الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

اقتحامات الأقصى.. محاولات لإضفاء الصبغة الدينية وصولًا للسيطرة الكاملة عليه

حجم الخط
اقتحامات.
القدس - بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

تحت عنوان "استقبال الشهر العبري الجديد" اقتحم أكثر من 200 مستوطن باحات المسجد الأقصى المبارك أمس الاثنين، رافعين العلم الإسرائيلي ومؤدين طقوس "السجود الملحمي" الجماعي داخل الساحات، فيما قرأ بعضهم سُفر من التوراة والتلمود في الساحة الشرقية للمسجد.

الباحث في شؤون القدس والأقصى زياد ابحيص، يشير إلى أن المسجد الأقصى كان يشهد هذا العدوان المتمثل برفع الأعلام الإسرائيلية والسجود الملحمي الجماعي في الاقتحامات المركزية الكبرى، إلا أن المسجد شهده اليوم في مناسبة "هامشية"، وهي بداية الشهر العبري والتي كانت تمر عادة دون دعوة بالاقتحام أو بدعوة روتينية.

رفع العلم الإسرائيلي.jpg

السجود الملحمي.jpg
 

ويضيف "ابحيص" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن "تحوّل بداية الشهر العبري لاقتحام مركزي تمارس فيه طقوس، ما كانت تتم إلا باقتحامات ذكرى احتلال القدس قبل سنوات".

ويرى الباحث أن الحكومة الإسرائيلية الحالية و"جماعات الهيكل"، ماضية في طريق تغيير هوية المسجد الأقصى المبارك دون اعتبار لما سيكون لذلك من تداعيات.

ويرجح "ابحيص" مُضي حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل بمخططاتهم لأن "ردود الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية، كلها كانت بسيطة ويمكن استيعابها"، وفق قوله.

ويلفت ضيفنا إلى "ضرورة الاستعداد جيدًا لمواجهة قريبة قادمة عنوانها المسجد الأقصى في رمضان القادم، حيث يتقاطع الفصح العبري مع الأسبوع الثالث من الشهر الكريم"، مردفًا: "ما تعرض له الأقصى من اعتداءات العام الماضي، سيكون أضعافه في هذا العام".

استراتيجية واضحة..

بدوره، يوضح المختص بشؤون المسجد الأقصى عبدالله معروف، أن "جماعات المعبد" المتطرفة لديها استراتيجية واضحة، يمكن لأي مراقب أن يفهمها أو يتوقعها ويتوقع مآلاتها بسهولة.

ويقول "معروف" لـ "وكالة سند للأنباء": "إن استراتيجية هذه الجماعات قائمة على فكرة إقامة المعبد معنويا قبل إقامته ماديا، بمعنى إقامة الطقوس التي ترتبط في رؤيتهم الدينية بالمعبد في داخل الأقصى، كمقدمة لإقامة المعبد فعليًا على الأرض".

لأجل ذلك تعمل "جماعات الهيكل" على استراتيجية التقدم خطوة خطوة باتجاه إقامة كافة الطقوس داخل المسجد الأقصى وذلك يتطلب كخطوة أولى جعل وجودها أمر طبيعي في باحات "الأقصى"، وهو ما دأبت العمل عليه منذ عام 2003 حتى اليوم، وفق "معروف".

اقتحامات الأقصى.jpg
 

ويكمل أنّ "الخطوة الثانية تتمثل بتحويل هذا الوجود أو "الحق في الوجود" من حق "الزيارة" والتي حصلت عليه في تفاهمات كيري عام 2015 إلى حق في الصلاة وإقامة الطقوس الدينية وهو ما تعمل عليه الآن".

ويردف: "من الواضح أن جماعات الهيكل حصلت مؤخراً على "الحق في الصلاة بالأقصى" في ظل الحكومة المتطرفة الحالية، حيث أقرّ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن اليهود لهم حق الصلاة في المسجد الأقصى وإقامة الطقوس كافة".

وأما الخطوة الاستراتيجية الثالثة فتتمثل _تبعًا لمعروف_ بإقامة الطقوس كافة داخل المسجد الأقصى وعلى رأسها تقديم القرابين في باحاته، حيث دأبت جماعات الهيكل في الفترة الماضية على محاولة إدخال بعض الأدوات التوراتية لـ "الأقصى".

