة، ثم قطع الرأس للأسماك الصغيرة واستخراج الأحشاء بواسطة السكين ومن ثم غسلها بالماء.

أما سمك "الغزلان، السردينة، الفريدي، والحموري"، يتم تنظيفهم بطريقة "سلخ" الجلد والتقطيع.


ويتابع: "مهنة الصيد أو تنظيف الأسماك ليست سهلة، لكن الواقع المعيشي الصعب أجبرنا على العمل رغم الأمراض التي تجتاحنا والبرد القارص في فصل الشتاء"، لافتًا إلى أن كل صياد لديه ما لا يقل عن 12 فردًا من عائلته.

ويُشير إلى أن العمل في أيام الشتاء صعب في ظل برودة الطقس وأثره على حركة الصيد في البحر، إضافةً إلى المردود المالي الضعيف، موضحًا أن العمل في فصل الصيف كان العائد اليومي فيه من تنظيف السمك يتراوح ما بين 10 إلى 12 شيكلًا، وأحيانًا شيكل واحد فقط.

ويُبيّن، أن عملية تنظيف السمك تستغرق وقتًا ليس طويلًا فالأسماك السهلة في تنظيفها يتقاضى على الكيلو منها شيكلًا واحدًا، بينما السمك الذي يأخذ وقتًا أكثر من المقرر له نأخذ عليه 2 شيكل.

ويلفت إلى أن العمل في التنظيف يبدأ الساعة السابعة صباحًا وينتهي الساعة التاسعة، بعد تنظيف المكان بشكلٍ كامل؛ للحفاظِ على النظافةِ العامة وعدم تعرضه للمساءلة من الجهاتِ المختصة.

وبنبرةٍ ممتنة يُعبر الصياد أبو حسن: "البحر هو الروح، ولايمكن تركه مهما كانت الظروف، وسنبقى على الشاطئ حتى لو ننظف السمك".

315086663_1221284792064214_6532075519696004645_n.jpg
 

بينما الصياد أبو جمعة (55 عامًا) يرى أن مهنة الصيد ليست كافية لتوفير لقمة العيش، حيث تكمن صعوبة المهنة في فصل الشتاء؛ لقلة شراء الناس وندرة الصيد.

ويؤكد أبو جمعة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن تزايد الطاولات الخشبية في مجال تنظيف السمك كان عاملًا أساسيًّا في انخفاض ثمن تنظيف الكيلو الواحد من خمسة شواكل إلى شيكل واحد أو اثنين فقط.

أبو جمعة الذي يُنظف كافة أنواع الأسماك، يوضح أن السمك المعروف بـ "الأقلام" يحتاج إلى وقت وجهد في تنظيفه من خلال اقتلاع الرأس ومن "سلخ" جلده".

ويؤكد أن عمله يعتمد على حسب الكمية التي تخرج من البحر، إضافةً إلى رغبة الزبون في تنظيف السمك أم لا.

ويستطرد أن تنظيف السمك ينشط يومي الخميس والجمعة، وموعد رواتب الموظفين، موضحًا أن الخمس ساعات التي يعمل بها إما يكون بها الخير وإما تكون ساعات "شحيحة والرزق على الله"، كما يُحدثنا.

ويشير أبو جمعة إلى أن تقليص قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لمساحات الصيد ألحق أذى وضررًا كبيرًا بشريحة واسعة من الصيادين الفلسطينيين.

فصيادو غزة البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف صياد وعامل ويعيشون تحت خط الفقر، يعانون من انتهاكات إسرائيلية كثيرة، منها محاولة إغراق مراكبهم في البحر، وملاحقتهم واعتقالهم، وإطلاق النيران صوبهم، ما يتسبب بإصابتهم أو استشهادهم، فضلا عن تقليص مساحة الصيد لفترات طويلة، ومنع إدخال مستلزمات الصيد.

"الصيد هوايتي"..

أما الشاب محمود حسن (17 عامًا) الذي أحبَّ مهنة الصيد منذ طفولته، فقد بات متمرّسًا في عملية تنظيف الأسماك.

يقول محمود لـ "وكالة سند للأنباء"، منذ كان عمري 12 عامًا وأنا أهوى الصيد وأحب المكوث على قوارب الصيادين، أتأمل زرقة البحر، وشباك الصياد والأسماك التي تقفز منها.

ويوضح، أنه ورث مهنة الصيد عن أجداده ووالده، لافتًا إلى أنه لم يجد صعوبة في هذه المهنة؛ لأنه الرغبة فيها طغت على العوائق.

ويستطرد الشاب محمود أن من أصعب أنواع الأسماك في التنظيف -بحسب تعبيره"، سمك الجمبري والسلفوح"، مُضيفًا، "أن هذين النوعين يحتاجان إلى وقت مضاعف عن الطبيعي".

ويرى، أن الواقع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، أجبر الكثير من الأسر الغزية التوجه إلى مهن تزيد من قوتهم اليومي حتى لو كان شيئًا رمزيًّا.

ويُردف، أن المواطنين يرغبون في تنظيف الأسماك؛ وفرةً للوقت والجهد، وأيضًا لأدوات التنظيف في المنزل مثل الكلور والصابون.

312746848_885665575762210_8814929861338195318_n.jpg

312631798_853958042441093_5261946857549020013_n.jpg