الساعة 00:00 م
الثلاثاء 08 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.55 جنيه إسترليني
4.71 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.92 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عادل الرمادي.. لا يكتب من خيال بل من وجعٍ غزّيٍ ينزف شعرًا وقهرًا في قصيدته

تحليل كمائن المقاومة.. جُرأة فلسطينية وذعر في صفوف الجيش والعمق الإسرائيلي

حجم الخط
كمائن المقاومة
غزة - وكالة سند للأنباء

يشهد قطاع غزة منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية في مارس/ أذار الماضي تصاعداً واضحاً في العمليات القتالية المركبة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، خصوصاً في شكل الكمائن ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي، والتي تُظهر جُرأة المقاوِم أمام عدوه رغم قلة العدة والعتاد.

وبات رعب كمائن المقاومة المفاجئة والعبوات الناسفة يتفشى بأثر نفسي كبير على جنود الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي الداخلي، بينما كان آخره صباح اليوم تغريدة الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، والتي تضمنت تهديداً بإمكانية أسر العديد من الجنود في أرض المعركة.

ومساء أمس الإثنين، قُتِل 5 جنود إسرائيليين وأصيب 14 آخرين بينهم 2 في حالة خطيرة، جراء كمين فلسطيني نُفِذ بتفجير عبوتين ناسفتين في قوة جنود راجلة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث وُصف الحدث إسرائيلياً بـ"الصعب والاستثنائي".

وبحسب اعترافات رسمية إسرائيلية فإن أكثر من 70% من قتلى جيش الاحتلال في المناورات الأخيرة في عمق قطاع غزة، قُتلوا بفعل العبوات الناسفة وكمائن المقاومة، بينما يشعر الجنود أنهم يمشون في فخ مفتوح يمكن أن ينفجر في أي لحظة.

وفي هذا الإطار، يقول المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، إن كمائن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد جنود الاحتلال لم تعد مجرد ردود فعل دفاعية، بل تحولت إلى هجمات تكتيكية هجومية تديرها المقاومة بوعي وتنفذها بدقة، حيث أثبتت أثرها في العمق الإسرائيلي بشكل ملموس.

وأكد "أبو زبيدة" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" أن حالة من الذعر تدب في صفوف الجنود الإسرائيليين الذين باتوا يخشون التحرك في المناطق المُدَّعى "تطهيرها جوياً"، ما يوحي بانعدام الثقة في التقديرات الميدانية، والذي ينتج عنه انهيارٌ داخلي في عقيدة الاطمئنان اللوجستي التي بني عليها جيش الاحتلال.

وعلى صعيد الشارع الإسرائيلي، تسببت الكمائن المتكررة كما وصفها "أبو زبيدة" بـ"النزيف الخفي" الذي يربك الجبهة الداخلية، لافتاً إلى أن المقاومة تُترجم سريعاً في العمق الإسرائيلي على نحو "ارتفاع الخسائر يزيد تصاعد الغضب الإسرائيلي".

وأوضح أن كل إعلان عن سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال بفعل كمائن المقاومة، تُقابله عناوين صادمة في الصحف الإسرائيلية، ومطالبات بالانسحاب وتساؤلات عن جدوى العمليات والخطط العسكرية.

ويشير في حديثه إلى وجود أزمة ثقة كبرى في القيادة العسكرية، معتبراً أن الكمائن المتكررة بنفس الطريقة تعني شيئاً واحداً للمجتمع الإسرائيلي وهو "الفشل في التعلم والفشل في الحماية".

وتُطرح تساؤلات كثيرة في ظل حالة القلق والانكفاء، والذعر النفسي الجماعي في صفوف عائلات الجنود أبرزها "ابني سيقتل في أي لحظة، لماذا؟ من أجل مَن"؟- وفقاً لما نقله ضيفنا-.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة ارتفاع نسبة القلق من استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أكثر من 68%، بينما تراجعت ثقة الجمهور في الجيش إلى أدنى مستوياتها منذ 2006.

وطالت كمائن المقاومة معركة الوعي إذ يُبيِّن "أبو زبيدة" أن الكمين لا يصيب الجنود فقط بل يصيب الرواية الإسرائيلية بأن كل عبوة تنفجر لا تقتل جندياً فقط بل "تُحدث ارتجاج وفجوة في سردية الجيش الأقوى".

ويزيد: "كل فيديو مصور تنشره المقاومة في الإعلام المقاوم، يقابله تعتيم وتكتم في الإعلام الإسرائيلي أو تعبير غاضب في الصحف الإسرائيلية، فالصورة تساوي صاروخاً وأن نشر لحظة استهداف توازي ضربة استراتيجية في عمق الداخل الإسرائيلي".

وشدد أن كمائن المقاومة الحالية وعمليات الاستنزاف باتت سلاح متعدد المستويات: قتالي نفسي إعلامي سياسي، حيث لا يُقاس تأثيرها بعدد القتلى فحسب، بل بتحطيم صورة جيش الاحتلال، من خلال خلق ضغط على القيادة السياسية والعسكرية وزرع الشك في المجتمع الإسرائيلي حول جدوى الحرب.

جُرأة فلسطينية.. وتهديدات بأسرى إسرائيليين جُدد..

وتظهر مشاهد الكمائن التي توثقها فصائل المقاومة الفلسطينية، جرأة المقاوِم على عدوه رغم قلة العدة والعتاد، وشهور الحرب الطولة.

وبهذا الصدد، يوضح المحلل السياسي وسام عفيفة أن مشاهد كمائن المقاومة وبثتها بحرفية محسوبة، تُظهر الرسالة الأعمق من البعد العسكري والتي تُراد للعالم أن يفهمها: "أن المقاتل لم ينكسر، ولم تُحطمه الشهور الطويلة من الحرب".

ورأى "عفيفة" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" أن هذه الروح تعكس عقيدة المقاومة القائمة على أن السلاح هو امتداد للمقاوم، لا العكس، وأن التفوق لا يُقاس فقط بعدد الدبابات، بل بإرادة من يترصدها وسط الركام.

وعلى صعيد التغريدة الأخيرة للناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، التي أشار فيها إلى "إمكانية أسر جنود إسرائيليين"، أكد "عفيفة" أن مثل هذا التصريح لا يُطلق إلا عن ثقة ميدانية واضحة، وقدرة على التحرك والمباغتة، وربما إشارة ضمنية إلى تغيّر قواعد الاشتباك في المرحلة المقبلة.

وفي جهة موازية، تحمل هذه الرسالة طمأنة داخلية للجمهور الفلسطيني بأن المقاومة لا تزال تحتفظ بأوراق القوة، وأن معادلة "الأسير مقابل الأسير" لم تغب عن الطاولة، وفقاً لـ"عفيفة".

ولفت إلى أن هذه التغريدة ستفتح مجدداً باب التساؤلات في الإعلام الإسرائيلي: " هل نحن أمام جولة جديدة من العمليات النوعية؟ وهل يُعقل أن تظل المقاومة قادرة على أسر جنود في ظل كل ما فعله الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر"؟

وبيَّن أن هذه الكمائن تعدت كونها "صفعة" إلى "صدمة" تعزز حالة الاحباط والفشل، بعد سردية الانجاز الكبير الذي حققه الجيش بعد نحو ٢١ شهرا من الحرب، لتنقلهم مجددا للمربع الأول عملية بالقرب من مسرح عمليات السابع من أكتوبر.