الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

خاص قراءة حدث "عقبة جبر".. مختصان: الاحتلال يسعى لوأد المقاومة بمهدها في أريحا

حجم الخط
مخيم عقبة جبر.jpg
أريحا - وكالة سند للأنباء

في مشهد لم يكن بالحسبان، تفاجأ الاحتلال الإسرائيلي في أريحا قبل عشرة أيام بمحاولة مقاومين اثنين تنفيذ عملية إطلاق استهدفت مطعمًا إسرائيليًا قرب مستوطنة مقامة على أراضي جنوبي أريحا، وانسحابهما من المكان بسلام.

هذه العملية حرّكت المياه الراكدة في المدينة "الهادئة" نسبيًا من حيث عمليات المقاومة والمواجهة المباشرة مع الاحتلال، مقارنة مع مدن الضفة الأخرى، ليتسلط الاحتلال عليها لعشرة أيام متتالية وسط حصار مطبق وإغلاق شبه تام على مدينة أريحا الحدودية.

حصار انتهى بارتقاء خمسة شهداء صباح اليوم الاثنين، من كتيبة "مخيم عقبة جبر" حيث اقتحمت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة، المخيم وحاصرت بناية سكنية؛ في محاولة لاعتقال منفذي العملية، وعلى إثره، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، أدت إلى الحصيلة المعلنة من الشهداء والجرحى.

والشهداء الخمسة هم: إبراهيم وائل عويضات (27 عامًا)، ورأفت وائل عويضات (21 عامًا)، وأدهم مجدي عويضات (22 عامًا)، وثائر عويضات (28 عامًا)، ومالك عوني لافي (22 عامًا)، بالإضافة لمصابين آخرين حالتهما خطيرة، و8 معتقلين.

وعلى الرغم من عدم نجاح المقاومين بتنفيذ عمليتهم بسبب عطل مفاجئ في السلاح، إلا أن الاحتلال أراد بحصاره لأريحا وفرضه عقابًا جماعيًا على المواطنين هناك، وأد العمل المقاوم وأي نواة لخلايا أو مجموعات عسكرية فيها، وفق ما تحدث به مختصان في الشأن الإسرائيلي لـ "وكالة سند للأنباء".

"وأد المقاومة بمهدها"..

الباحث في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، يشير إلى أن الاحتلال كان معنياً بالوصول لمطلقي النار على المطعم الإسرائيلي على مفرق "الموغ" بأسرع وقت، في محاولة لقتل حالة المقاومة في أريحا في مهدها.

ويضيف "أبو علان": "من المتعارف عليه أن منطقة أريحا هي منطقة هادئة قياساً ببقية المدن الفلسطينية، لذلك فالاحتلال لا يريد اتساع ظاهرة المقاومين المسلحين في مدينة أخرى بعد جنين ونابلس".

وبشكل عام، تعد أريحا ومنطقة الأغوار بنك أهداف ضخم للمقاومين، فهي محاطة بعدد من المستوطنات الإسرائيلية، وسط انتشار أعداد كبيرة من المستوطنين، ما يجعلها هدف سهل للمقاومة المسلحة في المنطقة، وفق "أبو علان".

ويتابع: "إضافة لذلك، فقرب أريحا من خط (90)، وخط القدس - البحر الميت، يجعلها بنك أهداف ثمين للمقاومين فالمستوطنون يستخدمون هذه الشوارع بشكل كبير جداً".

على ما سبق، شدد الاحتلال قبضته وحصاره على أريحا وعلى مخيمها طيلة عشرة أيام، ونفذّ عمليته باغتيال المقاومين الخمسة وإصابة عدد آخر، بحسب قوله.

من جانبه، يوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أنّ الاحتلال الإسرائيلي وصل لمرحلة في التعاطي مع الضفة الغربية من منطلق حسم الصراع، عبر إنهاء أي مظاهر مسلحة في مدنها، وبالتالي حسم هذا الموضوع بشكل كلي.

ويردف: "الاحتلال وصل لقناعة بأنه حان الوقت لإتمام وإكمال المشروع الإسرائيلي في الضفة من حيث الاستيطان والقضايا الأخرى، ويعتمد في ذلك العامل الدولي والإقليمي المنشغل بقضايا غير القضايا الفلسطينية، إضافة إلى الواقع الفلسطيني الداخلي السيء".

ويتابع: "اليوم لا يوجد هناك رؤية مغايرة للرؤية اليمينية المتطرفة المتعلقة بالصراع مع الفلسطينيين، وتم تغييب القضية عن أروقة النقاش الداخلي في الكنيست، وذلك بسبب الأزمات الداخلية التي تعصف بحكومة الاحتلال كبيرة إلى حد بعيد".

ويلفت "أبو عواد" إلى أنه ورغم وضوح الرؤية التكتيكية لدى الاحتلال، إلا أن الرؤية بعيدة المدى غير واضحة، متسائلا: "هل يستطيع الاحتلال التعايش مع مثل هذه الأحداث في الضفة الغربية من العمليات المتكررة والانزلاق نحو حل الدولتين؟".

ويستدرك: "كل هذه الأسئلة مطروحة دومًا على طاولة النقاش الإسرائيلي، لكن إلى الآن دون إجابات وبالتالي المأزق الإسرائيلي على الأقل لا يقل عن المأزق الداخلي الفلسطيني".

تجدر الإشارة إلى أنّ مخيم عقبة جبر في أريحا، شهد اقتحامات متتالية منذ مساء يوم 28 يناير/ كانون ثاني المنصرم (موعد عملية إطلاق النار) وحتى اليوم بهدف الوصول للمطاردين، وفي كل مرة كانت تُواجه القوات الإسرائيلية، بمقاومة شرسة تمتد لساعات، ويتشارك فيها مسلحون من مختلف الفصائل.