في عام 2022 الذي يشرف على نهايته، فارقت شخصيات فلسطينية بارزة الحياة بظروفٍ مختلفة، وكانوا قد تقلدوا مناصب مهمة في مجالات متعددة على مدار السنين التي مضت.

وضمن ملف "حصاد فلسطين 2022.. الثورة مستمرة" تستعرض  "وكالة سند للأنباء"، في هذا التقرير أبرز الشخصيات الفلسطينية التي توفيت خلال العام 2022، مع نبذة مختصرة عن حياة كل شخصية.

يناير/ كانون ثاني..

بدأت السنة بوفاة عضو المجلس الوطني الفلسطيني وجيه حسن علي قاسم "أبو مروان"، بتاريخ 14 يناير في العاصمة المغربية الرباط.

والراحل "قاسم "هو أول ممثل لمنظمة التحرير في المملكة المغربية، وسفير دولة فلسطين الأسبق، ومدير عام وكالة "بيت مال القدس" الشريف الأسبق، ويعد واحدا من المؤسسين الأوائل للثورة الفلسطينية المعاصرة ومن الخلايا الأولى لحركة "فتح".

وفي 17 يناير استشهد الشيخ سليمان الهذالين (70 عامًا)، الذي يعدّ واحدًا من رموز المقاومة الشعبية بالخليل، بعد دهسه من قبل شاحنة إسرائيلية عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا بتاريخ 5 يناير.

 

والشيخ "الهذالين" يُعرف بأنه من النشطاء المناهضين للاستيطان في الضفة الغربية عمومًا وبمسافر يطا جنوب الخليل على وجه الخصوص، وشارك مرارًا في المواجهات مع الاحتلال رغم تقدم سنه، وقد تعرض كثيرًا لاعتداء جنود الاحتلال.

أما في تاريخ الـ 25 من يناير توفي بدران جابر (75 عامًا) القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ويُعد "جابر" أحد مؤسسي "الجبهة الشعبية" في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وقضى في سجون الاحتلال ما مجموعه 14 عامًا.

 

وعاش الراحل في مدينة القدس بين الأعوام 1970-1980، وأبعدته سلطات الاحتلال إلى الخليل مع فرض إقامة جبرية واعتقال منزلي وإثبات وجود يومي في مقر الحاكمية العسكرية فيها.

وعُرف عن الراحل رفضه لاتفاقيات التسوية مع "إسرائيل"، وإعطاء الأولوية للمقاومة بكافة وسائلها بما فيها المسحلة كحق مشروع كفلته القوانين الدولية.

فبراير/ شباط..

رحل عن عالمنا بتاريخ الثاني من فبراير الشاعر والكاتب الفلسطيني المناضل حنّا أبو حنّا ابن قرية الرينة في الداخل الفلسطيني المحتل، عن عمر ناهز 94 عامًا.

و الراحل "أبو حنّا" حاصل على الماجستير في الأدب، التي نالها بعد نيْل درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة حيفا.

 

وينتمي الرحال للجيل الأول من شعراء المقاومة في الداخل إذ ساهم في صناعة الثقافة وتعزيز الهوية الوطنية، من خلال أعماله بمجالات الأدب والتعليم والصحافة والمسرح والوسيقى.

ومن أبرز أعماله الشعرية: "نداء الجراح"، و"قصائد من حديقة الصبر"، و"تجرَّعت سمَّك حتى المناعة"، كما له عدة دراسات منها: دار المعلمين الروسية، ورحلة البحث عن التراث، والأدب الملحمي، وديوان الشعر الفلسطيني.

وفي اليوم التالي (3 فبراير) توفي المناضل يوسف الشوملي عن عمرٍ يناهز 62 عامًا في منزله ببلدة بيت ساحور في بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

وتدرّج الراحل في المراتب التنظيميّة داخل الجبهة الشعبية، من مسؤول محلي، إلى قيادي بارز في محافظة بيت لحم.

توفي بتاريخ السابع من فبراير عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" جمال محيسن، عن عمر يناهز 73 عاما، في أعقاب وعكة صحية حادة ألمت به.

وكان الفقيد من أوائل الملتحقين بحركة "فتح" عام 1967، وشغل المحيسن عضويّة المجلس الوطني الفلسطيني عام 1975، وعضوية مكتب التعبئة والتنظيم في تونس 1983.

 

وانتُخب في المجلس الثوري لـ "فتح" عام 1989 وعيّنه الرئيس محمود عباس محافظًا لمحافظة نابلس في الأعوام 2007- 2009، وانتُخب عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح" 2009، وكذلك لعضوية المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير.

وقبل أيام من وفاته، منح الرئيس محمود عبّاس، جمال محيسن، "النجمة الكبرى" من "وسام القدس"، تقديرًا لـ "دوره الوطنيّ ومسيرته النضالية المشرفة، وتثمينًا لعطائه وعمله القيادي في صفوف الثورة الفلسطينية"، وفق ما أوردته الوكالة الرسمية في حينه.

