الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

تفتح شهية المستوطنين للمزيد..

خاص انفوجرافيك نزوح تجمع عين سامية.. نكبة جديدة تنذر بالخطر المحدق ببدو الضفة

حجم الخط
اعتداءات عين سامية
رام الله - نواف العامر- وكالة سند للأنباء

مشهد لنكبة جديدة، يعيش تفاصيلها سكان تجمع عين سامية البدوي شرق رام الله وسط الضفة الغربية، بعد أن قرروا النزوح عن أرضهم جراء الاعتداءات والتهديد المتواصل بحقهم من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويبلغ عدد سكان تجمع "عين سامية" البدوي نحو 300 نسمة، موزعين على 50 عائلة بدوية، وهم يعيشون في التجمع منذ ستينيات القرن الماضي، وتعود أصولهم إلى منطقة النقب، حيث هجروا من أراضيهم في نكبة فلسطين عام 1948، ليواجهوا اليوم نكبة جديدة.

وشكّل نزوح تجمع عين سامية البدوي شرقي رام الله مفاجأة صادمة للمراقبين والحقوقيين والمهتمين، على وقع تصاعد مؤشر هجمات المستوطنين الليلية وسرقة مواشيهم، الأمر الذي قد يؤدي لفتح شهية المستوطنين لإجبار تجمعات بدوية أخرى على النزوح، وتسطير مشاهد نكبة جديدة للفلسطينيين، وفق مراقبين.

ويجمع حقوقيون وناشطون، في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن النزوح المفاجئ يمثل نكبة جديدة وتطهيرا عرقيا، ويشكّل تخوفا بنزوح تجمعات أخرى تتعرض لهجمات المستوطنين بالتواطؤ مع جيش الاحتلال وشرطته .

349411056_6224473284265800_5650105044426909813_n.png


 

تطهير عرقي..

المشرف العام لمؤسسة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، يقول إن التجمّعات البدوية الفلسطينية التي تقطن على السفوح والمرتفعات الشرقية للضفة الغربية تعيش على صفيح ساخن، وتتعرض لخطر الاقتلاع عبر سياسة التهجير القسري، الرامية للسيطرة والاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية، وطرد سكانها منها، في أكبر عملية تطهير عرقي ممنهج يحدث أمام نظر العالم.

وتنتشر غالبية التجمعات البدوية في المناطق المصنفة (ج)، ويعتبر أكثر من 90% من البدو لاجئين، ويعتمدون على تربية المواشي والزراعة بمعيشتهم، بينما انتهجت سلطات الاحتلال سياسة الحرمان تجاه التجمعات البدوية؛ بهدف ترحيلها وتهجيرها قسرًا، وفق مليحات.

عين سامية 4.webp
 

ويضيف مليحات في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "ما حدث مؤخرا من نزوح جماعي لتجمع عين سامية، جاء كنتيحة لسياسيات الاحتلال ومستوطنيه عبر ممارسات الهدم والإخلاء القسري وهجمات المستوطنين الإرهابية، بهدف اقتلاع وتشريد التجمعات البدوية، ليعيد التاريخ نفسه، ويأتي بنكبة جديدة".

ويشير مليحات، إلى أن "الاحتلال منح المستوطنين مهمة إرهاب التجمعات البدوية وقتلهم وتشريدهم، حيث يجري ذلك كله في غفلة من الزمن الفلسطيني، الذي لم يدرك حتى هذه اللحظة الوظيفة السياسية للبدو، المتمثلة بحماية الأرض".

ويسعى الاحتلال من خلال طرد البدو من تجمعاتهم، لتحقيق معادلة أكبر عدد من الفلسطينيين على أقل مساحة من الأرض، وفق ضيفنا، مردفًا: "يتم ذلك لتفريغ محيط المستوطنات وجوانب الشوارع من أي وجود فلسطيني، وستلجأ سلطات الاحتلال لإخلاء التجمعات وفقا لسلم أولويات حددته مخططات المشاريع الاستيطانية، بغية الاستيلاء على تلك المناطق وضمها للسيادة الإسرائيلية".

