الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

تحليل هل المواجهة العسكرية بغزة حتمية في رمضان؟

حجم الخط
المواجهة في رمضان
غزة - وكالة سند للأنباء

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تعود للأذهان معركة "سيف القدس" التي خاضتها فصائل المقاومة في قطاع غزة، رداً على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس وتنظيم مسيرة الأعلام في رمضان عام 2021.

وبات التساؤل الأشهر في غزة "هل ينتظر أهلها تكرار هذا السناريو، رمضان القادم خاصة مع تصاعد وتيرة الانتهاكات في القدس والمسجد الأقصى؟".

"وكالة سند للأنباء" بحثت في هذا التقرير فرص اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزة في ظل تزايد حدة تصريحات قادة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تشي بمضيها قدماً نحو مزيد من الانتهاكات بحق "الأقصى" خلال الشهر المبارك.

في هذا الإطار حذر نائب القائد العام لـ "كتائب القسام" مروان عيسى من أن أيّ تغيير في الوضع القائم بالمسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال، قائلًا: "إن إتاحة الفرص للمقاومة في الضفة الغربية لا يعني تركها، ولا يعني بقاء غزة صامتة، وسيكون التدخل مباشرًا حينما يستدعى الأمر".

تهديدات "عيسى" جاءت بعد يومٍ من تصريحاتٍ مشابهة نشرها موقع "حماس" الرسمي لنائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري والتي قال فيها إن "صبر حركته على الاعتداءات الإسرائيلية بدأ ينفذ، وأنها ستكون عند ثقة شعبها بها".

وأكد "العاروري" أن الفلسطينيين سيواجهون بردٍ قويّ محاولات الاحتلال توظيف شهر رمضان لفرض سياستها في القدس، عبر السماح للمستوطنين بأداء طقوسهم، مشددًا على ضرورة تعزيز بيئة المقاومة المتصاعدة في الضفة وحمايتها.

محددات مهمة..

الكاتب والمحلل السياسي أحمد الكومي، يرى أنه من الضروري تثبيت محددات مهمة عند الحديث عن قرار دخول المقاومة في غزة مواجهة عسكرية مع الاحتلال من عدمه، في ظل التطورات الحاصلة في الضفة والقدس، الأول أن أي مواجهة تقرر المقاومة خوضها تكون مرتبطة بالاحتلال وسلوكه ضد شعبنا في كافة أماكن تواجده.

ويبيّن الكومي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن المحدد الثاني يتمثل في أن المواجهات التي خاضها الفلسطينيون ومقاومتهم في غزة والضفة تأتي في إطار الدفاع عن النفس لصد العدوانات الإسرائيلية.

أما المحدد الثالث، فهو استراتيجية المقاومة حاليًا، وهي إعطاء الفرصة للضفة الغربية لتثوير نفسها وقيادة الحالة النضالية وتصدر المشهد الفلسطيني، الأمر الذي يزعج الاحتلال ويقلقه كونه يدرك الموقع الاستراتيجي التي تشكله الضفة في خارطة النضال، من وجهة نظر "الكومي".

ويعتقد "الكومي" أن المقاومة تسير وفق استراتيجية مراكمة القوة وتأخير أي مواجهة، من أجل الحفاظ على ما أسماه "توزان الردع" الذي حققته في مواجهة مايو/ أيار 2021 وفي ذات الوقت توفر حالة إسناد ودعم لحالات المقاومة بالضفة والقدس، وبالتالي فهي مشاركة بطريقة أو بأخرى في المعركة الدائرة هناك.

وفي ضوء ما يجري يوضح أنّ غزة شريكة في حالة المواجهة التي تشهدها الضفة والقدس، لما توفره من جبهة إسناد ودعم، والأهم أنها تكبل يد الاحتلال من الاستفراد بالضفة والذهاب نحو خيارات عسكرية فجّة، وهو ما صرّح به مسؤولون أمنيون إسرائيليون.

ويُتابع أن "المقاومة تريد الحفاظ على وحدة العمل المقاوم بكل أشكاله في جميع الساحات، وتوفير الدعم لأي جبهة، وتغيير معادلات يحاول الاحتلال فرضها، وإفشال مخططاته بفصل الساحات والاستفراد بكل جبهة لوحدها".

