الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

خاص بالفيديو إسعاف المصابين بالضفة.. مهمة إنسانية تحت تهديد السلاح الإسرائيلي

حجم الخط
إسعاف المصابين بالضفة
نابلس/غزة – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

لم تغب عن ساحة المواجهة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي مشاهد استفزازية ضد الطواقم الطبية الذين يخاطرون بأرواحهم من أجل تقديم خدمةٍ إسعافية للمصابين والجرحى.

لكنَّ كما اعتدنا أن تكون فلسطين مختلفة في كل شيء، فلم تشفع الشارة الحمراء لسيارات الإسعاف من دائرة الاستهداف الإسرائيلي، ولم تشفع القوانين الدولية في حماية الخدمات الصحية من فوّهة أسلحة الاحتلال.

"إبعد..إبعد".. كلمةٌ اعتاد عليها المسعفون من قبل قوات الاحتلال التي تمنع وصول الطواقم الطبية إلى الجرحى والشهداء في ساحة المواجهة أو أيٍّ مكانٍ يتواجد فيه المصابين، إذ تندرج هذه السياسة ضمن القتل الممنهج للفلسطينيين.

في هذه المادة، استمعت "وكالة سند للأنباء"، إلى مسعفين كانوا شاهدين على جرائم الاحتلال في منعهم للوصول للمصابين والشهداء.

مُصاب ثم شهيد..

يقول المُسعف (ع.م) في مدينة الخليل، "قبل عدة سنوات كنتُ شاهدًا على إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمواطنٍ لم يفعل شيئًا سوى أنه كان ذاهبًا إلى عمله في شارع الشلالة وسط المدينة.

وفي تفاصيل ما جرى يسرد (ع.م)، أن قوات الاحتلال أطلقت على المواطن فايز فرج (41 عامًا) ست رصاصات اخترقت جسده، لافتًا أنه ذهب مع عدد من المسعفين للمنطقة المتواجد فيها المصاب؛ لكنهم فوجئوا بمنعهم من قبل قوات الاحتلال.

ويُكمل:"حاولنا تقديم الخدمة الإسعافية للمصاب تحت تهديد السلاح الإسرائيلي مدة 7 دقائق، وتمكنا من السيطرة على النزيف من 6 ثقوب في جسده إثر الطلقات النارية، ومن ثم حملناه على حمالة المسعفين".

ويُتابع:"وصلت للمنطقة دوريات للجيش الإسرائيلي لتعزيز القوات الموجود في المكان، حيث أغلقت على الطواقم الطبية الطريق من كل مكان، ومنعتنا من التحرك، وتحت التهديد أبعدونا عن سيارة الإسعاف".

ويوضح ضيفنا، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخذت المصاب "فايز" من إسعاف الطواقم الطبية، وأدخلوه في سيارة نقل جنود، مُشيرًا إلى أن المصاب قاومهم بضربهم بيده؛ لرفض الذهاب معهم، لكنهم أدخلوه وهو على قيد الحياة.

ويُبين، "أن الطواقم الطبية لَحَقت سيارة نقل الجنود المتواجد فيها المصاب، وانتظروا قرب حاجز مدخل شارع الشهداء بمدينة الخليل لأكثر من ساعة، ثم جاءت سيارة "نجمة داوود الحمراء" ووضعت أمامنا جثمان الشهيد "فايز" في كيس أبيض.

وتوقع المسعف (ع.م)، أن قوات الاحتلال رفعت المحلول عن يد الشهيد "فايز"، لافتًا إلى أن الاحتلال تعمّد ترك الشهيد فترة طويلة دون إسعاف أو خدمة طبية؛ لتعزيز سياسته في "الموت البطيء" ضد الفلسطينيين.

ولم تنتهِ جرائم الاحتلال بعد، في حادثةٍ مشابهة، يزيد المسعف (ع.م)، "حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية بناية مكونة من ثلاثة طوابق قيد الإنشاء بالخليل، كان متواجد فيها المطلوب الشهيد محيي الدين النتشة، حيث اشتبك مع قوات الاحتلال ساعاتٍ طويلة، وأُبلغت الطواقم الطبية من جيران المنزل بوجود مصاب إثر الاشتباكات، فتوجه المسعفون إلى المكان على الفور.

