الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

ما مدى إمكانية استخدامه فلسطينيًا؟

سفر الفلسطينيين عبر "رامون".. مقترح إسرائيلي جديد هل يرى النور؟

حجم الخط
مطار رامون
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

تسعى الحكومة الإسرائيلية الانتقالية برئاسة يائير لابيد، جاهدةً إلى تفعيل مطار "رامون" في جنوب صحراء النقب، عبر السماح للفلسطينيين بالسفر من خلاله إلى تركيا، كخطوة تجريبية رغم ما تصفه وسائل إعلام إسرائيلية بـ "التحديات الأمنية".

استخدام المطار من قبل الفلسطينيين، هو آخر "التسهيلات" الإسرائيلية المزعومة التي جاءت عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدين للمنطقة منتصف الشهر الجاري، على أن يكون هذا الأمر مشروطًا بعدم مضي السلطة الفلسطينية في التوجه لمحكمة الجنايات الدولية وعدم التعاون مع مفتشي الوكالة، الذين ينوون قريباً زيارة الأراضي الفلسطينية لتوثيق شهادات عن ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين.

تفاصيل الخطة..

وتنص الخطة التي لا تزال في إطار الدراسة على السماح للفلسطينيين باستخدام مطار رامون الذي يقع على بعد 18 كيلومتراً شمال مدينة إيلات، و340 كيلومتراً عن القدس، وأُقيم عام 2019 بتكلفة 1.7 مليار شيكل وعلى مساحة تقدر بـ  14 ألف دونم.

ويعتبر المطار أحد استخلاصات سلطات الاحتلال، من عدوانها على قطاع غزة صيف عام 2014، حيث أدت صواريخ المقاومة الفلسطينية، آنذاك لإغلاق مطار اللد "بن غوريون " وانقطاع إسرائيل عن العالم.

ورغم صغر حجم المطار حيث يحتوي على مدرج هبوط واحد بطول 3600 مترٍ وعرض 60، إلا أنه متطور جداً، ويضم سوق حرة معفية من الضرائب والجمارك، ومجهز لاستقبال نصف مليون مسافر دولي وأكثر من 1،5 مليون مسافر داخلي.

مطار فاشل..

تسود في إسرائيل وجهة نظر قوية تشير إلى أن المطار فاشل وغير مجدي من الناحية الاقتصادية، فعند النظر لأعداد المسافرين  عام 2019 نجد أن 348 ألف مسافر فقط تنقلوا عبر المطار، أما في العام 2022 وبعيداً عن جائحة "كورونا" فقد انخفض العدد خلال الربع الأول من العام إلى 20 مسافراً فقط.

وفي هذا الإطار، يقول وليد حباس الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، إن إسرائيل تدرك أن ثمة حاجة ملحة لإنقاذ "رامون" وتحويله لمطار يعج بالمسافرين والطائرات.

ويُضيف "حباس" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "استخدام آلاف الفلسطينيين للمطار سوف يساهم في إعادة تنشيطه وتوظيف مئات الإسرائيليين من موظفي الجمارك وسلطة المعابر، والأجهزة الأمنية وعمال النظافة وإحياء السوق الحرة".

ويلفت إلى أن ذلك سيتبعه توسيع المطار وتطوير بنيته التحتية؛ تحقيقاً للخطط الإسرائيلية بتفعيل مطار دولي ثانٍ إلى جانب مطار اللد الدولي.

ويؤكد ضيفنا أن "المطار لن يكون مفتوحاً أمام جميع الفلسطينيين، حيث سيخضع المسافر لموافقة مسبقة من جهاز الشاباك؛ لذلك قد يتيح مطار رامون أدوات إضافية أمام الاحتلال لتعزيز تحكمه بالفلسطينيين وضبطهم وفق معايير أمنية".

ووفقاً للمخطط الإسرائيلي، فإن وصول الفلسطينيين لمطار رامون سيكون من خلال ممر آمن من المرجح أن يكون طريق 90 المحاذي للحدود الأردنية، والذي يصل بين بحيرة طبريا شمالاً وإيلات جنوباً.

وحالياً يعتبر مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمان، المتنفس شبه الوحيد الذي يربط الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية بالعالم الخارجي.

تجربة أولية قريبة..

ووفقاً لصحيفة "إسرائيل اليوم"، قد يتم تنفيذ تجارب أولية للسفر من مطار رامون إلى تركيا على متن طائرات شركة "بيجاسوس" التركية في شهر آب/ أغسطس المقبل.

واستدركت: "لكن رغم ذلك لا يزال هناك الكثير من التعقيدات المتعلقة بالجوانب اللوجستية والأمنية قبل الوصول للمطار، كإجراءات التفتيش وطريقة دخول فلسطينيي الضفة للمناطق الإسرائيلية".

وعلى الجانب الآخر، يرفض الفلسطينيون هذا المقترح لاعتبارات سياسية أهمها الحفاظ على علاقات جيدة مع الأردن الذي يرى بالفكرة مقدمة لدمج السلطة الفلسطينية في التطبيع العربي، وفق ما أوردته مصادر صحفية مطلعة.

وفي تصريحات للناطق باسم وزارة النقل والموصلات موسى رحال، أوضح أن "المخطط الإسرائيلي لاستخدام مطار رامون يأتي في إطار سياسة الفصل العنصري، والضغط على الفلسطينيين، والاستفادة الاقتصادية الإسرائيلية من خلال تشغيل مطار فشل منذ لحظة إنشائه وحتى الآن".

وقال إن "الجانب الفلسطيني ليس لديه أي معلومات رسمية حول الموضوع وكل ما يُنشَر يأتي من طرف واحد"، مطالبًا باسترجاع مطار القدس (قلنديا)، والسماح بإعادة بنائه وترميمه من أجل خدمه الفلسطينيين.

فكرة لن تطبق..

من ناحيته، يقلّل الكاتب والمحلل السياسي سري سمور من احتمالية تطبيق هذه الفكرة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها ستكون كسابقاتها التي لم تر النور كالممر الآمن بين الضفة وغزة، أو الجسر المعلق أو القطار السريع.

ويُكمل "سمور" لـ "وكالة سند للأنباء": "لا أعتقد أن هذا المقترح سيطبق، فالأردن لن يسمح بذلك لأسباب اقتصادية وسياسية، إضافة إلى أن المسافة التي يجب أن يقطعها من يسكن الضفة للمطار قد تصل لـ400 كيلو، وهو ما يعني أن مشوار السفر سيزيد على 10 ساعات متواصلة، وهذه معاناة إضافية".

ويذكر أن تكلفة السفر عبر "رامون" ستكون مرتفعة إذا ما قورنت بالسفر عبر معبر الكرامة البري أو الخطوط الجوية الأردنية، وهي عامل إضافي آخر سيؤدي لعزوف الفلسطينيين عن استخدامه إلا في حالات نادرة جداً.

وتبعًا لـ "سمور" فإن نسبة كبيرة من فلسطيني الضفة الغربية تربطهم صلة قرابة قوية في الضفة الشرقية، وهو ما يعني أن فكرة المرور عبر الأردن قد تكون إجبارية للأسباب عائلية واجتماعية.