لا يكاد يخلو بيت فلسطيني من ذكرى تلازمه كل حين، قُبلة أخيرة على جبين شهيد، وآخر يودع أسيراً لا يعرف متى يتنسم حريته، ومشهد اقتحام واعتقال، يليه دوي انفجار وهدم منازل، وأصوات الشبان تصدح بالتكبيرات خلال المواجهات، وشريط ذكريات يعبر بغصة تبقى قائمةً مدى الحياة.
شهدت عائلة "الشنتير" بمدينة الخليل الليلة الماضية، لحظة وداع مؤثرة لنجلها الشاب "محمد"، الذي تتهمه قوات الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق النار في مستوطنة "كريات أربع"، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة، وإصابة آخر بجروح وصفت بـ"الحرجة".
وأظهر الفيديو الذي حصلت عليه "وكالة سند للأنباء"، لحظات البكاء الممزوجة بالدعاء والتكبيرات، لوالدة وأقرباء الشاب محمد الشنتير عند اعتقاله، بعد مداهمة منزله في مدينة الخليل الليلة الماضية.
وبنبرة قوة، دعا الشاب "الشنتير" والدته للثبات وإبقاء هامتها مرفوعة عالياً، مؤكداً أن "أصحاب الحق سينتصرون، وأن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال".
وودع المُعتقل "الشنتير" والدته قائلاً: "أشوف وجهك على خير يا أمي"، وسط تكبيرات صدحت في أرجاء منزل عائلته.
ووثق الفيديو الكلمات الأخيرة لـ"محمد" بين عائلته صادحاً بأعلى صوته:" هؤلاء الذين أتوا ليعتقلوني وبكل فخر، سيندحرون عن هذه الأرض المباركة، لأننا أصحاب حق وهم أصحاب باطل، وأصحاب الحق منتصرون".
وصباح الإثنين الماضي، قُتلت مستوطنة وأُصيب آخر بجروحٍ خطيرة، في عملية إطلاق نار على سيارة مستوطنين، قرب المدخل الجنوبي لمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، أعقبها حالة استنفار كبيرة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي بحثًا عن المنفذين.
وسبقها بيوم تنفيذ فلسطيني عملية إطلاق نار قرب حاجز حوارة جنوب نابلس، أسفرت عن مقتل مستوطنيْن، قبل انسحابه من المكان بسلام.
واعتقلت قوات الاحتلال أمس الثلاثاء، منفذي عملية إطلاق النار في الخليل، مدعيةً انتماءهم لحركة "حماس".
وأخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، قياسات منزلي منفذي عملية الخليل الأخيرة، في إجراء أولي تمهيدًا لهدمها في وقتٍ لاحق.
