الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

أريحا والأغوار.. ساحة بطولة فلسطينية فاجأت الاحتلال وأوجعته

حجم الخط
334959196_184983070921042_7662371888347570463_n.jpg
غزة- أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

رغم طابع الهدوء الذي يغلب على مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، وبُعدها عن دائرة الأحداث، إلا أنها أظهرت عملًا فدائيًا مفاجئًا بأبعاده زمانًا ومكانًا، وبطريقة لم تشهدها المدينة المعروفة بهدوئها، وبعدها عن الاحتكاك المباشر مع الاحتلال، فصارت فيه حديث الساعة.

نفّذ مقاومون عملية إطلاق نار في 3 هجمات متتالية في "شارع 90" قرب أريحا، يوم 27 شباط/ فبراير الماضي، قتل خلالها مستوطن، قبل أن يتمكن المنفذان من الانسحاب باتجاه أريحا.

عقب العملية، فرض جيش الاحتلال حصارًا على مدينة أريحا ومخيماتها، وأغلق كافة مداخلها في إطار عمليات تمشيط ومطاردة بحثًا عن المنفذَين، ليعلن بعد أيام تمكنه من الوصول لهما في عملية عسكرية واسعة نفذها في مخيم عقبة جبر، استشهد خلالها الشاب محمود حمدان (22 عامًا) واعتقل ثلاثة آخرين.

وأمام الواقع الجديد في مدينة أريحا ببعُديها الجغرافي والسياحي المهمين، يتفق خبراء سياسيين وأمنيين في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، على أهمية العمل المقاوم في أريحا، كونها منطقة حدودية وإمكانية وصول السلاح للمقاومين في تلك المنطقة، مشيرين إلى أن المقاومة في أريحا فاجأت الاحتلال وباغتته في المكان والزمان.

عقبة جبر شهدائ.jpg
 

ظهور مفاجئ

الكاتب في الشأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إن المفاجأة في عمليات المقاومة الأخيرة في أريحا تكمن في طبيعة المنطقة الهادئة، كونها منطقة حدودية، ويمر منها الطريق الوحيد باتجاه معبر الكرامة.

وتعتبر أريحا نقطة التصدير الأساسية من الضفة الغربية باتجاه الخارج والأردن، الأمر الذي جعل منها من أكثر المناطق هدوءًا في الضفة لفترة طويلة، وفق "عبد الرحمن".

ويستطرد: "رغم تفاوت الإمكانيات بين نابلس وجنين وأريحا، فإن انضمام أريحا لنابلس وجنين، سيزيد من حجم المشكلات الأمنية التي تواجه سلطات الاحتلال".

ويعلَّل "ضيف سند" ظهور "كتيبة عقبة جبر" في أريحا التي توصف بأنها ذات ثقل أمني للاحتلال، ويحاصرها بمستوطناته ومعسكراته، بأن "المحفز الأكبر لمقاومة الاحتلال هو ممارساته وجرائمه، وحيث تستمر هذه تتصاعد المقاومة".

وبالرغم من أن الاستيطان نهش أكثر من 80% من أراضيها، واعتقاد الاحتلال أنها منطقة لن تحدث بها عمليات فدائية، إلا أن أريحا فاجأته بدخولها على الخط المقاوم.

ويصف "عبد الرحمن" ما يجري على الأرض: "الاحتلال كان يركز كل قواته على مدن شمال ووسط الضفة والقدس، وفوجئ بعمليات المقاومة من جهة الشرق، دون وجود معلومات استخبارية تنبئ بحدوث عمليات فدائية".

ويتابع: "اشتعال ساحة أريحا مهم في هذه الفترة، خصوصًا إذا كان هناك عملًا منظمًا لفصائل المقاومة مثل كتيبة عقبة جبر، التي نفذت عمليتين ضد الاحتلال".

ويرى ضيفنا أن ما يطيل عمر مقاومة أريحا رغم كل الظروف هو "سريتها"، مضيفًا: "أريحا بموقعها الجغرافي وقربها من الحدود الأردنية، منطقة مهمة، خصوصًا إذا علمنا أنه من الممكن إيصال السلاح للضفة من حدودها الشرقية، فالمجهول هو عنوان العمل فيها".

وكانت المحافظة التي تمثّل رُبع مساحة الضفة، شاهدًا على سلسلة من العمليات التي أوجعت الاحتلال وأسفرت عن عشرات القتلى، وفق "عبد الرحمن".

