الساعة 00:00 م
الجمعة 06 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
4.93 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4 يورو
3.49 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

غزة في قلب نهائي دوري أبطال أوروبا 2025

عائلة رزق أبو نعيم.. عَقدٌ من الصمود في وجه المستوطنين

حجم الخط
IMG-20250604-WA0177.jpg
نابلس- نواف العامر- وكالة سند للأنباء

منذ أكثر من عَقد من الزمان، تواصل عائلة رزق أبو نعيم، صمودها ورباطها في جبال بلدة المغير شمال شرق رام الله، تعلي أشرعتها في وجه ريح المستوطنين، ومحاولاتهم السيطرة على المكان.

في تلال منطقة الخلايل ببلدة المغير، المتاخمة لنبع "عين سامية"، كنز المياه الكبير في المنطقة، تدور معركة من نوع آخر، تسطر فيها عائلة أبو نعيم صمودًا وثباتًا لا يخفت، رغم تصاعد الهجمة وشراسة المهاجمين.

وحسب همام أبو نعيم، نجل المواطن رزق، انتقلت عائلاتهم لمنطقة الخلايل، قبل عقد من الزمن، في مسعى للحفاظ على الأرض من محاولات السرقة والتخريب، التي صعّد المستوطنون منها منذ بدء حرب الإبادة في غزة، أكتوبر2023.

وشكّلت إقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة قريبة من "الخلايل"، منتصف أبريل/نيسان الماضي، عملية استهداف جديدة وخطيرة للعائلة، بخاصة أنها لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن مكان إقامتهم، وأصبحت منطلقا لاعتداءات "فتيان التلال"، ومن خلفهم جيش الاحتلال ودولته، وفق حديث همام لـ " وكالة سند للأنباء".

لكن المستوطنين لم يدركوا مدى تمسك الفلسطينيين، ومنهم عائلة أبو نعيم، بأرضهم وحقهم، فحاولوا سرقة 200 رأس غنم، في هجوم تزامن مع حلول عيد الفطر الماضي، غير أن صاحب الحق لا يتراجع، فتمكنت العائلة من استعادتها "غصبًا" عن المستوطنين الغرباء، بحسب أبو نعيم.

اعتقال وضرب

لكن ذلك لم يَرُقْ لجنود الاحتلال، وهم بالأصل حماة المستوطنين، فعمدوا إلى اعتقال همام، بتهمة استعادة الأغنام من سارقيها، ونال نصيبه من الضرب والإهانة، أسوة بغيره من الأسرى.

ونظراً لشح مياه الأمطار في الموسم المطري السابق؛ أجبرت عائلات أبو همام على شراء المياه لسقاية الأغنام، وسد حاجاتهم اليومية، إثر جفاف البئر الوحيدة في المكان.

ويعتبر العام الحالي عامًا صعبًا، بحسب همام، بسبب حرمانهم من الوصول لمناطق الرعي، فكان البديل بشراء الأعلاف، وهو ما انعكس بتكاليف باهظة على العائلة.

بدوره، كشف الناشط في مواجهة الاستيطان بشار القريوتي، أن منطقة الخلايل تقع في منطقة مصنفة ب، وذلك يعني أن الاستهداف الإسرائيلي وعربدة المستوطنين، تتم في قلب المناطق الخاضعة إداريا لنفوذ السلطة الفلسطينية، وفق اتفاق أوسلو.

وقال قريوتي لـ وكالة سند للأنباء إن عائلة أبو نعيم تمثل نموذجا من نماذج الصمود والثبات في المنطقة، ولم تفلح كل الاعتداءات في إجبارهم على الرحيل، رغم هدم بيوتهم ومحاولات سرقة الأغنام والاعتقالات.

وبات مركز الاعتداءات والاستهداف اليومي الذي يرتكبه نشطاء الاستيطان الرعوي اليومي، وفق قريوتي، يتركز في دائرة قرى المغير وكفر مالك ودوما ورمون وعقربا وامتدادات المنطقة، بينما الدعم الرسمي وجمعيات الاستيطان تدفع تجاه إقامة المزيد من البؤر، للسيطرة على تلال شمال شرق رام الله.

نبع عين سامية

ويعتقد قريوتي أن جغرافية المنطقة وقربها من نبع عين سامية، جعل منها هدفا للمستوطنين، وهوما يتطلب تحركا فوريا وحقيقيا لدعم العائلة، وتثبيتها في المكان.

وخلال مايو/ أيار الماضي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، 1691 اعتداء بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.

وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، في تقرير تابعته "وكالة سند للأنباء"، إن جيش الاحتلال ارتكب 1276 اعتداء، فيما ارتكب المستوطنون 415 اعتداء.

تراوحت الاعتداءات بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وفرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضي واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.

ووثق التقرير 356 عملية تخريب وسرقة نفذها المستوطنون لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي، كما تسببت اعتداءات المستوطنين باقتلاع 1068 شجرة منها 695 من أشجار الزيتون، في محافظات الخليل ورام الله وسلفيت وطولكرم ونابلس.