عين سامية 5.jpg


ويرى مليحات، أن عملية النزوح الجماعي لتجمع عين سامية البدوي، جاءت نتيجة هجمات متتالية نفذها غلاة المستوطنين ضدهم، حيث صادر المستوطنين أغنامًا لسكان التجمع ونفذوا هجمات ليلية ضدهم، تمثلت برجمهم بالحجارة، ومنعوا أغنامهم من التنقل وحصرهم في منطقة لا تزيد عن 50 كيلو متر.

وتشن ميليشات المستوطنين المسلحة اعتداءات إرهابية ضد المواطنين البدو؛ لخلق حالة من الخوف والرعب، ودفعهم للرحيل.

ويلفت "ضيف سند" لوجود ما يزيد على 154 تجمع بدوي في الضفة والقدس مهدَّدة بالتهجير كليًّا، ضمن إطار خطة الضمّ التي يحاول الاحتلال فرضها منذ أكثر من عامين.

ويؤكد مليحات: "سبق وأن حذرنا مرارا وتكرار من ترك البدو لوحدهم في معركتهم مع الاحتلال، بما قد يؤدي لرحيلهم، كما حدث سابقا عندما أخلت 20 عائلة من التجمع البدوي "راس التين" مكان سكنها حفاظًا للأنفس، ونزوح عائلتين من تجمع وادي السيق البدوي قبل أشهر".

ويكمل: "التجمعات البدوية تتعرض لمجزرة من الهدم والإرهاب والتطهير العرقي، وتحارب وحدها منكشفة تماما أمام مستوطنين يتلقون دعمًا مباشرًا من حكومة الاحتلال".

عين سامية.jpeg


وكان مركز "بتسيلم" الحقوقي قال في بيان له، إن آخر مَن تبقى مِن سكان تجمع عين سامية الفلسطيني شرق مدينة رام الله، اضطروا، الاثنين الماضي، لهجر أرضهم بعد أن أوصلت "إسرائيل" حياتهم، عبر سنوات إلى وضع لا يطاق، حتى لم يعد أمامهم أي خيار آخر، وإن هذه سياسة غير قانونية، والترانسفير هو جريمة حرب.

وتحوي منطقة عين سامية، بحسب أرشيف مجلس قروي كفر مالك التي تتبع أراضيه، على آثار تعود لحقبات كنعانية وبيزنطية، وعثمانية ما تزال ظاهرة حتى الوقت الحاضر.

وتقع المنطقة على السفوح الشرقية لجبال رام الله المطلة على غور الأردن، وتعد بمثابة "السلة الغذائية" لبلدة كفر مالك، حيث تزرع بالحبوب، والزعتر، والحمضيات والخضار.

غياب الدعم والمناصرة..

من جانبه، يقول المحامي بمركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان وائل القط، إن التجمعات البدوية بين رام الله وأريحا وبادية القدس ونابلس، مهددة بالاستيطان الرعوي، الذي يشكل خطرا محدقا بها في واحدة من وسائل استهداف التجمعات البدوية الفلسطينية .

ويضيف القط في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "نزوح التجمع في حسابات المستوطنين تشجعهم على تكتيكات مماثلة، ويشكّل فشلا ذريعا في دعم التجمعات البدوية والمناصرة الدولية والمحلية على اعتبار استراتيجية موقع عين سامية، وما لم يأخذه الجيش بالقرارات والعدوان أخذه المستوطن" .

في حين، يحذر الناشط ضد الاستيطان بشار القريوتي، من تكرار النزوح في التجمعات البدوية على وقع جشع المستوطن في المزيد من ابتلاع الأرض والهيمنة عليها واستغلال القانون وتوظيف الشرطة والجيش لخدمتهم بطرق شتى .

ويعتقد القريوتي أن نزوح وإخلاء عين سامية الطوعي، يشكّل مقدمة لنزوح تجمعات أخرى لا تجد الدعم الرسمي والحقوقي والإنساني والدولي، مشيرا إلى أن التجمعات البدوية تمثل واحدة من أدوات الحفاظ على الأرض، رغم أنها لا تعود لهم بملكيات خاصة، ويحق لهم أن يتساءلوا عن جهود وحضور أصحابها ومالكيها في الدفاع عنها، تبعًا لقوله.

ويختم بالقول: "النزوح الأخير يمهد للسيطرة على التلال الممتدة من منطقة القبون في المغير وتلال مستوطنة معاليه أفرايم، على طريق إنشاء وبناء مستوطنات كبرى تشكل موانع جيوسياسية وديمغرافية لها ما بعدها".