ويردف: "قرب أريحا من الحدود من جهة، والتصاقها بنابلس المقاومة من جهة أخرى، ساعدها على تنفيذ عشرات العمليات النوعية فيها".

ويستطرد: "أريحا على مستوى النظرة الأمنية، هي كباقي المدن الفلسطينية تمثل مشكلة بالضفة الغربية، في ظل إرباك شديد على مستوى المنظومة الأمنية لدي الاحتلال".

ويرجح الكاتب تصاعد العمليات الفدائية مستقبلًا بالضفة في ظل ازدياد الجبهات المفتوحة، إذا انضمت مدن جديدة لخيار المقاومة كجنين ونابلس اللتان تشكلان المعضلة الأساسية للاحتلال في هذه الفترة، تبعًا لقوله.

تحديات وصعوبات

وعلى صعيد التسليح، يشير "عبد الرحمن" إلى أن مدن الضفة المنتفضة تواجه تحديات على مستوى التسليح وقلة الأفراد المنتمين للمجموعات والكتائب المسلحة.

ويُبين: "معظم ما يتوفر للمقاومين بالضفة هي بنادق ليست ذات فعالية كبيرة مقابل قوات الاحتلال الإسرائيلي".

ويُشير: "هذه التحديات يمكن تجاوزها بما يدفع لتطوير العمل المقاوم بمدن الضفة المختلفة، في ظل محاولة الاحتلال أن يضبط إيقاع العمل المقاوم، فهو لا يريد أن تنضم مدن جديدة لقافلة العمل المقاوم، كالخليل بموقعها الجغرافي والسلاح العائلي المتوفر فيها".

ويعتقد ضيفنا، أن انضمام أريحا لجنين ونابلس، وربما مستقبلًا رام الله بالوسط، وقلقيلية شمالًا، والخليل جنوبًا، سيضع الاحتلال في ورطة أكبر مما هو عليها الآن.

مشيرًا إلى أن الأمور مرشحة للتصعيد في الأشهر الثلاثة القادمة بعد قمة العقبة وتطبيق مخرجاتها على أرض الواقع.

عقبة جبر.jpg
 

ملجأ المقاومين

من ناحيته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "القدس- أبو ديس"، أحمد عودة "، أن أريحا شكلت قديمًا إحدى نقاط الارتكاز للثورة الفلسطينية، وتعد نقطة تمركز وانطلاق للداخل.

ويوضح خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، "أن شارع 90 الاستيطاني قرب أريحا، يُعتبر أحد الخطوط الرئيسية والمهمة التي تربط شمال فلسطين المحتلة مع جنوبها، حيث المرور المكثف للمستوطنين على هذا الشارع".

ويُشكل شارع 90 عامل ضغط على الاحتلال؛ لحاجته لأعداد كبيرة من الجنود والدوريات عليه، مما يزيد من الضغوط الأمنية عليه.

ويقول "عودة": "لطالما كانت الأغوار على اتساعها قبلة للمجاهدين في تنفيذ عمليات نوعية أرّقت الاحتلال، رغم ما تشهده من تشديدات أمنية وعسكرية كبيرة لتأمين المستوطنات الممتدة على الأراضي الفلسطينية".

ويلفت النظر إلى أهمية ساحة الأغوار للعمل المقاوم؛ من حيث تهريب الأسلحة من الأردن، وتوفير الغطاء الأمني للمقاومين في باقي المناطق.

ولم يُغفل أستاذ العلوم السياسية دور الحاضنة الشعبية، التي بدت داعمة للمقاومين وبقوة، وعملت على استنهاض الجماهير في منطقة الأغوار للانخراط في العمل المقاوم بشتى الوسائل.

ويختم بالقول: "نحن نعيش معركة عقول، يثبت فيها الفلسطيني بأنه يتفوق على الإسرائيلي من خلال إرادته وشجاعته، واستغلاله نقاط قوته كمقاوم ونقاط ضعف خصمه المحتل".

وبرزت المقاومة في أريحا، عقب محاولة مقاومَين تنفيذ عملية إطلاق نار في 28 كانون ثاني/ يناير الماضي، على مطعم للمستوطنين قرب المدينة، وإعلانهم فيما بعد عن مسئوليتهم عن العملية تحت اسم "كتيبة عقبة جبر".

وفي 6 شباط/ فبراير الماضي، حاصرت قوات الاحتلال أعضاء الكتيبة واغتالتهم، ليعلن عن استشهاد 5 شبان واحتجاز جثامينهم، واعتقال مقاوم آخر بعد إصابته.