بينما توفي بتاريخ التاسع من فبراير عضو المكتب السياسي السابق في حركة "حماس" زياد الظاظا عن عمر ناهز 66 عامًا، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

ولمع اسم "الظاظا" مع تشكيل حركة "حماس" الحكومة العاشرة عام 2006، إذ شغل مواقع وزارية متعددة من بينها وزارتي الاقتصاد والمواصلات، ثم شغل لاحقًا حقيبة وزير المالية ونائبا رئيس الحكومة التي كان يرأسها إسماعيل هنية، ثم رئاسة العمل الحكومي بعيد ذلك حتى عام 2017.

 

وشغل الراحل عضوية المكتب السياسي لحركة "حماس" من عام 2012 حتى عام 2017، ثم بعد ذلك اختارته "حماس" عضوا في مجلس الشورى العام، والذي يُعد بمنزلة برلمان الحركة.

مارس/ آذار..

في 15 مارس توفي القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد يحيى سليمان عن عمر يناهز 71 عامًا.

ويعدّ الراحل "سليمان" من المسؤولين البارزين في الجبهة الشعبية، وكان له دور في بناء وتشكيل الخلايا العسكرية في فترة السبعينات في قطاع غزة وتعرّض لملاحقة مستمرة من الاحتلال.

وعمل "سليمان" مديرًا عامًا في وزارة النقل والمواصلات، كما كان عضو قيادة فرع غزة لأكثر من دورة، وشغل منصب قيادة لجنة العمل النقابي في غزة لسنواتٍ طويلة، وجرى انتخابه في المؤتمر الوطني السابع لـ "الشعبية" عضوًا في لجنة الرقابة المركزية حتى رحيله.

وفي 19 مارس توفي عضو المجلس الوطني الفلسطيني يوسف أحمد قديح.

 

وعمل الراحل مفوضًا سياسيًا في قوات أمن الرئاسة الفلسطينية، كما شغل منصب مفوض عام العمل الجماهيري في المناطق الجنوبية، وهو عضو في المجالس "الوطني، استشاري "فتح"، والهيئة القيادية لـ "فتح" بقطاع غزة.

نيسان/ ابريل..

في 15 نيسان توفي الشيخ عبد الغني أحمد مزهر التميمي، وهو أول رئيس لهيئة علماء فلسطين في الخارج، ورئيس رابطة علماء أهل السنة سابقًا.

وحاز الراحل على درجة أستاذ مشارك في الحديث وعلومه، وكان يرأس جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث فرع الزرقاء بالأردن، وهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وفي رابطة علماء فلسطين، وفي الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

 

ولُقب بـ "شاعر الأقصى"، وله ثلاثة دواوين شعرية مطبوعة، وأخرى مخطوطة، وأراجيز في الآداب.

وفي الـ 24 من نيسان توفي الوزير والمحافظ الأسبق اللواء صلاح التعمري بعد صراع مع المرض في محافظة بيت لحم جنوب الضفة، علمًا أن اسمه الحقيقي أسعد سليمان حسن عبد القادر سليمان.

والراحل "التعمري" سياسي وعسكري فلسطيني برتبة لواء، وقيادي بارز في حركة "فتح"، وانتُخب عضوًا للمجلس التشريعي عام 1996، وشغل منصب محافظ لمحافظة بيت لحم.

وعمل مستشارًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الاستيطان والجدار، ووزيرًا للشباب والرياضة في الحكومة الفلسطينية الثامنة.

مايو/ أيار

في التاسع من مايو توفي المناضل عبد الهادي أبو خوصة، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وهو أحد مؤسسي حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، وأبرز شخصيات المجتمع المدني الفلسطيني.

ويعتبر الراحل "أبو خوصة" من مؤسسي لجان العمل التطوعي في فلسطين التي انبثقت عنها فيما بعد عشرات المؤسسات الأهلية الفاعلة منها: جمعية بنك الدم المركزي، وجمعية الهلال الأحمر، وجمعية الإغاثة الطبية، وجمعية الإغاثة الزراعية.

وفي 11 مايو استشهدت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة (51 عامًا) مراسلة قناة الجزيرة الفضائية، برصاص جيش الاحتلال أثناء تغطيتها اقتحامًا إسرائيليًا لمدينة جنين شمال الضفة الغربية.

وتعود أصول "أبوعاقلة" إلى عائلة مسيحية في مدينة بيت لحم، لكنها وُلدت في القدس عام 1971، وترعرت فيها.

 

وبعد تخرجها من الجامعة وعملت الراحلة كإعلامية في عدة أماكن، مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وإذاعة صوت فلسطين الرسمية، وقناة عمان الفضائية، وإذاعة مونت كارلوا.

وفي عام 1997 انتقلت للعمل مع قناة الجزيرة الفضائية، حتى استشهادها، وتُعد "شيرين" من الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين للقناة، إذ شاركت في تغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال على الشعب الفلسطيني بمختلف المدن الفلسطينية.

