الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ناشطون فلسطينيون: سخاء أمريكي لدعم الاستيطان بالضفة الغربية

حجم الخط
استيطان في الضفة
نواف العامر- وكالة سند للأنباء

لا يخفى على أحد الدعم الأمريكي المتواصل للاحتلال الإسرائيلي، والغطاء الذي وفرته الإدارات الأمريكية المتعاقبة لـ "إسرئيل"؛ لتنفيذ جرائمها دون حسيب أو رقيبب، ودون أدنى مساءلة في المحافل الدولية.

هذا الدعم والانحياز لم يكن بعيدًا عن الاستيطان، الذي طالما اختبأت الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلف موقف فضفاض سياسيّا بشأنه، معتمدة فيما يبدو نظريًّا على رأي قانوني صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 1978، يعتبر أن إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية يتعارض مع القانون الدولي.

ومؤخرًا، تداول ناشطون ومتابعون لقضايا الاستيطان بالضفة الغربية، تقارير تكشف عن الدعم المالي المباشر من مؤسسات أمريكية للاستيطان بالضفة، مشيرين لضخ أموال طائلة لبناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

الناشط في مواجهة الاستيطان جنوبي نابلس بشار القريوتي، يقول إن تقارير إعلامية إسرائيلية ومؤسسات حقوقية أبرزها ييش دين، وحقل، وبتسيليم، كشفت عن تلقي المستوطنين تمويلا تقدّر قيمته بعشرات ملايين الدولارات، وتشارك في توفيره نحو خمسين منظمة أميركية موالية للنفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية .

ويضيف "القريوتي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الصناديق الأمريكية التي تموّل الاستيطان بالضفة يوجه نشاطها مقربون من بنيامين نتنياهو وأعضاء في الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية، وترتبط باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يخصص جانبا مهما من التبرعات للجماعات اليهودية المتشددة والمتطرفة والإرهابية".

ويبيّن "ضيف سند" أن الجماعات المتلقية للأموال لها تاريخ إجرامي يرجع لسبعينات وثمانينات القرن الماضي، ومصنفة كجماعات إرهابية نفذت نحو 40 جريمة ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم واستهدفت فيها كنائس ومساجد وأديرة في "اسرائيل" وفي الضفة الغربية منذ العام 2009.

ويزيد:"أبرز تلك الجرائم، جريمة قتل الطفل محمد أبو خضير من حي شعفاط في القدس، والذي خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة على أيدي مستوطنين متطرفين في الثاني من تموز/آب 2014، إضافة لجريمة حرق عائلة دوابشه قبل سنوات" .

ويردف "القريوتي":"تواصلت انتهاكات المستوطنين وقوات الإحتلال في محافظات الضفة الغربية كافة في الآونه الأخيرة، وتنفيذ مخططات فرض الأمر الواقع بإدارة المستوطنين الذين يمنحون المواقع والأراضي وبحماية جيش الاحتلال ليقيموا بؤرًا استيطانية عشوائية في المناطق الاستراتيجية في الضفة الغربية".

وتستهدف عصابات المستوطنين المناطق الواقعة وسط الضفة، إضافة لمناطق شمال شرق رام الله، حيث يهدف الاحتلال لتنفيذ مخطط البؤر الاستيطانية التي تصل لمنطقة راس التين على أراضي كفر مالك، والتي يستهدفها المستوطنون بإقامة عدة بؤرة عشوائية استيطانية هناك، وفق ضيفنا.

ويشير القريوتي إلى أن خطورة البؤرة الاستيطانية في "راس التين" بكونها محاولة للسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية الممتدة من كفر مالك حتى نبع العوجا في الأغوار، حيث أن أطماع الاحتلال مستمرة للسيطرة على الأغوار.يقول القريوتي

إغراءات لتثبيت المستوطنين..

