الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور ابتكار جديد قد ينقذ المرضى من الموت.. جهاز للإنعاش القلبي الرئوي بغزة هل يرى النور؟

حجم الخط
الإنعاش الرئوي
غزة – فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

من قلب الحصار وشحّ الإمكانيات، تفاجئنا غزة بنجاح وابتكار جديد يتخطى كل الصعاب، ويثبت للعالم أن إغلاق القطاع على أهله، لا يعني الإغلاق على عقولهم، وأن شحّ الموارد لا يعني انعدام من يبتكرها.

ففي إنجاز جديد، شرع طلاب من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية ضمن اختصاصي، التمريض وتكنولوجيا الأجهزة الإلكترونية، بتصنيع جهاز الإنعاش القلبي الرئوي "CPR"، الذي يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخوله إلى قطاع غزة، وإلى فلسطين عامة.

ويبقي الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 16 عامًا، حياة المرضى رهينة لسياساته، حيث يرقد المئات منهم على أسرة المستشفيات؛ بانتظار أنواع محددة من الأجهزة التي يُمنع إدخالها إلى القطاع.

371132375_4286783564880082_6366881616245732861_n.jpg

من واقع عمل..

صاحب الفكرة، الحكيم في قسم العناية المكثفة في مستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة، أحمد جمال موسى، يقول إن فكرة جهاز "سي بي آر"، جاءت من خلال ممارسته لمهنته، وملاحظته اعتماد الأطباء في مستشفيات القطاع، نظام الإنعاش اليدوي في إنقاذ أرواح المرضى والمصابين.

ويوضح "موسى" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، أن عملية "سي بي آر"، هي من العمليات المنهكة للأطباء والتي قد تخلِّف لهم العديد من الأمراض مثل الغضروف وغيرها، نظراً للجهد الذي يبذله الطبيب للحصول على 120 ضغطة يد في الدقيقة لإنعاش المريض، والتي قد تمتد لساعة أو ساعة ونصف.

ويتابع: "إنها عملية مهمة وفعّالة، تمد الدماغ بالدم اللازم بحيث لا يتوقف ضخ الدم وينتج عنه موت دماغي".

ومن خلال بحث ضيفنا حول هذا الجهاز المتوفر في العديد من دول العالم وفي "إسرائيل" أيضاً، اتضح له أن الاحتلال يمنع إدخاله إلى القطاع، وكذلك إلى المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية، كما أنه لا يتوفر في بعض الدول العربية، بينما تبلغ تكلفته الخارجية 10 آلاف دولار.

قصة جهاز..

وشرع "موسى" وثلاثة من زملائه  في تنفيذ مشروع أولي لجهاز إنعاش القلب في فبراير/ شباط الماضي، وسط توقعات منهم بإنجازه في غضون أسبوعين نظراً لتوفر المعلومات الكافية حول الفكرة.

لكن مآزق الحصار الذي يخنق القطاع حالت دون ذلك، وعن ذلك يحكي "موسى": "استغرق إنشاء النموذج الأولي للجهاز قرابة 6 أشهر منذ فبراير حتى منتصف أغسطس/ آب الجاري".

NE0A7588.jpg
 

ويرجع ضيفنا الإطالة في المشروع، بعد أن اتضح للفريق أن الجهاز يعمل بآلية يطلق عليها "نيوماتك"، وهي "استخدام قوة الغازات المنضغطة للتأثير على الحركات الميكانيكية، وتستخدم هذه القوى قي المصانع حيث تستقي الآلات حركتها بالهواء المضغوط، أو باستخدام غازات أخرى".

ويلفت النظر إلى أن آلية "نيوماتك" متوفرة في الأجهزة الأمريكية، بينما لا تتوفر أي قطع في قطاع غزة، فاستغرق البحث عن "الماتور والإلكترونيات، والمطابع، المخارط، المعادن، والبرمجيات"، وقتاً أطول من المطلوب.

