الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

ارتفاع ملحوظ..

انفوجرافيك الانتحار يتسلل إلى صفوف الجيش الإسرائيلي.. ما الأسباب؟

حجم الخط
جيش الاحتلال
القدس - وكالة سند للأنباء

لوحظ الارتفاع الكبير في عدد حالات الانتحار بصفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال النصف الأول من العام 2022، مقارنة بحالات الانتحار خلال العام 2021 الماضي.

وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية، عن تسجيل 11 حالة انتحار خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2022، في حين شهد عام 2021 كاملًا تسجيل 11 حالة انتحار في صفوف الجيش، فيما سُجّلت تسع حالات عام 2020.

يأتي هذا الارتفاع رغم زيادة عدد الوحدات المختصة بالصحة النفسية لدى جيش الاحتلال، وإطلاقه برنامجا لمنع وتقليل حالات الانتحار في صفوف جنوده، كما تمت زيادة عدد ضباط الصحة النفسية المنتشرين في الوحدات الميدانية، وعلى المستوى الميداني وخلال المعارك والقتال.

وتسود حالة من القلق والاضطراب في صفوف قادة جيش الاحتلال، حيث يعتبر الانتحار سبب الوفاة الثاني لدى الفئة العمرية حتى منتصف العشرينات التي تنخرط في الخدمة العسكرية الإلزامية وحتى في خدمة الاحتياط.

291304382_736799504200661_8789581562255109213_n.jpg
 

التمييز العنصري

ويُرجع المختص النفسي نادر أبو عرام، زيادة حالات الانتحار لعدة عوامل، من بينها اضطرابات نفسيّة تصيب الجنود المنتحرين، موضحًا أن حالة التمييز والتفرقة بين الجنود لقوميتهم أو ديانتهم أو لونهم لها دور في ذلك، وهو ما ظهر جليا مؤخرا ببث شريط للجندي الأسير لدى حركة "حماس" في غزة هشام السيد.

ويضيف "أبو عرام" في حديث مع "وكالة سند للأنباء": أن "المجتمع الإسرائيلي من دول عديدة، وجنسيات مختلفة غير متجانسة ثقافيا وعرقيا وقيَمِيًّا، وحالة الاستنفار والقلق المتواصلة التي تعيشها إسرائيل طوال الوقت تعد أسبابًا أخرى تنعكس سلبا على نفسيات الجنود".

وفي تعقيبه على عدد حالات الانتحار منذ بداية العام، يُعقب المختص النفسي: "هذه زيادة صادمة لجيش الاحتلال، دفعت قادته للبحث عن أسبابها، لكن لن يكون لها حلًا سحريًا على المدى القريب، وقد تزداد أكثر في ظل اتساع الفجوة النفسية للجنود".

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، أجرى رئيس شعبة القوى البشرية يانيف عاسور، مباحثات داخلية موسعة بمشاركة خبراء ومختصين في الصحة العقلية والنفسية، حيث لم يتوصل الجيش إلى نتيجة واضحة تفسر زيادة حالات الانتحار.

وبينت المصادر ذاتها أن "عاسور" أصدر تعليمات بفتح خط ساخن لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يعانون من مشاكل نفسية.

وتُظهر الإحصائيات الرسمية في إسرائيل، ومنها إحصاءات رسمية لمركز الأبحاث في الكنيست أن إسرائيل تُسجل 500 حالة انتحار سنويًا تشمل المجتمع والجيش معا، منها مئة حالة تسجل في صفوف جيل الشباب من 15 إلى 24 عامًا.

تصادم الرفاهية مع صرامة الجيش

المتابع للشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس يرى أن أكثر العوامل شيوعًا التي يمكن أن تؤدي إلى الانتحار في الجيش، هو التجنيد والانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية، وإخراج المجند من البيئة التي يعرفها، مما يسبب اضطرابًا كبيرًا في حياته.

كما أن ظاهرة التفكك الأسري وزيادة نسبة الطلاق وزيادة عدد الأسر أحادية المعيل مما يشكل ضغطًا نفسيّا على الجنود، وفق "أبو العدس".

ويكمل "أبو العدس" لـ "وكالة سند للأنباء": "تعتبر الخدمة العسكرية عامل ضغط كبير عندما يتعلق الأمر بالخدمة القتالية والحالة الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث تكون حياة الجندي في خطر".