برميل بارود..

ويتفق المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، مع سابقه، حول أن غزة تحافظ على مبدأ وحدة الساحات الذي ثبته في معركة مايو 2021.

لكنه يرى أنه لا يوجد احتمالية أو فرص اندلاع مواجهة مع غزة في الوضع الحالي، كون المقاومة تسير وفق معادلة هدوء من أجل ترتيبات خاصة بها من إعداد ومراكمة وما تجهزه من حدث كبير.

ويقول بشارات لـ "وكالة سند للأنباء" إن "غزة ليس لديها نية لخوض مواجهة في رمضان، لكن المواجهة مرتبطة بأحداث الضفة والقدس، ففي حال تطورت الأوضاع هناك لن يكون هناك ما يمنع غزة من دخولها".

ويرجح سيناريو إقدام وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير تنفيذ حماقاته داخل المسجد الأقصى، والتي ستكون بمثابة تفجير لبرميل البارود الذي لا يُعرف مدى أبعاد الشظايا التي سيغطها، وغالبًا ستكون كبيرة وتؤثر على المنطقة بأكملها.

وتبعًا لبشارات ففي حال اندلاع مواجهة مع غزة سيكون سقفها أكبر بكثير من السقف الذي حققته في مايو 2021، وسيكون مهيئ لأحداث قادمة مستقبلاً.

عدوان غير مسبوق..

بدوره يشير المختص في شؤون القدس زياد ابحيص، إلى أن الاحتلال يحاول استخدام ما يُسمى بعيد "الفصح العبري" لإثبات أن المسجد الأقصى مكان مقدس مشترك بين المسلمين واليهود.

ويضيف ابحيص في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "جماعات الهيكل"، هدفها المركزي في رمضان، ذبح القربان داخل ساحات الأقصى، ومواصلة الاقتحامات بأكبر عدد من المستوطنين، ومنحهم حرية التجول في المسجد، وأداء الطقوس التلمودية أثناء الاقتحام لتكريس أن لديهم حق متساوٍ مع المسلمين.

ويرى أن رمضان سيشهد عدوانًا غير مسبوق على "الأقصى"، إذ يحاول الاحتلال تحويل الحضور اليهودي إلى المسجد، من "زيارة" إلى ما يُسمى "عبادة".

ويُقدّر أن المقاومة ذاهبة إلى تصعيد واسع ضد الاحتلال الذي يحاول تصفية هوية القدس والأقصى، كون الوقائع مشابهة نوعًا ما لما سبق مواجهة مايو 2021، موضخًا أن إمكانات الاحتلال لا تسمح بهذه التصفية، وبالتالي سيكون للمقاومة تحدي ومواجهة قادرة أن تنتقل من منع التصفية والدفاع إلى الهجوم كما حدث في "سيف القدس".

ويورد أن "الاحتلال إذا ما بادر لمواجهة فهو يرتكب حماقة لأنه يحاول تحقيق شيء لن يستطيع تحقيقه، وبالتالي يفتح الباب وتحويل هذه المعركة من الدفاع إلى الهجوم وفرض تراجعات جديدة عليه".

ويشدد على ضرورة العمل على حماية هوية "الأقصى" من التهويد، بفتح باب الاعتكاف منذ اليوم الأول لرمضان، والرباط اليومي من أهالي القدس والضفة والداخل المحتل، وكل من يستطيع الوصول إليه.

إضافة لذلك، يؤكد "ضيف سند" على ضرورة تكثيف الرباط أيام اقتحام ما يُسمى بـ"الفصح العبري" من 15 – 21 رمضان، مردفًا: "لا بد أن تكون جميع الساحات إلى جانب ساحة الأقصى، وأن يدرك الاحتلال أن ثمن العدوان على الأقصى سيكون غاليًا".

وبناء على ما سبق فإن جميع المؤشرات تدلل أن الاحتلال أمام استحقاق كبير خلال شهر رمضان القادم، فقد تكون المواجهة في ساحة الضفة الغربية مع صعود الحالات الثورية مثل "عرين الأسود" وغيرها من الكتائب المسلحة هناك، أو تأتي من الداخل كما حدث في هبة الكرامة نصرة لـ "الأقصى"، أو تكون مجتمعة بين الضفة والقدس وغزة.