ويقول المسعف:"عندما وصلنا البناية، أشار جندي إسرائيلي لنا بـ "الليزر" بوجود مصاب تحت الركام إثر الاشتباكات والقصف تجاه المنزل، حفرنا بضعة أمتار وبدأت تظهر أشلاء، وبدأنا بتجميع أشلاء الشهيد "النتشة" ووضعها على حمالة الإسعاف، لكن لم نجد رأسه!، بعد مرور ساعات طويلة وجد الجيران رأسه وأبلغونا بذلك.

وماذا عن تفاصيل الإعدامات الجديدة؟، يُجيب، "معظم الأحداث الجديدة كان الجيش الإسرائيلي يأخذ الجثمان ويمنعنا من إسعافها أو الوصول لها".

إسعاف 2.jpg
 

"عرقلة الطواقم الطبية"..

مدير مركز الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل يقول، إن قوات الاحتلال تتعامل مع المسعفين الفلسطينيين كأي مواطن فلسطيني معرّض للاعتداء والانتهاك من قبل جنوده.

ويلفت "جبريل" إلى أن الفترة الأخيرة التي شهدتها من إعدامات في الضفة، منعت فيها قوات الاحتلال الطواقم الطبية والإسعافية تحديدًا جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى المصابين، ومنعتهم من تقديم العناية الطبية الطارئة إليهم.

ويعتبر "جبريل" أن منع وصول المسعفين إلى المصابين مخالف للقوانين والأعراف الدولية التي تنص على السماح للطواقم الطبية بالتعامل مع المصابين دون عرقلة أو إعاقة.

ويؤكد "ضيف سند"، أن جمعية الهلال الأحمر هي الجهة المخوّلة في عمليات الإسعاف والطوارئ في فلسطين، مُشيرًا إلى أنها على مدار 50 عامًا تقوم بدورها الأساسي والإنساني في إسعاف الجرحى، وهذا الدور ليس بحاجة إلى تقييم وإنما ما يُقيّم عملهم هو العمل على أرض الواقع من تقديم الخدمات للفلسطينيين.

ويُبين "جبريل"، أن الهلال الأحمر الفلسطيني اعتاد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الطواقم الطبية وهذا لا يثنيهم عن أداء عملهم على أكمل وجه.

وعن دور جمعية الهلال الأحمر، يزيد ضيفنا، "رغم الجرائم المستمرة تقوم جمعية الهلال الأحمر بتعزيز نشاطاتها وأدائها داخل الأراضي المحتلة تحديدًا في الضفة الغربية، حيث توسّع من نشاطها وترفع من جاهزيتها بشكلٍ كامل لتأدية الخدمة لشعب فلسطين".

ويلفت "جبريل"، إلى أن الانتهاكات والاعتداءات التي تتعرض لها الطواقم الطبية لا تعد ولا تحصى، إذا تتمثل بالاعتداء المباشر سواء بالغاز المسيل للدموع أو الرصاص المطاطي، واستهداف سيارات الإسعاف.

ويُوضح، أن المسعف الفلسطيني كأي مواطن يتعرض إلى حالة نفسية أسوةً بأبناء شعبه؛ نتيجة لمنعه من الوصول إلى أي إصابة أو شهيد في موقع الحدث، مستحضرًا أحد المواقف "ثمة شهداء بقيوا 18 يومًا دون وصول الطواقم الطبية لهم؛ وهذا ما يؤثر سلبًا على حالة المسعفين.

ويطالب "جبريل" العالم والمنظمات الدولية بضرورة الالتفات إلى شعب فلسطين وتحديدًا الطواقم الطبية ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الطواقم الطبية والإسعافية التي تؤدي خدماتها بشكلٍ مُحايد ومستقل.

جريمة حرب..

إسعاف 1.jpg
 

الكاتب والحقوقي محمد زيدان، يقول "إن عدم وصول سيارات الإسعاف للمصابين أو الشهداء هو "جريمة حرب" يُعاقب عليها القانون الدولي؛ لأن الاحتلال يحرم المصاب من حق أساسي من حقوق الإنسان.

ويُردف "زيدان"، أن القانون الدولي يُعرّف بشكلٍ واضح أن على الاحتلال المسئولية الكاملة في احترام حقوق الإنسان كافة بوجود حرب أو بدونها.

ويُشدد "ضيف سند"، يجب ألا تكون "إسرائيل" فوق القانون الدولي، وتفعيل الآليات الدولية بمحاسبة مجرمي الحرب، والمساءلة عن هذه الانتهاكات، مردفًا:"إسرائيل حظيت على مدار 70 عامًا بحماية دولية مكّنتها من أن تبقى خارج المساءلة القانونية".