وسط أجواء من الفرحة التي تعم شوارع قطاع غزة في عيد الأضحى المبارك، يتجمع عشرات المواطنين حول الأضاحي وخاصة العجول منها، لمشاهدة عملية نحرها، في طقوس لا تخلو عادة من حوادث وإصابات، خلال محاولة هروب العجول وذبحها.

وشهدت العديد من عمليات ذبح الأضاحي حوادث وإصابات بين المواطنين والجزارين، لا سيما وأنّ عمليات الذبح تجري في كثير من الأحيان بالمنازل والشوارع، وسط تجمهر أعداد كبيرة من المواطنين في المكان.

ولتجنب وقوع إصابات أو تلوث اللحوم وما يتبعها نقل للأمراض، تضع "وكالة سند للأنباء" بين أيديكم جملة من النصائح قبيل حلول عيد الأضحى.

الجزار حسام ريان، ينصح بأمور عدة، أهمها التأكد من ربط العجل بشكل جيد قبل عملية الذبح؛ لتجنب المخاطر، والتأكد من شحذ السكين جيداً لذبح العجل بسهولة دون تعذيب، ووفق الطريقة الشرعية.

ويلفت "ريان" الذي يعمل في هذه المهنة منذ 25 عاماً، إلى أهمية التركيز أثناء عملية النحر، وعدم الذبح بهمجية وعشوائية وسرعة؛ نظراً لحدّة سكين الذبح، والتي يصفها بأنها سلاح "شديد الخطورة".

ولتسهيل عملية التقطيع والتحكم بالعجل جيدًا بعد ذبحه، ينصح "ريان"، بتعليقه من الناحية الخلفية، مناشدًا المواطنين بعدم التجمهر والاقتراب كثيراً أثناء عملية الذبح وخاصة فئة الأطفال.

ويُتابع: "أكثر ما يعاني منه الجزار، هو حالة التجمهر حول الأضحية، وما تسببه من إرباك لبعض الجزارين، وبدلاً من أن يذبح العجل يقوم بقص حبل الربط الخاص، الأمر الذي يثير وحشية هذه العجول، وأحياناً قد يحدث الفرار وهنا تحدث الإصابات في صفوف المواطنين والجزارين".

ويوضح ريّان، أن العجول بشكل عام تستنفر بشكل كبير عند رؤية تجمهر الناس حولها، وتحاول الهرب، ما يحدث إرباكاً للجزار الذي يستنفذ جهده في محاولة السيطرة على العجل لذبحه بطريقة سليمة.

ويتراوح متوسط تكلفة ذبح العجل في قطاع غزة ما بين 250 شيكل – 350 شيكل، تشمل تقطيعه لـ4 أقسام، وصولاً إلى وضعه في أكياس جاهزة للتوزيع، وتستغرق المدة الزمنية لإتمام هذه العملية ما يقارب الساعتين، فيما يذبح الخروف ويقطع بمبلغ 50 شيكل.

إرشادات في التعامل مع الأضحية..

من جانبه، يقول مسؤول قسم الأغذية في وزارة الصحة مالك الهسي، إنه يجب التأكد من جودة أدوات الذبح ونظافتها، والحرص على ارتداء القفازات وغطاء الرأس، والألبسة المخصصة لذلك، مع اختيار البيئة المهيأة والنظيفة الآمنة للذبح.

ويدعو "الهسي" لأخذ الحيطة والحذر عند استخدام السكين لتقطيع لحوم الأضاحي، وفي حال التعرض للجرح يجب فوراً غسل مكان الجرح بالماء والصابون وتضميد الجرح لتجنب تعرضه للإصابة بأمراض تنتقل عبر الدم من الأضحية للإنسان، منوهًا لضرورة إبعاد الأطفال عن مناطق تجمع العجول، لضمان عدم تعرضهم للأذى.

ويطالب، الأشخاص الذين يعملون في مزارع الأضاحي، أو القائمين على ذبح الأضحية في حال شعروا بأعراض تشبه الإنفلونزا عليهم التوجه للمستشفى فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاج.

وفيما يتعلق باختيار الأضحية، يشير "ضيف سند"، إلى مراعاة أنّ تكون الأضحية من بهيمة الأنعام إبل، بقر، ضأن، ماعز، ووفق السن المعتبرة، وسليمة من العيوب، وأن تكون لائقة صحيا، ومطابقة للضوابط والمواصفات المعتبرة.

ويدعو، للتأكد من سلامة رأس الأضحية، وعدم وجود آثار إفرازات في العينين أو الأنف وسلامتها من وجود تقرحات أو جروح أو أورام في داخل الفم أو خارجه.

ويؤكد، على مراعاة عدم ملامسة لحوم الأضاحي للأرض وعدم ترك لحم الأضحية خارج الثلاجة أكثر من ساعتين، وحفظه في أكياس بلاستيكية نظيفة شفافة أو أواني آمنة.

حفظ اللحوم..

ويبين أنه عند الرغبة في حفظ لحمة الأضاحي لفترة طويلة يجب حفظها بالتجميد بالسرعة الممكنة اليوم للمحافظة على سلامتها وجودتها، وعادة ما يتم حفظها في الفريزر عند درجة حرارة 18 درجة مئوية.

ويُشدد على ضرورة ذبح الأضاحي في المسالخ المعتمدة والمصرح بها، ليتم الكشف البيطري عليها قبل وبعد الذبح للتحقق من سلامتها، وعدم إطعامها قبل الذبح بـ 12 ساعة، مع أفضلية تقديم الماء لها بشكل مستمر، لأن هذا يساعد على تقليل الفضلات وتسهيل عملية السلخ.