الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

شهيد و5 من أبنائها في السجون..

لطيفة أبو حميد.. أم الأسرى تقاوم الاحتلال بتضحياتها وصبرها

حجم الخط
Ch1hL.jpg
رام الله-أحلام عبدالله-وكالة سند للأنباء

بين أزقة مهترئة نقش الزمان عليها آثاره، وداخل زوايا مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين بمدينة رام الله تجلس الحاجة لطيفة في منزلها محاطة بصور جماعية لأبنائها الأسرى، منها صورة فريدة تجمعها مع زوجها وأبنائهم الأسرى حين سمح للأب بزيارتهم على كرسي متحرك قبل وفاته بشهور.

الستينية لطيفة أبو حميد والدة 5 أسرى يقبعون خلف القضبان الإسرائيلية، ومحكومين بفترات تتجاوز الموعد الافتراضي لحياتهم.

91c36033-e7a6-4037-9a5e-721bae12b98e.webp
 

حكايةٌ مرة

 الحاجة لطيفة واحدة من الأمهات الفلسطينيات اللواتي يكابدن لوعة فراق أبنائهن الأسرى، بيد أن ما مأساتها تفوق مأساة الكثيرات منهن، إذ اعتقل الاحتلال خمسة من أبنائها وهدم منزلها 5 مرات.

وتروي الحاجة لطيفة لـ"وكالة سند للأنباء"، حكاية الاعتقالات المتكررة لأبنائها، وتقول "إن مسلسل الاعتقال والاعتداء لم يتوقف منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وعاقبنا الاحتلال أكثر بهدم المنزل فوق رؤوسنا خلال مطاردته لأبنائي".

JUQAZ.jpg
 

تحاول والدة الأسرة الخمسة مساندة ابنها البكر ناصر أبو حميد (46 عاما) الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد سبع مرات بتهمة المسؤولية عن مقتل سبعة إسرائيليين في الانتفاضة الثانية.

وتقول "أجرى أطباء مشفى برزلاي الإسرائيلي عملية جراحية لإبني ناصر لإزالة ورم من الرئة اليسرى وقص 10 سم من الرئة ذاتها لوجود تلف فيها، واستغرقت عمليته أكثر من ثماني ساعات، وعانى ناصر من أوجاع وآلام مكان العملية ومن صعوبة وضيق بالتنفس حيث تم وضع أنبوب صناعي لمساعدته على التنفس".

وتتابع" أن الأنبوب تم تركيبه بشكل خاطئ لأن الطبيب الذي ركب الأنبوب غير مختص، ما تسبب بمضاعفات وصعوبات كثيرة، ولم يسمح للمحامي بزيارته حتى أطمئن عليه من خلاله".

وإلى جانب ناصر اعتقل الاحتلال أخيه نصر المحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات، وشريف المحكوم بالمؤبد أربع مرات، وأصغرهم محمد المحكوم بالمؤبد مرتين.

وتعتبر لطيفة أبو حميد، أو "سنديانة فلسطين" كما تلقب، من أبرز قصص النضال في فلسطين، فتقول خلال حديثها لـ "سند"، اعتقل الاحتلال ابني ناصر في الثانية عشرة من عمره، ثم توالت اعتقالات أبنائي العشرة، حتى عام 2007، وتوزعت أيامي في زيارتهم بسجون متعددة حين أصبح خمسة منهم أسرى دفعة واحدة".

وتٌعرف أم ناصر أيضاً بوالدة "صائد الشاباك" عبد المنعم أبو حميد، الذي اغتالته وحدة إسرائيلية خاصة بعد مطاردة لشهور عام 1994 بتهمة استدراجه ضباطا من المخابرات الإسرائيلية وقتل أحدهم وإصابة آخرين في كمين برام الله.

وتدرج إسرائيل أم ناصر وأبناءها على قائمة الممنوعين من الزيارة في معظم الأوقات لأسباب "أمنية"، وتقول "في إحدى المرات سمح لي بالزيارة بعد خمس سنوات من المنع، وعند وصولي الحاجز قبل السجن أبلغوني بمنعي من الزيارة مرة أخرى".

وبعد فترة طويلة من المنع، تتمكن أحياناً من زيارة أبنائها بعد عملية تفتيش مهينة، فتقول " أجلس على شباك الزيارة الذي يفصله زجاج عازل وأتواصل مع أبنائي الخمسة عبر سماعة هاتف واحدة، ولا يتعدى حواري مع كل واحد العشر دقائق بالنظر لمدة الزيارة المحددة بخمس وأربعين دقيقة".

9999043094.jpg
 

وتقول "سنديانة فلسطين" إن صغيرها محمد يعاني من مشاكل صحية في ظهره، كما يعاني شريف من مشاكل مع الكولسترول، في حين تعرض ناصر لمحاولة اغتيال ولا تزال آثارها في جسده، وفي إحدى الزيارات أخبرني ابني ناصر أن المستوطنين يحرضون عليّ شخصيا ويصفوني بأم المخربين الإرهابيين وبأنه يجب معاقبتي".

وتأتي هذه التهديدات رغم استشهاد أحد أبنائها واعتقال الباقين.

هدم المنزل

هدم الاحتلال منزل عائلة "أبو حميد" المكون من 4 طوابق، 5 مرات، فدُمر للمرة الأولى عام 1994 عقب اغتيال ابنها عبد المنعم أبو حميد، تبعه هدم آخر للمنزل علم 2003 بعد اعتقال نجلها ناصر الذي اتهمه الاحتلال بالوقوف وراء عمليات تفجيرية أدت إلى مقتل سبعة إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

7f463826-4a61-43d0-ad2e-1c60dbe56bbd.webp
 

وتضيف الوالدة "عام 2015 كرر الاحتلال هدم منزلنا للمرة الثالثة، أما في عام 2019 هدمت جرافات الاحتلال، المنزل مرتين عقب اعتقال ولدي إسلام أبو حميد، والذي تتهمه قوات الاحتلال بقتل جندي بالجيش خلال عملية اقتحام المخيم".

f78409d1-c4e3-497c-ac66-d5895710171f.webp
 

وفاة الأب

وتوفي والد الأسرى عام 2015بعد هدم المنزل، وعقب معاناة مع المرض وضعف بالنظر واعتقال وحرمان من رؤية أبنائه، فعانقه الموت قبل أن يتمكن من معانقة أولاده الخمسة.

تقول الحاجة لطيفة عن هذه الأيام "رفضت إدارة السجون السماح لأبنائي الخمسة الاتصال لمواساتي وأنفسهم بوفاة والدهم، وحرمهم من الاجتماع كعائلة واحدة بالضراء قبل السراء".

ولا تتعدى أحلام الحاجة لطيفة أكثر من ضم أنجالها الخمسة إلى حضنها ورؤيتهم أحررا خارج أسوار المعتقلات الإسرائيلية، بعدما أضحت زيارتها لهم والاطمئنان عليهم أشبه بالمستحيلة.

وتضيف الوالدة" أفتقد لمتهم وجمعتهم فبيتي لا تدخله فرحة العيد ولا الأجواء العائلية في شهر رمضان، أفتقدهم وأفتقد لمتهم في هذه الأجواء الشتوية بالقرب من بابور الكاز، وصوت قرع المطر فوق سقف "الزينقو".

f1dbc4dd-ce3a-4b06-bad8-d2aa42a205fd.webp