رغم تكاليف رحلة العمرة المرتفعة بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة مقارنة مع ظروفهم الاقتصادية العامة، إلا أنهم يصرون على تأدية مناسك العمرة لما فيها من أجواء روحانية، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

ولا يختلف الأمر كذلك عن موسم الحج، الذي بلغ عدد المسجلين في البرنامج الإلكتروني أكثر من 42 ألف مواطن، وفق ما أعلنت عنه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

وساهم نظام التقسيط الذي بدأ العمل به مؤخراً بغزة في زيادة إقبال المواطنين على العمرة، حيث يكون السداد بدفع مبلغ مالي قيمته 150 شيكلًا شهريًا، وبدون دفعة أولى، ويُتاح للمعتمر اختيار آلية التقسيط التي تناسب ظروفه.

وتضع البنوك العاملة في القطاع بين يدى المعتمر ثلاثة خيارات لنظام التقسيط وهي "5% يكون التسديد على مدار عام، و10% على مدار عامين، 15% ثلاثة أعوام".

 

ويبلغ عدد شركات الحج والعمرة المؤهلة والمرخصة في قطاع غزة 70 شركة، وفي محافظات الضفة 91 شركة.

حُلم العمر رغم الغلاء..

غلاء أسعار العمرة في غزة مقارنة بأسعار الدول الأخرى، لم يمنع المواطن خالد كمال من تحقيق حلم يصبو إليه، فهو يدخر مبلغًا من المال منذ سنوات، ليتمكن أخيرًا من التسجيل لدى إحدى الشركت لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان القادم.

ويقول "كمال" لـ "وكالة سند للأنباء" إنّه وبالرغم من ارتفاع الأسعار التي يصفها البعض بـ "غير المعقولة" إلا أنّه أصرّ على تحقيق حمله والتمتع بزيارة مكّة والمدينة المنورة في أعظم الشهور، مضيفًا: نحاول الترفيه عن أنفسنا في ظل ما نمر به من ظروف قاهرة، برحلة روحانية لبيت الله.

وتوافقه الرأي المواطنة سناء فضل، والتي ترى أن الإقبال على موسم العمرة جاء لما يعيشه الناس من كبت وحصار في قطاع غزة، ومحاولة معايشة الأجواء الرمضانية في الحرم المكي والمدينة المنورة.

وتعتقد "سناء" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أن خطوة إتاحة شركات العمرة لبرنامج التقسيط ساهم في زيادة عدد المسجلين، رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية، مردفة: "أمام الكعبة وقبر الرسول المال لا يسوى شيء".

أسباب الارتفاع..

من جانبه يقول رئيس جمعية شركات الحج والعمرة في قطاع غزة عوض أبو مذكور، إن إقبالًا ملحوظًا شهده موسم العمرة هذا العام في قطاع غزة رغم الغلاء، موضحًا أنّ عدد المعتمرين في القطاع منذ بداية الموسم في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني، وحتى نهاية فبراير/ شباط الماضيين 5517 شخصًا.

 

وعن ارتفاع الأسعار يتحدث "أبو مذكور" لـ "وكالة سند للأنباء" عن الأسباب مرجعًا ذلك إلى ارتفاع تذاكر الطيران، وغلاء أجرة الفنادق في مكة والمدينة المنورة ومضاعفة الأسعار عن العام الماضي.

ويلفت إلى أنّ أجرة الغرفة في المدينة كانت في العام الماضي 250 ريال سعودي، أما هذا العام فقد بلغت 600 ريال سعودي، وفي مكة كانت أجرة الغرفة 400 ريال واليوم 800 ريال.

أما الأعداد المتاحة للعمرة من القطاع كانت بمعدل 612 شخصًا كل أسبوعين _وفق ضيفنا_ وبسبب الإقبال الكبير ورغبة الغزيين بأداء المناسك رغم ارتفاع الأسعار، طلبت وزارة الأوقاف من السعودية زيادة العدد في شهر رمضان، بحيث يصبح 612 معتمرًا كل أسبوع، وتمت الموافقة على ذلك.

وعن مواعيد رحلات شهر رمضان المبارك وأسعارها، يُبيّن أن رحلة 11 رمضان ستستمر حتى السادس من شهر شوال، بمعدل 24 يومًا بمعنى أنها رحلتين بسعر1800 دينار، وهناك رحلة ستغادر في 11 رمضان أيضًا لكن سيعود المعتمرين فيها بتاريخ 28 رمضان، ومبلغها 1550 دينارًا.

 

وفيما يتعلق برحلة الحج فقد جرى أمس السبت الإعلان في مدينة غزة عن أسماء المقبولين في قرعة الحج هذا العام والعام المقبل، بحضور وزير الأوقاف حاتم البكري.

ويلفت "أبو مذكور" النظر إلى أنّ أسعار الحج لا يمكن تحديدها هذه الأيام، وإنما بعد إجراء عقود السكن والطيران وعقود النقل البري، وعقود النقل الداخلي في السعودية.

قرعة الحج..

من جانبه، يقول مدير دائرة الحج والعمرة في وزارة الأوقاف عادل الصوالحة، إنّه تم اختيار 2508 أسماء من قطاع غزة لموسم الحج هذا العام منهم قرابة 500 مؤجلين من العام الماضي، فيما بلغ عدد حجاج قرعة العام القادم 2400 حاج.

ويُتابع "الصوالحة" لـ "وكالة سند للأنباء" إنه تم فتح باب التسجيل للمواطنين في كافة مناطق قطاع غزة لموسمي حج  1444هـ و 1445هـ في التاسع والعشرين من شهر يناير/ كانون ثاني الماضي ولمدة أسبوعين.

ويُشير إلى أنّ الوزارة فتحت باب التسديد لرسوم التسجيل للقرعة بمبلغ قدره 1500 دينار أردني، وذلك لإثبات جدية التسجيل، على أن يتم إرجاع الأموال لمن لم يحالفهم الحظ لهذا العام بمجرد الانتهاء من القرعة.

 

أما الأسعار في الضفة الغربية، يقول مدير دائرة الحج والعمرة في الضفة محمود حمد، إنه لا يوجد تسعيرة محددة لرحلات العمرة هناك، حيث تبدأ الأسعار من 200 دينار إلى 2500 دينار.

ويرجع حمد في حديث لـ "وكالة سند للأنباء"، اختلاف الأسعار لوجود نقل بري ونقل جوي، وكذلك طبيعة باص النقل ودرجته، وطبيعة المكان المستأجر للسكن بجوار الحرم، أو مدى بعده عن الحرم المكي، مشيراً إلى أن تسعيرة الحج تتم بعد استكمال إجراءات استئجار السكن والنقل.

ويُردف، أن الدور الذي تلعبه الوزارة في هذا الإطار (أسعار الرحلات) هو إشراف فقط، ويرجع الأمر لبرامج الشركات من حيث التكلفة والأسعار، منوهًا إلى أنه في شهر رمضان ترتفع الأسعار بسبب ارتفاع سعر أجرة الفنادق والنقل الداخلي في السعودية.

ويشير إلى الاستعدادات لموسم الحج حيث يوجد لجنة سكن، ولجنة استئجار حافلات، ويتم تشكيل لجنة من جهات الاختصاص كافة، التي بدورها تغادر للسعودية بغرض استئجار السكن في مكة والمدينة، وتقديم الخدمات للحجاج في السعودية مع وزارة الحج السعودية.