استيطان 1.jpg
 

من جانبه، يشير الناشط ضد الاستيطان عبد المجيد العلي من بلدة دوما جنوبي نابلس، لانتشار خيام وكرفانات على التلال والمنحدرات والسفوح في المناطق المطلة على الأغوار، تقطنها نساء إسرائيليات يتلقين المال بشكل سخي، بحيث تنال كل واحدة 300 شيكل يوميًا مقابل البقاء بالمنطقة، إضافة لإغراءات الطعام والشراب والحماية؛ لتثبيت الاستيطان وشرعنته في تلك المناطق.

ويضيف الناشط لـ "وكالة سند للأنباء" أن مؤسسة أمريكية معروفة الهوية للمستوطنين وقياداتهم تتحمل تلك النفقات، موضحًا أن الظاهرة تعود لأربعة أعوام، ويملك بعض المستوطنين هناك مزارع للحيوانات وطائرات شراعية.

دعم سخيّ..

وفي إطار التحرك ضد الدعم الأمريكي السخي للاستيطان، شهدت الساحة الأمريكية تظاهرات لمناصرين للقضية الفلسطينية، بداية العام الجاري أمام مقر انعقاد المؤتمر الوطني للصندوق القومي اليهودي بمدينة بوسطن الأمريكية.

وطالب المشاركون بالمظاهرة حينها، بإغلاق مؤسسات أمريكية تموّل الاستيطان في الضفة العربية، كما وزّع المنظمون منشورات جاء فيها أن منظمة الصندوق القومي اليهودي ساهم منذ تأسيسه في سرقة الأرض الفلسطينية، داعين إلى إغلاقه، كونه يجمع تمويل وتبرعات لإنشاء مستوطنات غير شرعية.

وحسب وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية متطابقة، كان الفرع الأمريكي للمنظمة الداعمة للاستيطان أعلن عن حملة تسمى "خارطة طريق المليار دولار للعقد القادم"، والتي يتطلع فيها إلى جمع مليار دولار من المانحين الأمريكيين.

وتسعى المنظمة للمساعدة في ربط "الجيل القادم" من الأمريكيين بإسرائيل، من خلال "بناء المجتمع في محيط إسرائيل"، وفقًا لـموقع المنظمة الذي اعتبر المؤتمر "نقطة انطلاق لجمع المزيد من الأموال لدعم أهدافه المتمثلة في توسيع الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية.

استيطان 2.jpg
 

ووفق تحقيق صحفي نشرته صحيفة "هآرتس" في وقت سابق، فإن عائلة "فالك" من ولاية فلوريدا الأمريكية تموّل بسخاء مشاريع استيطانية في الضفة الغربية، وتدعم منظمات اليمين المتطرف في "إسرائيل"، كما تمول جمعيات استيطانية تعمل على شراء ممتلكات فلسطينية، وكشف التحقيق أن هذه العائلة تدير ما وصفته بـ "إمبراطورية مالية سخية في إسرائيل".

وتبرعت العائلة خلال العقد الماضي، بمبلغ 5.6 مليون دولار على الأقل لمنظمات اليمين المتطرف والمستوطنين في الضفة الغربية، وفق ما كشفه تحقيق مشترك أجرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية و"أسوشييتد برس" .

ووفقا لموقع "إن ذيز تايمز" الأمريكي فإن عدداً من الشركات الأمريكية الكبرى تبرعت بآلاف الدولارات لصالح المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن هذه الشركات "فيرايزون، وبي فيزر، وبانك أوف أمريكا، وديوتشه بنك، وأميريكان إكسبرس، وجي بي مورغان".

بدوره، يقول مدير مركز التوثيق بهيئة الجدار والاستيطان أمير داوود لـ "وكالة سند للأنباء" إن الهيئة لا ترصد أشكال الدعم المالي الأمريكي الرسمي والشعبي، لكن حجم المبالغ المالية التي تحولها الحكومة الإسرائيلية ومجلس الاستيطان للمستوطنات يبلغ سنويل حوالي 2 مليار شيقل .

ويذكر "داوود" أن المبالغ المذكورة جرى رصدها خلال السنوات الخمسة الأخيرة، مشيرا لأهمية الرصد للدعم الأمريكي وضرورة توثيقه