ويلفت النظر إلى أنّ الجماعات المتطرفة نجحت بإدخال القرابين النباتية في عيد العرش، ونفخ البوق مرتين في المسجد الأقصى خلال العامين الماضيين في عيد رأس السنة.

ويبيّن أن تلك الجماعات تحاول الوصول للطُقس الأهم، وهو تقديم القرابين حيوانية في المسجد الأقصى في موسمها، وهذا سيمثل عندهم ذروة إقامة الطقوس داخل المسجد، وفي نفس ذلك الوقت هي تعمل على تأسيس موقع خاص لها داخل المسجد.

ويرى "معروف" أنه في حال نجحت هذه الجماعات في مخططاتها، فإنها ستطالب في الخطوة التالية التي تتمثل بتقسيم المسجد، واقتطاع جزء منه وتخصيصه بالكامل لصالح هذه الجماعات المتطرفة، وصولًا لهدفهم الاستراتيجي بالسيطرة الكاملة عليه وإزالة المعالم الإسلامية كافة فيه وعلى رأسها قبة الصخرة.

السيطرة على "الأقصى" كاملًا..

من ناحيته، يقول نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات، إن استغلال "رأس الشهر العبري" لتكثيف اقتحامات "الأقصى" يدلل على نية الاحتلال بإضفاء صبغة دينية على هذه التصرفات، مؤكداً على أن الاقتحامات هي سياسية صهيونية وهي مخالفة للشريعة اليهودية فهناك فتوى يهودية تحرم اقتحام المسجد الأقصى.

ويستطرد "بكيرات" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء": "هم يريدون ربط كل اقتحام بقضايا دينية لإعطائها شرعية بهدف تحريض المجتمع الإسرائيلي على اقتحام الأقصى.

ويشرح لنا أن "المستوطنين ينظمون مطلع كل شهر عبري مسيرات كانت تتم خارج مدينة القدس ثم انتقلت لتصبح داخل المدينة، والآن اقتربوا أكثر فباتت المسيرة تنطلق من حائط البراق وتطوف في محيط الأقصى، واليوم هم يطالبون بنقل المسيرة وطقوسها لداخل المسجد".

ويشير "بكيرات" إلى أن محاولة نقل جميع التفاصيل والرموز الدينية لـ "الأقصى"؛ تهدف لإنهاء القداسة الإسلامية عن المسجد، تحضيراً لمرحلة الهيكل المزعوم الذي تنوي الجماعات المتطرفة إقامته على أنقاض المسجد المبارك.

ويمضي بالقول: "حكومة نتنياهو وجماعات الهيكل بدؤوا بتسخن الموقف في القدس ظناً أن قوتهم العسكرية والأمنية ستكسر المقدسيين وستفرض واقعًا جديدًا، إلا أن المقدسيين لن يسكتوا طويلاً، فهم كالجمر تحت الرماد، وقد دافعوا وسيدافعون عن مسجدهم، ويرفضون كل الخطط التي تسعى إليها دولة الاحتلال لتكريس واقع جديد في الأقصى".

مواجهات في الأقصى.jpg
 

ويحذر "بكيرات" من احتدام الصراع أكثر، فكلما أمعنت سلطات الاحتلال في الاعتداء على "الأقصى" كلما أصبح الصراع أكبر، قائلًا: "ساحة الصراع توسعت من المسجد الأقصى لتصل إلى الضفة الغربية وغزة وربما تتوسع أكثر لتصبح عالمية، وحينها لن تستطيع دولة الاحتلال أن توقف هذا المد".

ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات يومية، وعلى فترتين (صباحية ومسائية)، ما عدا يومي الجمعة والسبت (عطلة رسمية لدى الاحتلال)، في محاولة لفرض تقسيم زماني ومكاني في المسجد.

ويدعو المقدسيون بشكلٍ دائم للحشد والرباط الواسع في القدس، وفي المسجد الأقصى خاصة؛ لإفشال كل مخططات الاحتلال وصد اقتحامات المستوطنين، في ظل دعوات أطراف في حكومة الاحتلال الجديدة إلى تغيير الوضع القائم في المسجد.