الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

كيف تواجه قرى جنوب نابلس عصابات المستوطنين وجرائمهم؟

حجم الخط
334876203_536483165310324_2690120813597491030_n.jpg
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لم يقف أهالي قرى جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، مكتوفي الأيدي أمام الهجمات والجرائم التي نفذتها عصابات المستوطنين الأسبوع الماضي، محاولين التصدي لهم وحماية أنفسهم ومنازلهم وممتلكاتهم، التي أصبحت تحت نيران المستوطنين.

بصيحات التكبير والحجارة، يواجه الفلسطينيون قطعان المستوطنين، في حين عملت بعض المناطق على تنظيم مجموعات حراسة، وأخرى عادت لفعاليات الإرباك الليلي لصد المستوطنين.

ولم يشبع نهم غلاة التطرف الإسرائيلي من سيل النار التي اجتاحت بلدة حوارة وقرى جنوب نابلس الأحد الماضي، وخلفت خسائر فادحة بالممتلكات عدا عن الإصابات وحالة الرعب التي أصابت المواطنين جراء هجوم مئات المستوطنين على منازلهم ومحالهم التجارية.

ودعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء الماضي، إلى "محو" بلدة حوارة جنوبي نابلس، وقال خلال خطاب ألقاه في مؤتمر اقتصادي: "دولة إسرائيل يجب أن تفعل ذلك، وليس الأفراد"، في إشارة إلى المستوطنين الذين هاجموا حوارة.

التصدي بالحجارة والتكبير..

مدير مكتب صحيفة الحياة الجديدة بنابلس الصحفي رومل السويطي، الذي يسكن الحي الشمالي ببلدة حوارة، واجه هو وأحد أقربائه هجوم المستوطنين على محيط منزله، ونجحوا بالتصدي لهم ومنعهم من ارتكاب جريمة بحق عائلته.

وعن تفاصيل المشهد يتحدث لـ "وكالة سند للأنباء": "صعدنا لسطح المنزل، وتمكنا من الدفاع عن منازل العائلة بالحجارة والتكبير والصراخ لإخافة المستوطنين الذين تجاوز عددهم 200 مستوطن كانوا وكأن الموت يقطر منهم".

ويضيف: "ظللنا في حراسة البيوت لاحقًا من سطح البيت لثلاثة ليال في وضع يشوبه الرعب والقلق والاستعداد لمواجهة الموت في أية لحظة، كانت ساعات وأوقات كما في الأفلام، كان مركز إرهابها وسط البلدة وامتدت نيرانها الرئيسة نحو الحي الشمالي الذي دفع فاتورة باهظة في الممتلكات والهلع النفسي على وقع الدفاع المحدود عن النفس".

ويصف "السويطي" تصدي أهالي حوارة لهجمات المستوطنين بالقول: "يتصدى الأهالي هنا للمستوطنين بشرف، كنا عزّل لا نملك إلا الحجارة والتكبير في وجوههم".

وفي حديثه عن لجان الحراسة وحماية البلدات الفلسطينية، يقول: "الإمكانيات المتاحة في قرى جنوب نابلس وظروفها، تعتمد على الجهود الذاتية بحماية كل عائلة لبيتها وممتلكاتها، بصدرورهم العارية وبنظام الفزعة الذاتية".

واستشهد المواطن سامح أقطش من بلدة زعترة المجاورة لحوارة خلال هجوم المستوطنين، في حين أصيب ما يزيد عن 390 فلسطينياً بالاختناق والرضوض والضرب، وإحراق عشرات المنازل والمركبات، وواجهات البنايات.

وقدّرت بلدية حوارة الخسائر الناتجة عن اعتداءات المستوطنين بـ 18 مليون شيكل، بينما تواصل قوات الاحتلال تشديد إجراءاتها على الحواجز المحيطة بنابلس، وبالتحديد حاجزي حوارة وزعترة جنوبًا.

