الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

تسع سنوات على جريمة حرق الفتى المقدسي محمد أبو خضير حياً

حجم الخط
محمد أبو خضير
القدس - وكالة سند للأنباء

تمر على مدينة القدس اليوم 2 يوليو/ تموز الذكرى التاسعة الأليمة على حرق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير (16 عامًا)، من بلدة شعفاط في مدينة القدس حيّا حتى الموت على يد المستوطنين، بعد أن تم اختطافه إلى أحراش قرية دير ياسين غرب القدس.

وبالعودة إلى تفاصيل الحدث فجر الرابع من شهر رمضان المبارك، الموافق الثاني من تموز عام 2014، عندما خرج "أبو خضير" من منزله في "شعفاط"، لصلاة الفجر في أحد مساجد قريته، وفي الطريق استوقفته سيارة تقل ثلاثة مستوطنين، على رأسهم القاتل يوسف بن دافيد.

وسأل المستوطنون الفتى عن طريق "تل أبيب"، كما أظهرت كاميرات التسجيل، وما كان من الفتى البريء إلا أن يمشي نحو آخر الطريق ليشير لهم بيده، فبات طُعمًا خطّط له القتلة، فحملوا الفتى عنوة في سيارتهم، واقتادوه إلى غابة في قرية دير ياسين المهجَّرة غربي القدس.

حرقوه حياً..

صرخات الفتى محمد أشعل استفزاز بعض الشباب الذين كانوا في انتظار الصلاة، وبذلوا جهداً لمحاولة اللحاق بالسيارة، إلا أنهم عجزوا ذلك فما كان لهم إلا أن يعودوا لإخبار والده عن الحادثة، فاتصل الأخير بدورية الاحتلال لكنها لم تستجب لندائه.

واقتاد المستوطنون "محمد" إلى أحراش قرية دير ياسين، فشرعوا بتقييده وضربه بالهراوات، وسط صراخ وتوسلات لم تجدِ نفعاً، حيث أُجبر الشهيد على شرب البنزين، وواصل القاتل يوسف بن دافيد رش البنزين على جسده ثم أضرم النار فيه.

وبعد الانتهاء من الجريمة، انطلق المستوطنون بسيارتهم إلى مستوطنة "آدم" شمال القدس التي يسكنون بها، وبدأوا بالعزف على آلة الغيتار الموسيقية والرقص احتفالا بإنجازهم.

وفي هذا الأثناء انتشر خبر اختطاف محمد في مدينة القدس، فبدأ أهالي مخيم شعفاط بالتجمع، وهاجموا القطار الخفيف الذي يخترق القرية عن العمل، فلم يسمحوا لعرباته الأولى بالمرور، ما دفع شرطة الاحتلال إلى محاصرة القرية، ورشق الموجودين في محيط منزل الشهيد بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية.

وعلى إثر ذلك، اندلعت مواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال، إلى أن أعلنت الأخيرة عن عثورها على الشهيد "أبو خضير" محروقا في أحراش دير ياسين، ما أدى لارتفاع وتيرة التصعيد، أسفرت عن إصابة واعتقال العشرات، تخلله فرض حصارٍ كامل على شعفاط.

وماطل الاحتلال في تسليم جثمان الشهيد "أبو خضير" وحاول فرض شروطٍ على تسليمه، إذ أبلغ والده بـ "نيتهم تسليم الجثمان ليلا"، إلا أن الوالد رفض وأبلغهم أنه لن يستلمه إلا في وضح النهار ليتمكن الجميع المشاركة في مسيرة التشييع.

مر اليوم الأول والثاني على حرق الشهيد "أبو خضير"، وبعد مماطلة سلمت سلطات الاحتلال الجثمان لعائلته، وشارك الآلاف في تشييعه إلى مثواه الأخير بمقبرة القرية.

وصعد المقدسيون من حدة المواجهات عقب الجريمة البشعة التي تسبب بها المستوطنون يقتادهم القاتل يوسف بن دافيد، والتي لاقت إدانات فلسطينية ودولية واسعة.

الحكم على قتلة محمد أبو خضير..

وفي 3 أيار/ مايو 2016، حُكم على المستوطن "بن دافيد"، الذي يُعتبر العقل المدبر لعملية القتل بالسجن المؤبد، كما حكم عليه بالسجن 20 عاما أخرى لإدانته بجرائم أخرى، وأمرته المحكمة بدفع تعويض مقداره 150 ألف شيكل لعائلة الضحية.

وفي 4 شباط/ فبراير عام 2018 حكمت محكمة إسرائيلية، على شريكيه اللذين كانا قاصرين عند وقوع الجريمة بالسجن المؤبد لأحدهما و21 عاما للثاني.

ويخرج أهالي قرية شعفاط سنويًا بمسيرة تتجه لقبر الفتى "أبو خضير"، يتم فيها وضع الزهور على قبره كنوع من الدعم ومؤازرة عائلته وتذكير الاحتلال بالمحرقة التي ارتكبها بحقه.

محمد أبو خضير.jpg