الساعة 00:00 م
الأحد 06 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.57 جنيه إسترليني
4.72 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.94 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"سارة" تقاوم الحياة برجليها بعد أن أفقدها الاحتلال ذراعيها

"علا ونسيم".. جلسا معًا في استراحة "الباقة" وضحكا قبل أن يفرقهما الاحتلال للأبد

خاص بالفيديو "سارة" تقاوم الحياة برجليها بعد أن أفقدها الاحتلال ذراعيها

حجم الخط
الطفلة سارة بلا ذراعين
غزة – وكالة سند للأنباء

طفلة صغيرة كانت تمضي خلف ظل والدها، لا تعلم أن خطوتها التالية ستسقطها خارج حدود الطفولة، وخارج العالم كله، في لحظة واحدة، لم تفقد سارة ذراعيها فقط، بل فقدت الأمان، وفقدت حضن والدها الذي تناثر أمامها.

نجت بجسد ناقص، لكنها بقيت شاهدة على اكتمال الوجع، لم تكن إصابتها جرحًا في جسد، بل خيبة في الروح، في نظرتها وهي تراقب الأطفال يحملون أقلامهم، يركضون، يأكلون بأيديهم، بينما هي تحاول أن تعوّض الذراعين بالقدمين، وتحلم أن ترسم من جديد.

سارة اليوم ليست تلك الطفلة التي كانت تمشي وحدها إلى المدرسة، تمسك قلمها، وتشرب الماء من الكوب، وتربط شعرها بيديها الصغيرتين، أصبحت، بحسب والدتها، "نصف حياة"، ونصف حياة لطفلة في العاشرة.. وجع لا يُحتمل.

"50% من حياتها مش موجودة"..

قالت أماني البرش والدة الطفلة سارة، بصوت يثقل عليه الحزن في مقابلةٍ مصوّرة لـ "وكالة سند للأنباء"، "سارة اليوم أصبحت حياتها 50% مش موجودة، إللي صار معها كانت ماشية مع والدها في الطريق، وقُصف منزل مجاور لهما، فاستُشهد والدها، وسقطت هي أرضًا مغمى عليها."

وتتابع الأم، وكأنها تحاول استجماع الصور المتناثرة بين صوت الانفجار وصمت الفقد: "سارة فاقت بعد ربع ساعة، نقلوها إلى مستشفى المعمداني، ومن هناك حوّلوها إلى مستشفى الخدمة العامة، وبُترت يداها من فوق الكوع، وأجريت لها عملية استكشاف بطني بسبب إصابة خطيرة."

ثم تصمت قليلاً، كأنها تحاول أن تقنع نفسها بما لا يُصدق، وتقول: "قبل الحادث، كانت سارة زيها زي أي طفل عمره عشر سنين، بتاكل، بتشرب، بترسم، بتلعب، بتروح مدرستها، وبتهتم بحالها، لكن بعد اللي صار، كل شيء تغيّر."

وتضيف بصوت مختلط بالمرارة والرجاء: "لما تشوف الأطفال اللي بعمرها بلعبوا بإيديهم، بيركضوا، بيشتروا، بياكلوا، سارة بتصير محبطة، بتحس بالانهزام، رغم إننا بنحاول نخفف عنها، حاولت أعلّمها تستخدم رجليها بدل الإيدين، إنها تمسك الملعقة، تكتب، تشرب، تدرس برجليها، لكن مهما حاولنا، الرجلين عمرهم ما كانوا بديل عن اليدين."

ثم تختم بكلمات تُشبه الدعاء أكثر من كونها أمنية: "بس بنسأل الله إنها تطلع من هالمحنة، وتركب أطراف صناعية، وتعيش حياتها زي باقي الأطفال، وتحقق حلمها، وترجع سارة اللي إلها إيدين".

bb9ab5a2-4857-4f48-9649-cc88ef795d98.jpg

41885993-73db-406a-86ba-70c0056c6092.jpg

56f61057-8ef6-4262-ada7-5f1bf0fcc6ac.jpg

الأطفال الضحايا الأبرز في الحرب..

ولا يزال أطفال قطاع غزة يدفعون الثمن الأثقل في حربٍ لا ترحم، حيث يُشكّلون النسبة الأكبر من الضحايا، ويقفون في مقدمة المستهدفين بنيران الاحتلال، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي واسع النطاق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استُشهد أكثر من 16,500 طفل، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تحيط بالأطفال في القطاع المحاصر.

ووفق معطيات صادرة عن وزارة الصحة في مايو/أيار الماضي، بلغ عدد الشهداء من الرضّع (أقل من عام) نحو 916 طفلاً، فيما ارتقى 4,365 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عامٍ وخمس سنوات، و6,101 طفلاً بين 6 إلى 12 عامًا، بينما استُشهد 5,124 فتىً بين 13 و17 عامًا.

ولا تقتصر المأساة على الشهداء، إذ تشير التقديرات إلى إصابة نحو 17 ألف طفل، في حين يعاني أكثر من 25 ألفًا من سوء تغذية حاد نتيجة تدمير النظام الغذائي وشح المساعدات، وسط حصار خانق وظروف معيشية متدهورة.

وبحسب تقارير أممية، فإن الأطفال يشكلون نحو ثلث إجمالي ضحايا العدوان، مما يضعهم في صدارة الفئات الأكثر تضررًا واستهدافًا، في حربٍ لم تستثنِ أحدًا، ولا تزال فصولها الأكثر مأساوية تتكشف يومًا بعد آخر.