وبعد صعوبات في الحصول على بدائل، ووقت أطول من المتوقع، تمكّن الفريق العامل من الانتهاء من النموذج الأولي للجهاز، حيث يؤدي المطلوب من عملية الإنعاش بالعدد والعمق المحدد والفترة المحددة، أي ما قيمته 120 ضغطة في الدقيقة، بعمق 4 إلى 7 سم للإنسان البالغ العاقل.

وعن آلية الاستخدام، يُبرز "موسى" مميزات هذا الجهاز، حيث يمكنه أن يُستخدم في أي مكان، ويساعد في ذلك وزنه الذي لا يتجاوز 10 كيلو غرام، كذلك إمكانية استخدامه على البطارية أو الكهرباء.

وبحسب ضيفنا، فإن الجهاز يخفف من الجهد الكبير المبذول من الطواقم الطبية في عملية CPR، وحمايتهم من إصابات أمراض الظهر، كذلك تقليل عدد الطواقم المطلوبة لهذه العملية، بالإضافة لحماية المريض قدر الإمكان من تكسر الأضلاع الناتج عن تلك العملية.

ويُبدي "موسى" رغبته وأمنياته أن ينظر بشكل جدّي لهذا المشروع من قبل الجهات المعنية، لتطويره حتى يصبح متوفراً في جميع المرافق الطبية.

371161423_1387221818806777_4110620937251016340_n.jpg

مماطلة إسرائيلية..

هذا الجهاز والعشرات من الأجهزة الطبية الأخرى، ما زال الاحتلال يمنع دخولها إلى قطاع غزة المحاصر، ما يعرض مرضى القطاع للموت البطيء، ويُعرقل عمل المنظومة الصحية في القطاع.

في هذا الإطار، يقول مدير وحدة التصوير الطبي في وزارة الصحة الفلسطينية، إبراهيم عباس، إن سلطات الاحتلال بدأت سياسة التضييق من النواحي الصحية وحرمان المرضى من الحقوق العلاجية، منذ عام 2018، بينما شددت الخناق في العام 2019 وأثناء جائحة كورونا، حيث منعت دخول أجهزة الإشعاع المتحركة، وهي من الأدوات التشخيصية المهمة للأطباء.

ويبيِّن "عباس" لـ"وكالة سند للأنباء" أنه وبعد تدخل الجهات الحقوقية والحكومية، بدأ الاحتلال يماطل في إدخال الأجهزة، إلى أن سمح بإدخال 8 أجهزة حركية، و6 أجهزة أشعة ثابتة، وأجهزة أشعة متحركة في العمليات، كذلك جهاز أشعة تداخلية.

ويستدرك بالقول، " لكن سلطات الاحتلال أبقت على نوعين من الأجهزة؛ بحجة الاعتراض على الشركة الموردة لها".

ويؤكد  أن الاحتلال ما زال الاحتلال قائماً بسياسة المماطلة والتلكؤ بإدخال الأجهزة الطبية، ويمنع التسهيلات الطبية المتعلقة بقطاع غزة، لافتاً إلى أن الجهاز الذي يستغرق ساعات لإدخاله، يماطل الاحتلال فيه حتى يدخله بعد 3 أشهر وزيادة، وقد ينتهي الحال بمنعه من الدخول.

علاوة على ذلك، يمتنع الاحتلال من إدخال الأجهزة المتعلقة بحوسبة النظام الصحي، لاعتقاده أنها تستخدم لأغراض متعددة، إلا أنها مهمة للنظام الصحي لأرشفة الفحوصات وملفات المرضى".

وينوه "عباس" إلى أن عشرات المرضى لقوا حتفهم إزاء نقص في بعض الأجهزة، أو منع من السفر، أو قيود على علاجهم، معتبرًا ذلك سياسة إسرائيلية متعمدة؛ لانهيار المنظومة الصحية في القطاع.