الساعة 00:00 م
الأحد 23 يونيو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.75 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

50097 طالبا يبدؤون اليوم "امتحان الثانوية العامة"

اجتياح رفح.. خوف من المجهول وذعر من تكرار سيناريو العذاب لشمال القطاع

حجم الخط
خلال اجتياح مدينة الأسرى - صورة أرشيفية.webp
فاتن الحميدي- رفح- وكالة سند للأنباء

يثير استمرار العملية العسكرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة منذ مطلع شهر مايو/ أيار الجاري مخاوف أهالي المدينة، وتُقحمهم في دوامات من الحرب النفسية والتساؤلات التي ستكون إجاباتها مرهونة بالواقع، وسط تخوفات من تكرار السيناريوهات التي تعرض لها أهالي شمال القطاع، في مدينة رفح.

تصف السيدة إكرام طباسي (54 عاماً) لمراسلة "وكالة سند للأنباء" مشاعر الخوف المتلاحق الذي يزداد يوماً بعد يوم جراء اجتياح جيش الاحتلال عدة مناطق في مدينة رفح.

تقول "طباسي" التي ما زالت تقيم في منزلها، إن شعور الخوف من ترك البيت موجود بشكل دائم وفي كل لحظة، وكأن الحرب تقرع طبولها من جديد.

وتتابع، إن جُل ما يفكر فيه الإنسان هو إنقاذ حياته وحياة أبنائه وأحفاده من الحرب المشتعلة، مستدركةً: "لكن إذا خرجنا ما بنعرف نرجع ونلاقي البيت ولا لا".

خياران أحلاهما مر..

وتُعبِّر "طباسي" عن حال معظم أهالي رفح بقولها، إن المخاوف من تكرار السيناريوهات التي تعرض لها أهالي شمال قطاع غزة تلوح كابوساً أمام ناظري الناس، أولها الخوف من النزوح إلى وسط القطاع وعدم التمكن من العودة إلى رفح مجدداً، أو الخروج تحت قذائف الدبابات التي قد تودي بحياة من هم تحت النار.

وتتساءل "إكرام": "هل من السهل أن يترك صاحب البيت "شقاء عمره" ومسكنه ومأمنه وقد لا يحظى بنظرة إليه مجدداً؟ أو ماذا سنأخذ إذا خرجنا؟".

مضيفةً: "ونحن مخيرون إما الموت في بيتنا تحت الركام، أول الخروج والنجاة بشكل مؤقت دون أن تشوه الحرب ما تبقى من قلوبنا".

"الكل يحاول الخروج قبل ما يصير الاجتياح الكامل"، بهذه الكلمات تختم "طباسي" حديثها لمراسلتنا، موضحةً أن صراع الأهالي بين البقاء والموت تحت الركام أو النزوح يحتم عليهم إذا اختاروا القرار الثاني، الخروج قبل نصب الاحتلال البوابات "الحلابات" وإخضاعهم للتفتيش والاعتقال والنهب، بينما هاذين القرارين اللذين لا ثالث لهما، فإن أحلاهما مر.

"ماذا سيُفعل بنا؟"..

أما الشابة شيماء أبو شمالة من وسط مدينة رفح، تُبدي خوفاً وتُخبئ قلقاً من وحشية الاحتلال تجاه الفتيات وحالات "الاعتداء والاغتصاب" اللاتي تعرضت لها بعض النساء في مدينة غزة وشمالها، وسط صمت دولي مُعيب!

وتضيف: "يشكل استمرار الاحتلال في اجتياح رفح ذعراً كبيراً، مخلفاً تساؤلات جمة؛ هل سيحدث معنا كما حدث مع أهالي غزة من اعتقال واغتصاب وقتل جماعي، وإعدام لرجال العائلات أمام أعيُن أطفالهم ونسائهم؟، هل سيعود أخي أو أبي سالماً من قناصة الاحتلال عندما يخرج لشراء معونة للبيت؟ أم هل ستتحمل أجسادنا "جنازير" الدبابة التي تدهس الرجل أمام نفسه وعائلته؟!"

وتُعبِّر "أبو شمالة" عن الحال قائلةً: "إننا بين فكي كماشة، الجيش في كل مكان، والمعابر مغلقة، ونتمركز في الوسط لا ماء يكفي، ولا طاقة بقيت لنا، وانتشار كبير للأمراض، وهذا غير الحرب التي نعيشها داخلنا"!

بين فكي كماشة..

وبعَبْرة خانقة وصوت متحشرج، تستكمل "شيماء" حديثها مع مراسلتنا، "خايفين نطلع، وخايفين نبقى، وما بين الخوفين خوف من المجهول المنتظر، ووين نروح؟". مضيفة أن هذه سيناريوهات "مهلكة للعقل وتشكل حرباً أخرى غير التي نعيشها".

والتقت مراسلة "وكالة سند للأنباء" بالعديد من النازحين الذين أجبرتهم عملية اجتياح رفح من النزوح للمرة الثالثة وأكثر، حيث أجمعوا أنهم ذاقوا ويلات الحرب بشدة وقسوة، فبعد أن استقروا في مكان، تعرضوا للنزوح من أطراف المدينة إلى الوسط مرة أخرى، في حالة من الذعر والخوف وعدم الاستقرار، وسؤال أخير يطرح نفسه "ثم ماذا بعد؟".