اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة على المصلين الفلسطينيين المتواجدين في باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، بعد اقتحام المصلى القبلي لإخراج المعتكفين منه بالقوة؛ ما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات.

وقالت مراسلة "وكالة سند للأنباء" إن شرطة الاحتلال اعتلت سطح المصلى القبلي قبيل اقتحامه وحطمت عددًا من نوافذه وألقت عبرها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على المعتكفين داخله، ما أدى لوقوع إصابات في صفوفهم.

وأضافت أن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على المعتكفين قبل أن تُخرجهم بالقوة من المسجد، كما اقتحمت العيادة الطبية الملاصقة للمصلى القبلي.

وأظهرت مقاطع فيديو تعرض المعتكفات في المسجد الأقصى؛ للضرب المبرح وإطلاق قنابل الغاز السام صوبهن في محاولة لإخراجهن بالقوة، وهن يستغثن "يا الله..يا الله".

وصرّح الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمه تعاملت مع ١٢ اصابة خلال المواجهات التي اندلعت في محيط المسجد الأقصى وخارج أسوار المدينة، موضحا أنه تم نقل ٣ إصابات للمستشفى لتلقي العلاج.

وأشار الهلال الأحمر إلى أنّ الاحتلال منع الطواقم الطبية من الدخول لـ "الأقصى" لنقل المصابين، معلنًا رفع درجة التأهب لدى مركز إسعافه بالقدس للدرجة القصوى واستنفار جميع طواقمه ومتطوعيه.

وذكرت مراسلتنا إلى أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال تتواجد في محيط المصلى القبلي وتمنع الفلسطينيين من الدخول إليه، لكنهم تمكنوا لاحقًا من أداء صلاة الفجر عند باب الأسباط.

 

بدورها هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن عدد المعتقلين الفلسطينيين من داخل المسجد الأقصى ومحيطه يتراوح بين 400 و500 معتقل حتى اللحظة.

وأوضح محامي مركز معلومات وادي حلوة بالقدس فراس الجبريني، أن جميع المعتقلين نُقلوا بالحافلات الى مركز "عطروت" للتحقيق معهم، لافتًا إلى أنه سيتم الإفراج عن معظمهم، بشروط أبرزها الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

علمًا أن المعتكفين كانوا يتواجدون داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، لصدّ أي استفزازات واعتداءات مرتقبة للمستوطنين، على خلفية محاولات منظمات "الهيكل" المزعوم، إدخال "قرابين الفصح" لباحات المسجد، وتنفيذ اقتحامات بأعدادٍ كبيرة له خلال اليوم.
 

 

 

 

وعلى إثر ما جرى في "الأقصى" قصفت المقاومة الفلسطينية فجر اليوم، المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بعدة صواريخ على دفعات، في وقتٍ شهدت الحدود الشرقية فعاليات "إرباكٍ ليلي"، تزامنًا مع مسيرات عفوية غاضبة خرجت في شوارع غزة ومواجهات مع الاحتلال وإطلاق نار في الضفة الغربية.

وكانت فصائل فلسطينية وأوساط عربية ودولية، قد حذرت، من أن التصعيد في المسجد الأقصى وذبح القرابين خلال عيد "الفصح" العبري، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.

ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من مساء اليوم الأربعاء (5 أبريل/ نيسان)، ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته، وسط دعواتٍ مكثفة من الجماعات الاستيطانية لاقتحامات واسعة لـ "الأقصى" وذبح "القرابين" داخله، تزامنًا مع تشديدات عسكرية في القدس، وإغلاق فرضه الاحتلال على غزة والضفة الغربية.