مع حلول الإجازة وفصل الصيف، تبدأ دورات تعلم السباحة في نوادي ومراكز التدريب بقطاع غزة باستقبال المنتسبين إليها من الأطفال، لتعلم مهارات السباحة واستغلال الوقت برياضة ممتعة تحظى بإقبال واسع.

وما أن تبدأ الإجازة الصيفية، حتى تشرع تلك النوادي بالإعلان عن فتح أبوابها لاستقبال الراغبين بتعلم السباحة من الأعمار كافة بإشراف مدربين في مدينة غزة.

الطفلة ليان عودة (11 عاماً) كان تنتظر بدء الإجازة الصيفية، للانضمام لدورة السباحة للعام الثالث على التوالي، لتصل إلى تحقيق حلمها في هذا المجال، حسب قولها.

 

وتقول "عودة"، إنها اختارت السباحة تحديداً لشغفها وحبها لهذه الرياضة، واستمتاعها بالوقت الذي تقضيه في التدرب، مشيرة إلى أنها اجتازت أهم المراحل في تعلم السباحة، وهي الصدر والحرة والفراشة والظهر، لتتمكن من ممارسة هذه الرياضة بكافة الظروف والأماكن.

وتردف: "أدعو الأطفال لاستغلال إجازتهم الصيفية بتعلم مختلف المهارات البدنية الممتعة وذات الفوائد المتعددة كالسباحة، فاتقاني للسباحة يمكنني من مساعدة الأشخاص إذا لزم الأمر، بالرغم من صغر سني".

وتعبر الطفلة عن سعادتها في ممارسة السباحة بالقول: "أشعر بطاقة إيجابية بعد ممارسة رياضة السباحة، وإذا شعرت بالملل أو القلق ألجأ للسباحة لتفريغ الطاقة السلبية، واكتساب الشعور الجميل الذي يمنحه الماء للإنسان".

 

وتطمح عودة أن تشارك بالمسابقات المحلية والدولية في السباحة، ليصبح اسمها لامعاً في المجال الذي تعتبره شغف وحلم لها.

وفي ذات السياق، يقول الطفل أحمد ياغي (14 عام) إنه يهتم بتعلم السباحة منذ 4 سنوات، ولا زال يمارسها لقضاء وقت ممتع، ولكسب فوائدها، حيث يطمح بأن يتميز ويتمكن من المشاركة في البطولات الدولية باسم فلسطين.

ويحدثنا عن رياضته المحببة: "هناك فوائد متعددة لرياضة السباحة، وأهمها شد الجسم والمساعدة على إنزال الوزن وتحفيز الطول، وكذلك مساعدتها على التفريغ النفسي، فهي تساعد على التخلص من الطاقة السلبية للكبار والصغار، بالتزامن مع الأوضاع القاسية في قطاع غزة".

 

إقبال متزايد..

من جهته يقول رئيس "أكاديمية السباحة أولاً"، محمود شمعة، إن دورة تعليم السباحة يتم تنظيمها سنوياً في الإجازة الصيفية، على مستوى قطاع غزة، مشيرًا إلى الإقبال الواسع على التسجيل في خلال هذه السنة والسنوات الماضية.

ويقول "ضيف سند": "فصل الصيف يعتبر موسماً للرزق للعاملين في هذا المجال، عدا عن الفوائد والبدنية لمن يمارسوا السباحة، فهي تعتبر علاجًا بدنيًا، ومتنفسًا للجميع في القطاع المحاصر الذي يعاني من تكرار العدوان الإسرائيلي عليه".

ويردف: "ممارسة السباحة تساعد على التفريغ النفسي والانفعالي وإخراج الانسان من الضغوط الحياتية اليومية، وتحديداً للأطفال بعد انتهاء السنة الدراسية".

 

ويستهدف شمعة جميع الفئات العمرية للأطفال، بدءًا من 3 أعوام، حتى 15 عامًا، إلى جانب تخصيص دورات سباحة للسيدات والشباب على فترات مختلفة، لافتًا لوجود مسابح مغلقة لضمان وصول الدورات لجميع فئات المجتمع لأهمية هذه الرياضة جسدياً ونفسياً، وفق قوله.

و"شمعة" حاصل على درجة الدكتوراه في علم السباحة والتدريب الرياضي، ويستهدف طواقم تدريبية مختصة وذات كفاءة عالية؛ لضمان الحفاظ على سلامة الأطفال خلال الدورة وتعليمهم بالطرق الصحيحة.

ويبين: "نعمل في هذه الأكاديمية ضمن منهجية منظمة وعلمية، لتعليم الأطفال على السباحة وفق منهاج مدروس نشر هذه الثقافة على أسس علمية وصناعة أبطال مستقبليين يمثلون فلسطين في المسابقات الدولية".

 

ويستدرك، أن الرسوم المفروضة للانضمام لدورة السباحة رمزية، لمراعاة الوضع الاقتصادي العام في قطاع غزة، وضمان وصول الفائدة لأكبر عدد من الفئات.

ويوضح أن مستويات تعلم السباحة تبدأ من الأول حتى السابع، فبعد تعلم سباحة الأمان والطفو والنجاة، وصولاُ إلى تعليم الأربعة سباحات القانونية والدولية للتأهل بالمشاركة في المسابقات الدولية.

ومستويات السباحة القانونية والدولية الأربعة هي سباحة الصدر، والظهر، والفراشة، والحرة، وهم للمسافات القصيرة والطويلة، كما يوجد أيضاً سباحة الزعانف للمسافات الطويلة التخصصية للإنقاذ.