"من رحمِ الألمِ والمعاناة يُولد الإبداع"، من عُمقِ هذه الكلمات صنعت الطالبة مريم أبو غنام (17 عامًا) لها حكاية تفوقٍ ونجاح، بعد أن حصدت في الثانوية العامة معدل 98.6% بالفرع العلمي، وأدخلت الفرحة على قلبِ والدتها المكلوم؛ بعد فِراق والدها الأسير محمد أبو غنام.

في منزل عائلة "أبو غنام" بمدينة القدس ارتفعت الزغاريد، وبدأت عبارات الفخر تردّد في كلّ الزوايا، لكنّ "مريم" عانقت والدتها والدموع تنهمر منهما، وبدأت تُحدق في عيون الجميع، بحثًا عن "نظرة الفخر والامتنان" التي سلبها الاحتلال منها.

ففي الـ23 من تموز/ يوليو 2022، أيّ في ذات الوقت الذي بدأت فيه "مريم" الاستعداد لبدء مرحلة الثانوية العامة، اعتقل جنود الاحتلال والدها، وحكموا عليه بالسجن لـ 38 شهرًا، في ظروفٍ اعتقالية قاسية، إضافةً لفرض غرامة مالية بقيمة 5000 شيكل.

وتصف "مريم" اللحظات الأولى لاستقبال النتائج: "كانت مشاعرٌ مختلطة بين الفرح وقليل من الحزن؛ لأنّ والدي ليس معي.. الحمد لله رب العالمين".

وتُحدّث "وكالة سند للأنباء" بغصّة: "هذا العام كان صعبًا جدًا.. كنتُ أشعر بالنقص الشديد.. والدي جزءٌ لا يتجزأ من حياتي، وهو سندي ودعمي"، لافتةً إلى أنّ والدتها استطاعت أن تلعبَ دور الأمّ والأب، رُغم انكسارها وحزنها الشديد.

أما والدتها المكلومة، تخبرنا أنها رُغم فرحتها وفخرها بابنتها، إلا أنّها لم يكن لديها أمنية سوى أنّ يُشاركها زوجها هذه الفرحة المنقوصة.

وتُردف: "أول من يفرح للأبناء هم الأمّ والأب، بمجرد إعلان النتائج تذكرناه، تمنينا وجوده معنا، وبدأنا بالبكاء".

وتُبيّن أن "زوجها عندما عَلِم بنتيجة ابنته طارَ من الفرحة، وبدأت أصوات الزغاريد وأغاني النجاح تصدح حوله، ووعدها أنه سيُوزع، ويشاركها طقوس الفرحة رُغم مسافات البُعد".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم، صباح اليوم، نتائج الدورة الأولى من امتحان الثانوية العامة للعام 2023، والتي تقدّم لها 87826 طالبًا وطالبة في الضفة وغزة، والمدارس الخمسة خارج فلسطين، منهم 5200 في القدس.