وتسبب حالة تنامي معدل الرفاهية واللذة لدى مجتمع الاحتلال، وتصادمها مع صرامة الجيش وقسوة التدريبات، حالات اكتئاب مزمن وعجز عن التعامل مع حياة الجيش العامة والصعبة، بحسب "أبو العدس".

وتشير إحصائيات إسرائيلية، إلى أن عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش أعلى مما يتم الإعلان عنه، ففي بعض الحالات يتم توثيق الانتحار على أنه حادث تدريب أو حادث طرق؛ كون الأرقام الحقيقية ممكن أن تستغل من قبل من تصفهم إسرائيل بـ "الأعداء".

وأظهرت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل 6215 محاولة انتحار بالمجتمع الإسرائيلي خلال عام 2020، مع تراجع بنسبة 9% عن العام 2019 الذي سجلت خلاله 6861 محاولة انتحار، يعزوها البعض إلى الإغلاق الذي شهدته إسرائي خلال الجائحة، وتخصيص العيادات والمستشفيات في البلاد لمعالجة مرضى كورونا.

وفي تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن الانتحار في صفوف اليهود "الفلاشا" أكثر أربعة أضعاف من حالات الانتحار بين مختلف اليهود، حيث تظهر البيانات أن 80% من حالات الانتحار سجلت بصفوف الذكور، و20% عند الإناث.

اضطرابات نفسية

من جانبه، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي فتحي الحايك ومن خلال متابعته لشعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي ووحدة الصحة النفسية بالجيش، أن تنامي الاضطرابات النفسية المعقدة، بصفوف الجنود هو السبب الرئيسي للإقدام على الانتحار.

ويزيد "الحايك" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء": "يعود ذلك لضغوط نفسية واجتماعية وأمنية وحالة الحرب والاقتتال المتواصلة، فالجندي يشعر بحالة اغتراب في مجتمع متعدد الثقافات والانتماءات، ومن كل قطر أو دولة مجموعة غير متجانسة".

جنود الاحتلال.jpg
 

ويتفق الكاتب الصحفي رشاد أبو شاور مع "أبو العدس"، على أن التجنيد والانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية في إسرائيل تدفع المجند لإخراجه من البيئة التي يعرفها، ويكون فيها درجة عالية من الرفاهية، مما يسبب اضطرابا كبيرا في حياته.

كما أن الانفصال عن الوالدين والأصدقاء بشكل مفاجئ نحو التدريب العسكري الصعب والشاق يجعل هناك فجوة، وهذا من شأنه أن يسبب الاكتئاب والاضطراب النفسي الشديد، وفق "ضيفا سند".

وتظهر الإحصاءات أن الانتحار ما زال هو السبب المركزي للوفاة في صفوف الجنود، إذ شهدت هذه الظاهرة تصاعدا في السنوات الأخيرة رغم تراجعها في العام 2020 خلال جائحة كورونا، بتسجيل 9 حالات انتحار فقط من أصل 28 حالة وفاة سجلت بصفوف الجنود.

لكن لماذا يتكتم الجيش عن الأعداد الحقيقية من المنتحرين؟ يجيب "الحايك": "التكتم والسرية، هو من أجل الحفاظ على الدافعية والتحفيز للشباب للالتحاق والانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية، ولضمان استمرار تطوع المئات من أبناء الجاليات اليهودية حول العالم في التجنيد بالجيش".

وبحسب تقرير حديث، لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن جهود الاستعانة بالوسائل التكنولوجية لم تفلح، رغم تقدمها وقدرتها على تتبع، ورصد كتابات الجنود على شبكات التواصل الاجتماعي، في الحد من حالات الانتحار.

وبيّن التقرير أن تزايد حالات الانتحار في أوساط الجيش، تشير لتنامي الاضطرابات العقلية بين جنوده.

وأجرى نظام الصحة النفسية بالجيش ألف جلسة فيديو وسكايب مع الجنود، وتبين وجود قفزة بنسبة 40% في الاستفسارات النفسية والعقلية الواردة من جنود الجيش.

كما تم استلام 1710 طلبات من الجنود، بما فيها 26 تم تصنيفهم معرضين للخطر، وفي بعض الحالات، تم تحديدهم على وشك إنهاء حياتهم، بالإقدام على الانتحار.