من بين زخاتِ المطر الغزيرة التي ملأت شوارع فلسطين وأراضيها الزراعية، تُسارع الفلّاحات الفلسطينيات إلى قطفِ الأعشاب والنباتات البرية التي تنبتُ من مياه الأمطار؛ للاستفادةِ منها في العلاج والرزق والطبخ.
وتتميز جبال الضفة الغربية بوفرة النباتات البرية، لكنَّ وجود المستوطنات يحد منها ويمنع الاقتراب؛ بسبب توسعة الاستيطان الذي يمنع الفلسطيني من أبسطِ حقوقه في الحياة.
"اللوف الفلسطيني" يتميز في علاج السرطان والديدان المعوية، والالتهابات في الجروح المفتوحة والانسدادات في المسالك البولية وحصى الكلى، والقروح الجلدية.
وتنمو نبتة "اللوف" في الأحراش والمناطق الجبلية بين الصخور والشجيرات، ويوجد لهذه النبتة بصلة أو جذر في التراب كل فصول السنة ولكنها تبرعم في أوائل فصل الشتاء.
أما عن صفاتها، تكون أوراقها على شكلِ سهم، كبيرة وغليظة الأضلاع، لونها أخضر غامق ذات سطح أملس، ساطع لون الزهرة أرجوانية داكنة مخملية.
وعن أضرارها، نبتة "اللوف" سامة، وبها مادة "حريفة" تعقد اللسان، ولا يستطيع آكلها أن يُخرج كلامَهُ من حلقه، ويعتقد الكثيرين في ريف الضفة انها مقاومة للسرطان، وتراهم يكثرون من اكلها بعد طبخها.
"اللوف.. باب رزق"
الفلسطينية نسمة المصري وبرفقة أخريات، يطفن جبال ووديان الضفة الغربية؛ بحثًا عن نبتة "اللوف" تحديدًا خلال فصل الشتاء، تقول: "النبتة عبارة عن وصفة طبية لمرضى السرطان، لافتةً أنها تقوم ببيع الكيلو غرام من نبتة "اللوف" من 5 الى 10 شيكل حسب الزبون.
تسرد "المصري" لـ "وكالة سند للأنباء" أجواء البحث عن النبتة: "مع خيوط الفجر الأولى، نصحو مبكرًا ومن ثم نشرع بالانطلاق نحو الحقول وحواف الوديان والأحراش حيث نجمع ما نجده حسب طلب الزبائن".
وتجمع "المصري" يوميًّا مبلغ يصل إلى 50 أو 60 شيكل، يزيد وينقص حسب توفر النبتة والعرض والطلب، مُستأنفةً: "العمل وجلب الرزق يبقى أفضل من الجلوس بالمنزل دون عمل، فزوجي مريض عاطل عن العمل، موضحةً أن العمل ليس عيبًا مهما كان، ما دام طريق حلالًا.
ولا تخلو عملية جمع النباتات البرية من المخاطر، حيث تخشى النساء خلال عملية جمع الأعشاب والنباتات البرية من هجمات الخنازير التي يطلقها المستوطنون على الأراضي الزراعية حول المستوطنات، وهو ما يجعلهن أحيانًا يبتعدن عن الاراضي المحيطة بالمستوطنات.