وتعتبر حوارة الشريان الرئيسي الواصل بين محافظات شمال الضفة ووسطها وجنوبها، عدا عن كونها محطة تجارية لقرى جنوب شرق نابلس، ويسكنها حوالي 8 آلاف فلسطيني، وتبلغ مساحتها 9 آلاف دونم، وفق رئيس بلديتها الأسبق وجيه عودة.

ويشير "عودة" لوجود أكثر من 20 نقطة عسكرية في شوارع البلدة وأبنيتها، بينهم قناصة في نقاط حساسة من البلدة وإطلالتها على الشارع الرئيس.

ويردف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "المستوطنون وقوات الاحتلال تحمل تحقد على حوارة منذ معركة العلم أواخر 2022، وأضيف لهذا الحقد الرغبة بإزالة الحي الشمالي القريب من الشارع الالتفافي، وهو ما اتضح في خطاب الكراهية والقتل لوزير مالية الاحتلال بمحو حوارة من الخريطة".

جهود فردية..

من جهته، يقول مسؤول ملف الاستيطان غسان دغلس لـ "وكالة سند للأنباء"، إن جيش الاحتلال مهّد للحريق الكبير قبل ساعة من موعده بإغراق حوارة بالغاز والاعتداء على الناس والممتلكات وحاصر المواطنين في بيوتهم وهو ما ترك الحي الشمالي تحديدًا مكشوف الظهر.

ويضيف: "عمل المستوطنون على تنظيم عدوانهم عبر مجموعات كبيرة موزعة بين النهب والتكسير والحرق، فيما كان جنود الاحتلال يحولون بين إنقاذ الأهالي لبعضهم البعض وتركهم هدفًا لجرائم المستوطنين".

وعن دور لجان الحماية في حراسة والقرى المحاذية للمستوطنات، يبيّن "دغلس" أنها ليست كسابقاتها في الأعوام الماضية، وباتت أشبه بجهود ذاتية وفردية، "بينما القوة العسكرية والسلاح بيد الجيش والمستوطنين".

مجموعات حراسة

وفي بلدة بورين وأطرافها الممتدة، اختلفت المواجهة مع المستوطنين وقوات الاحتلال، حيث توزّع الأهالي والشبان على شكل مجموعات تصل إلى 40 فردًا في كل هدف متوقع للعدوان، وهو ما فاجأ المستوطنين بجهوزية أهالي البلدة، وفق الناشط في حقوق الإنسان منير قادوس.

ويقول "قادوس"، وهو من بلدة بورين، إحدى القرى التي تتعرض بيوتها لعدوان المستوطنين، إن روايات وشهادات الأهالي تؤكد أن الجنود كانوا يدعمون المستوطنين ويساندونهم.

ويستدرك: "لكن جهوزية المواطنين للتصدي قلبت الكفة لصالح الأهالي وأجبر المستوطنين على التراجع والانسحاب من محيط البيوت، ومنها بيت شقيقي".

إرباك ليلي..

وفي قرية بيتا، يرفع الناشطون وأهالي البلدة شعار "إن عدتم عدنا"، في إشارة لعودة فعاليات الإرباك الليلي الذي اتخذه أهالي البلدة شكلًا من أشكال المقاومة ضد إقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية على قمة جبل صبيح قرب بيتا.

وعن ذلك يخبرنا الصحفي مجاهد بني مفلح، وهو أحد سكان البلدة: "فعاليات الإرباك الليلي مرتبطة حاليا بتواجد المستوطنين في بؤرة أفيتار بعد توقفها لأكثر من عام، وهي مرشحة للتصاعد في حال عودة المستوطنين".

واستعرت فعاليات الإرباك الليلي خلال الأيام الماضية في بلدة بيتا، في أعقاب تواجد عشرات المستوطنين وانعقاد مؤتمر صحفي لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، حيث اندلعت مواجهات عنيفة من نقطة الصفر مع المستوطنين بحماية ودعم جيش الاحتلال.

والخميس الماضي، أقام عضو الكنيست من حزب "الصهيونية الدينية"، تسفي سوكّوت، مكتبًا برلمانيًا في البؤرة الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بيتا، وذلك بعدما أخلى الجيش الإسرائيلي المستوطنين منها في تموز/ يوليو 2021.