الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

مع حلول العيد.. هل مشاهدة الأطفال لذبح الأضحية آمن؟

حجم الخط
رؤية الأطفال للأضاحي
غزة - أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

يرتبط عيد الأضحى المبارك في أذهان الأطفال بطقوس رؤية المواشي بكثرة في الشوارع والمسالخ التي ينشط عملها بكثرة في هذا الموسم، فتجدهم يلازمون الجزارين وأقربائهم المضحّين؛ كي لا تفوتهم لحظات نحر الأضاحي ومعها تعلو أصوات التكبيرات.

في المقابل، هناك فئة من الأطفال تظل وجوههم فَرحة إلى حين رؤية صديقهم اللطيف (الخاروف أو الماعز)، قد ذهب إلى مقصلة الذبح، حينها تكتسي مشاعر الخوف والحزن على ملامحهم.

هذا التضارب بين مشاعر الأطفال، يُثير سؤالًا عما إذا كان من الصواب رؤية طفلك مشهد الذبائح ودمائها في الشوارع؟ خلال فترة العيد أم أنّ هناك أمورًا عليه أن يفهمها قبل ذلك؟

والد الطفل عاصم أبو سلمية (6 سنوات) من غزة، يقول لـ "وكالة سند للأنباء" "أجبرت طفلي العام الماضي على مشاهدة عملية ذبح الأضحية، لكن أدركت بعدها أنني أخطأت في قراري".

وتشرح عن السبب ذلك: "انتاب طفلي نوبات فزع خلال نومه لعدة أشهر، وامتنع عن أكل اللحوم مدة طويلة، كان يجب أن أنتظر حتى يكبر ويفهم معنى الأضحية ويُشاهد ذبحها".

أما والدة الطفل محمد حسين (13 عاما)، فيشير إلى أنها لا تفضل أن يرى طفلها ذبح أضحية العيد، لما لذلك من تأثير سلبي في نفسه، رغم أن رؤية أصحاب المنزل لعملية ذبح الأضحية سُنة، تبعًا لقولها.

وتردف في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "إيصال فكرة ذبح الأُضحية للأطفال يجب أن تتم بطريقة سليمة، من خلال تعريفهم بقصتها وعدم الخوف من ذبحها، وبالتالي تتشكل فكرة الأضحية بشكل صحيح لدى الأبناء".

فيما يرى والد الطفل محمود الوحيدي، أن "مشاركة طفله لأهله ورؤيته لذبح الأضحية، يعزز الوازع الديني لديهم، وثقته بنفسه"، مستطردًا: "اعتدت التمهيد لأطفالي قبل أن أدعهم يشاهدون ذبح الأضحية، ولم أجبرهم على ذلك، مراعاة لنفسيتهم؛ خوفا لما قد تتركه تلك المشاهد من آثار جانبية عليهم".

بينما تحكي والدة يحيى أحمد (6 سنوات) عن تجربة نفسية قاسية مرّ بها طفلها وهو بعمر الثلاث سنوات، قائلةً: "كان لأول مرة يُشاهد الذبيحة في فناء منزلنا، بعد يومين من مداعبة العجل عن بُعد؛ ما أدى لإصابته بنوبة هلع شديدة، عند نحره، غيّب على إثرها لنحو نصف ساعة، ثم بدأ بالصراخ".

وتقرّ "أم يحيى" أنّ أخطأت حين سمحت لطفلها مشاهدة الأضحية عند ذبحها، خاصة في عمره الصغير، ودون أن يعرف مسبقًا المغزى من فكرة هذه الشعيرة.

التدرج بإيصال الفكرة..

إذن كيف يمكننا أن نشرح فكرة الأضحية للأطفال؟ وكيف نوصل معاني هذه الرسالة الإيمانية الهامة لأبنائنا؟

يجيبنا على ذلك، المستشار التربوي والأسري فيصل مزيد، بالقول: "إن ذبح الأضحية يرتبط بمشاهد العنف والدماء، وتلك المشاهد لا يجوز أبدًا أن يشاهدها الأطفال دون سن الثانية عشر".

ويتابع حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "إن مشاهدة الأطفال لذبح الأضحية، ستؤثر سلبًا على حالتهم النفسية، ولن تمحى من ذاكرتهم بتلك السهولة"، لافتًا إلى أن إجبار الأطفال على رؤية ذبح الأضحية، قد يدخل الطفل في حالة نفسية يتخللها نوبات من البكاء والصراخ، والتبول اللا إرادي، والرهبة من الدماء".

ويشير إلى أن الكثير من الأطفال يعانون بعد مشاهدتهم لذبح الأضحية من الكوابيس خلال النوم، والنفور تجاه تناول اللحوم".

ومن الآثار السلبية والخطرة، لرؤية الطفل ذبح الأضحية، هي محاولتهم محاكاة ذبح الأضحية على ألعابهم، أو على أحد أشقاءهم، الأمر الذي يؤدي إلى زرع العنف والقسوة داخل الطفل، وفق "مزيد".

ويوضح "ضيف سند" أن أغلب الأطفال يعتبرون الحيوانات الأليفة صديقة لهم، ورؤية إحداها، وهي تخضع للذبح، سيقلل من شعور الأمان لديهم، وسيشعرون بخوف دائم من فقدان شخص عزيز عليهم.

المغزى من الأضحية..

ومن أجل ربط طفلك بعيد الأضحى المبارك، يؤكد المستشار التربوي والأسري أنه "إذا تعدى الطفل سن الثانية عشر، يُنصح باصطحابه لشراء الأضحية، وشرح الهدف من ذبحها والقصة التي ارتبطت بها بشريعتنا الإسلامية".

ويُردف "اشرح له فكرة ذبحها، فهي إطعام ومساعدة للفقراء، ومحبة وصلة للأرحام عند التهادي بلحومها، وهي تذكير بمشهد الفداء الذي قام به سيدنا إبراهيم طاعة لله".

كما يجب على الوالدين _تبعًا لمزيد_ أن يشرحا لطفلهما أن ذبح الأضحية هي مشاركة الحجيج فرحتهم بالعيد وشعائر الحج، علاوة على مساعدة الفقراء، والتوسعة عليهم بمشاركتهم لحم الأضحية".

ويختم بالقول: "عندما يشارككَ أطفالك في توزيع لحوم الأضحية على الفقراء، سيشعرون بقيمة شعيرة وسنة ذبح الأضحية، وستذهب عنهم فكرة الخوف المتعلقة بالذبح، عندما يشعر بالفرحة في عيون وكلمات الفقراء".

ويوافق عيد الأضحى اليوم العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام (غدًا الأربعاء) بعد انتهاء وقفة عرفة، حيث يقف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة لتأدية أهم مناسك الحج، بعد إكمالهم شعائر الحج الفريضة الخامسة في الإسلام.