وفي اليوم التالي (12 مايو) توفي الكاتب الفلسطيني فيصل الحوراني عن عمر يناهز الـ83 عامًا.

وفيصل الحوراني هو، كاتب وناقد سياسي فلسطيني، ولد في المسمية عام 1939 القريبة من غزة، ثم نزح مع أسرته إلى سوريا عام 1948 وتلقى علومه فيها.

 

وشارك الراحل "الحوراني" في تأسيس رابطة الطلاب الفلسطينيين ثم أصبح رئيسًا لها عام 1964، وعمل في منظمة التحرير الفلسطينية رئيسًا لقسم الدراسات الفلسطينية في مركز الأبحاث التابع لها، كما عمل أيضًا في حقل الصحافة، وله عدة روايات ومؤلفات.

يونيو/ حزيران..

في الأول من يونيو غيّب الموت عالم الفيزياء الفلسطيني البروفيسور تيسير نايفة (71 عامًا) من مدينة طولكرم، في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وللراحل "نايفة" مجموعة اختراعات ومؤلفات باسمه، كما حاز على مجموعة من الجوائز والتكريمات، أبرزها، جائزة المديرين العامين من شلمبرجير، عام 1986، تقديرًا لحلوله للعديد من المشاكل الهندسية، وجائزة اتحاد المواد المحسّنة بالنانو كربون والرابطة الدولية للنحاس (ICA).

كما حاز على جائزة " "Trailblazer in Copper Technology عام 2014، من منظمة تطوير النحاس (CDA)؛ تقديرًا لنظرياته وأبحاثه التي أحدثت "ثورة علمية" بخصوص تقنية النحاس فائق التوصيل.

وفي تاريخ السابع والعشرين من يونيو توفي اللواء فيصل أبو شرخ عن عمر يناهز 74 عامًا في مدينة رام الله.

وتقلد "أبو شرخ" عدة مناصب أبرزها رئاسة جهاز أمن الرئاسة (قوات الـ17) خلال فترة حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكان عضوا في المجلس الثوري لحركة "فتح".

نوفمبر/ تشرين ثاني..

في الثالث من نوفمبر توفيت أول أسيرة في الثورة الفلسطينية المناضلة فاطمة محمد البرناوي (83 عامًا) في أحد المستشفيات المصرية، علمًا أنها تنتمي لأب من أصول نيجيرية وأم فلسطينية/ أردنية.

وانضمت "البرناوي" إلى حركة فتح بعد استكمال احتلال فلسطين، وساهمت بتنفيذ عملية زرع قنبلة في سينما صهيونية بالقدس في أكتوبر 1967، قبل أن يعتقلها الاحتلال ويحكم عليها بالسجن المؤبد.

وخرجت من سجون الاحتلال بعد قضائها أكثر من 10 سنوات فيها، وأبعدت إلى لبنان، وتزوجت بالمناضل الفلسطيني فوزي النمر من مدينة عكا.

 

وشغلت "البرناوي" عضوية المجلس الثوري لـ "فتح"، والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطينية، كما ساهمت في تأسيس الشرطة النسائية في قطاع غزة، بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وترأست قيادة الشرطة النسائية لعدة سنوات.

وقبل وفاتها، شغلت "البرناوي" عضوية المجلس الاستشاري لـ "فتح" كما فازت في انتخابات هيئة المتقاعدين العسكريين وحصلت على أعلى الأصوات وهي المسؤولة عن النشاط النسائي فيها.

ديسمبر/ كانون أول..

توفي في الرابع عشر من ديسمبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق سليم الزعنون عن 89 عاما، في العاصمة الأردنية عمان.

و"الزعنون" سياسي فلسطيني مخضرم، وأحد قادة حركة "فتح" التاريخيين، وشغل منصب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1996 حتى مطلع 2022.

وللراحل أربعة دواوين شعرية وهي: "يا أمة القدس"، و"وهكذا نطق الحجر"، و"نجوم في السماء"، و"آخر القطاف"، وكتاب "التحقيق الجنائي"، بالإضافة لعدة دراسات قانونية وسياسية، وصدر له عام 2013 كتاب "السيرة والمسيرة.. مذكرات سليم الزعنون".

وفي 23 ديسمبر توفي عبد الله الدنّان أحد أوائل المؤسسين لحركة "فتح" في العاصمة السوريّة دمشق، عن عمر يناهز الـ 92.

وأسس الراحل في الكويت "دار الحضانة العربية" عام 1988، ثم في سورية "روضة الأزهار العربية" عام 1992 لتعليم اللغة العربية للأطفال بالفطرة.

ويُعد "الدنان" باحثًا لغويًا وأديبًا، وصدرت له روايات وقصص قصيرة للأطفال، وأكثر من 60 كتابًا وبحثًا في تعليم اللغة العربية واللغة الإنجليزية.